بداية.. جزاكم الله خيرا على ما تقدمون إخواني وأخواتي الكرام.
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاما وقد تمت خطبتي قبل 7 أشهر لشاب خلوق متدين طموح فيه الكثير من الصفات الطيبة التي عرفتها عنه يوم سألنا عنه، وأخرى اكتشفتها فيه خلال فترة الخطبة والحمد لله والحقيقة أنه متيم بي بصورة كبيرة، ودائما يقول لي إنني كنت حلمه وكلاما من هذا القبيل من غير أن يتعدى حدوده الشرعية معي في تلك الفترة، وحقيقة ما أشعر به تجاهه لا يأتي نصف ما يشعر به تجاهي؛ فهو قد استقر في نفسه وقلبه وعقله أنني زوجته ولن أكون لغيره، بينما أنا تراودني كل فترة مشاعر فتور من ناحيته، فلا أشعر بأنني أريد أن أكمل معه،
وكلما أتاني هذا الخاطر شعرت بحزن غريب يسيطر عليّ، فأنا أشعر بالفعل بألمي له، ولكن ليس بكل مشاعري، فأنا إلى حد كبير عقلانية في تفكيري ومشاعري، وأقول لنفسي مؤكد مشاعر الحب الملتهبة ستأتي بعد الزواج حيث العشرة الحقيقية به.. لا اعتراض عندي على هذا الشاب الخلوق أبدا.. بل بالعكس هو من تمنيته يوما من الأيام، ولكنني أخشى من مشاعري المتقلبة وشخصيتي المتمردة عليّ بعد ذلك.
فهلا أفدتموني.. ماذا أفعل؟ هل ما أنا فيه نوع من عدم القناعة أو الاقتناع به؟؟ أو هو شيء طبيعي كلما اقترب موعد عقد الزواج شعرت به؟؟ فدائما ما تجتاحني أسئلة من هذا القبيل: "هل هو اختيار صحيح؟ هل هو من تريدين قضاء عمرك معه؟" وهكذا..
فأفيدوني. أكرمكم الله
ولكم جزيل الشكر.
27/7/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلا ومرحبا بك على موقعنا "مجانين".
الحقيقة أن فترة الخطبة من الفترات الهامة على وجه الخصوص فهي تتيح لنا التعرف على الطرف الآخر واكتشاف سمات شخصيته وخصائصه وكذلك ما يحبه وما يكرهه. ومن المهم أن ندرك أن قرار الزواج يعتمد على العقل والمشاعر في نفس الوقت، لذا عادة ما يتم دراسة هذين الجانبين في فترة الخطبة، ومن أهم ما يشغلنا في العلاقة بالطرف الآخر هي نقطة المشاعر والعواطف المتبادلة بين الطرفين، أتفق معك في أن كثيرا من المشاعر يمكن أن تنمو مع الزواج حيث يزداد الارتباط العاطفي بين الطرفين، فالعلاقة الزوجية تساعد على نمو واكتشاف مشاعر جديدة. إلا أن بداية الإحساس بتلك المشاعر عادة ما يبدأ في مرحلة ما قبل الزواج، وقد تكون نقطة اختلاف بين الطرفين؛ فقد نجد طرفا يعبر عن مشاعره بالاهتمام والسؤال عن الآخر وبقضاء مصالحه والوقوف بجانبه، والطرف الآخر يعبر عن مشاعره بالكلام الجميل، وقد نجد أحد الطرفين يعبر عن حبه بطريقة أفلاطونية رقيقة، والآخر يعبر عن حبه بمشاعر قوية ملتهبة!!
وقد يكون أحد الطرفين -مثلك- عقلانيا بدرجة كبيرة والطرف الآخر يعتمد على مشاعره وأحاسيسه بدرجة أكبر، وهكذا نجد كما كبيرا جدا من الاختلاف بين كل زوجين أو خطيبين. أعتقد أنه من المفيد أن نفتح باب الحوار في هذا الموضوع، فبما أنه يوجد تفاهم كبير بينكما، وأن هذا الشخص هو من كنت تتمنينه، تحدثي معه... بمعنى أنه يمكنك أن تتناقشي مع خطيبك حول هذا الأمر وكيف أن مشاعرك تحتاج إلى فرصة كي تنمو خطوة خطوة، وكيف أنك تتصورين أن هذه المشاعر ستزداد بعد الزواج، وأن ما لديه من مشاعر هي محل تقدير واحترام وفهم من جانبك، وكيف أن عليه أن يتيح لك الفرصة والوقت الآن وبعد الزواج، قد تكون الأفكار التي تأتي على بالك نتيجة أنه لديه كم ضخم من المشاعر في حين أنه لا يوجد لديك مشاعر مماثلة، أو يكون السبب في أنه يود الحديث عن أحاسيسه في الوقت الذي تحبين أن تتحدثي فيه عن موضوع جاد. وقد تكون هناك أسباب أخرى، بمعنى أن هناك أشياء معينة لا تعجبك، وأن المشكلة ليست في المشاعر، لذا يعتبر التفاهم في الفترة الحالية صحيا ومفيدا للغاية، فمشاعرك آنستي لا أتوقع أن تتغير في اللحظة الفاصلة بين مرحلة ما قبل الزواج وما بعدها، وقد يتوقع هو ذلك؛ أي يتوقع أن يجد من جانبك نفس المشاعر والأحاسيس بعد الزواج، أو يتصور أن لديك الآن قدرا من الخجل ولكن هذا الحب عميق بداخلك وسيظهر من أول لحظة بعد الزواج!!
وعلى أي حال أجد أن الكثيرين يفضلون وجود فترة عقد القران، وهي فترة يتاح فيها مزيد من التقارب الجميل بين الطرفين ويسمح فيها كل طرف أن يعبر عن كم أكبر وأنواع متنوعة من المشاعر تجاه الآخر، فكأن الفتاة تمر بمرحلة وسطى بين أنه ليس من حقها أن تعبر عن مشاعرها بل أن تشعر بها أصلا (مرحلة ما قبل الزواج)، وبين أن كل شيء مباح (مرحلة ما بعد الزواج). فكري في الأسباب الحقيقية التي تجعلك تفكرين في أنك لا تريدين الاستمرار، هل هي أسباب تستحق أن تأخذي هذه الخطوة فعلا، أم ترجع للاختلاف في كم المشاعر المتبادل، أم إلى قلق طبيعي في هذه المرحلة، وإن توكلت على الله في أن تتحدثي معه فما عليك سوى أن تختاري الطريقة المناسبة للحوار والوقت المناسب أيضا، اعلمي أن الله لن يضيعك، وتابعينا بأخبارك. في أمان الله