أنا فتاة تعرفت على شاب يكبرني بـ10 سنوات عن طريق الجوال واستمرت المراسلات والاتصالات بيننا لمدة 6 أشهر، وكان قد وعدني بالزواج، وطيلة هذه المدة كنت أشعر بالذنب وتأنيب الضمير، وأخيرًا عزمت على التوبة وتوكلت على الله وانفصلت عنه نهائيا.
حاول معي كثيرا ولكن لم أعد وغيرت رقم جوالي، أعلم علم اليقين بأني حطمته، وعلمت بعد فترة أنه مريض، ومنذ ذلك الحين ولا يهدأ لي بال،
أشعر بأني سبب في تدمير هذا الشخص أفيدوني، جزاكم الله خيرًا
هل سأحاسب على ما فعلت أم أنه شعور نفسي لا غير؟
23/7/2024
رد المستشار
أختي الكريمة..
سؤالك ذكرني بكلمة سمعتها من أحد شيوخنا الكرام منذ سنوات عديدة، كان يقول الشيطان يزين الباطل ويقبح الحق، وهذه حقيقة؛ فهو يجعلنا نرى الباطل الذي يوافق أهواءنا في ثوب جميل خادع، في حين يجعلنا نرى الحق الذي يخالف أهواءنا في ثوب قبيح منفر، ومن هنا نرى الأمور على عكس حقيقتها تماما.
موقفك الذي اتخذته هو في الحقيقة إنقاذ لنفسك وإنقاذ لهذا الشاب من تطور الأمور بينكما إلى علاقة غير شرعية لا يرضى عنها الله ولا يرضى عنها أي ضمير عاقل.
ولكن الشيطان أعاذنا الله منه يحاول أن يصور لك العكس.. أنت تسببت في تحطيمه.. منذ متى كان الدواء المر أو الجراحة المؤلمة سببا في تحطيم المريض؟!! وتعالي نسأل السؤال بالعكس ألا يحطمك هو عندما يستبيح علاقته معك ألا يحطم احترامك لنفسك؟ وخشيتك من خالقك؟.
هذه الأسئلة أنت تحتاجين للإجابة عليها، ولكن هناك أسئلة أخرى أهم: تقولين إنه وعدك بالزواج حتى وإن كان هذا الوعد صادقا فهل التعارف عن طريق الجوال يمكن أن ينتج عنه تعارف حقيقي ثم زواج ناجح؟ هل يمكن أن ينتج عنه حب حقيقي بين شخصين متكافئين؟ أم أن الدافع له هو تلبيته للاحتياج الفطري للحب بين الجنسين مع تغييب العقل الذي يحكم إن كان الشخصان مناسبين لبعضهما البعض أم لا؟ وإن كان الوقت المناسب للعلاقة أم لا؟ وإن كان هناك مسؤولية لتحويل هذه المشاعر إلى علاقة شرعية أم لا؟.
أختي الكريمة..
أحييك على شجاعتك وعلى قرار وقف العلاقة وتغيير الهاتف، وأدعو الله أن تكوني ممن يبدل الله سيئاتهم حسنات يوم القيامة، أولئك الذين صدقوا في توبتهم. وتأكدي يا أختنا أن هذا الشاب لن يبذل جهدا كبيرا في نسيانك مهما بدا غير ذلك ومهما أظهر من حيل لاستعادتك؛ فاستعيني بالله ولا تكوني كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
واقرئي أيضًا:
من القاهرة إلى الإسكندرية عن طريق بني سويف
آسفة لأني علقتك بي..! شعار المستهترات!
بين الحب واللب فرق كبير