زواج الأقدار: حدث في مثل هذا اليوم! م.مستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا صاحبة مشكلة زواج الأقدار: حدث في مثل هذا اليوم.. فتاة عندي 23 عامًا، أحببت زميلاً لي منذ 8 سنوات، ولكنه لا يعرف ذلك؛ لأنني لم أسع إلى إقامة أي علاقة معه خوفًا من الله، ولكني لكي آخذ بالأسباب لجأت إلى الدعاء، وأخبرت أخي بذلك الموضوع منذ حوالي سنة تقريبًا فهو صديق له.
ولكن للأسف لم يفدني أخي في شيء ولم يعطني أية معلومات.
والآن لم يَعُد لديّ ما أفعله سوى الدعاء، فهل ترى يا سيدي الفاضل أنني مقصرة في شيء؟ وشكرًا.
28/7/2024
رد المستشار
يبدو أن عائلتك كلها تحب الانتظار وتستثقل المبادرة، وبالتالي فأنت ابنة بارة لهذه العائلة المنتظرة!!
لا يفيد كثيرًا أن ألوم أخاك، وأنا أتفهم موقفه إلى حد ما؛ نظرًا لسنه الصغيرة، ونظرًا لأعراف مجتمعنا التي ترى من العيب أن يسعى الأخ -مثلاً- في تزويج أخته بمن ترغب، وهذا من التخلف الذي نعيشه، ومن الخلل الذي أصابنا، ونحصد بسببه النتائج المرة والمدمرة.
وأتفهم كذلك موقفك -إلى حد كبير- وقد صارحت أخاك فلم يفدك لا بمبادرة، ولا حتى بمعلومات. وأصدقك أن موقفه هذا سلبي "زيادة عن اللزوم"، فإذا فهمنا منطقه في عدم المبادرة تجاه صديقه، فكيف نفهم عدم إعطائك أية معلومات، وكان الأفضل أن ينقل رغبتك هذه بطريق غير مباشر إلى والدك ووالدتك فيتصرفان هما فيما هو عاجز عنه، ولكن يبدو أنه لم يفعل هذا أيضًا، واكتفى بسماعك، وكأن شيئًا لم يكن، بعد ذلك!
وهذه السلبية بالرغم مما فيها تبدو أفضل نسبيًّا من أن يقوم بتوبيخك كما يحدث في حالات أخرى!
ولن أستطرد لأصف لك أنه قد صار عيبًا عندنا منذ زمن أن تعبر الفتاة عن مشاعرها وعن رغباتها، ولو لأقرب الناس إليها، وكأنها ليست بشرًا تحمل قلبًا أو مشاعر، أو أن لها احتياجات فطرية وإنسانية، وكأن العيب يكون في التعبير، أما الحياء ففي الكتمان ثم علاقات السر التي ترفضينها بوحي من تقواك وضميرك، وفقك الله ورعاك، وأصلح أحوالنا وأحوالك.
وأقول: إنك فعلت خيرًا، ولكن ربما يكون الأنسب أن تتوجهي برغبتك نفسها إلى والدتك -إذا غلب على ظنك أنها حكيمة، وستحسن التصرف- أو قد يكون الأفضل أن تتوجهي بنفس الرغبة لتصارحي بها والدك مباشرة إن كانت العلاقة بينكما تتيح مثل هذا القرب والتقدير من طرفه لرغباتك ومبادرتك، فإذا لم تكن الوالدة مناسبة، وإذا لم تكن مصارحة الوالد مناسبة، فلن يكون أمامك إلا البحث عن وساطة يفضل أن تكون من طرف سيدة حكيمة متحركة من قريباتك أو صديقات الأسرة، وهي ستدير الأمر بمعرفتها، إلا إذا كان طابع السلبية والانتظار والتخاذل قد أصاب أسرتك أو أمتنا كلها. وعندها سأجلس معك أدعو الله أن يستبدل بنا أمة أخرى تفهم دينه، وتحمله بين الناس، وإلى الله المشتكى، وعليه التكلان.
لنا في مبادرة الفتاة تجاه الشاب بغرض الزواج إجابات سابقة وحوار حي ، أرجو الاطلاع على هذه المادة؛ لأنها ستفيدك في تدبير أمورك، وأقول لك مؤيدًا ومشجعًا:
فقط لا تيأسي وواصلي محاولاتك لجمع المعلومات، وتوسيط الوساطات، وأرجو أن يكون اختيارك وتعبك هذا كله في محله!!
أخشى بسبب قلة خبرتك في الحياة أن يكون اختيارك ليس صوابًا، فهل يمكن قراءة سلبية أخيك وصمته، بوصفها علامات على رفض ضمني منه لارتباطك بصديقه؟!
تعلمين أن الإنسان قد يصادق شخصًا لميزات فيه، ولكن ربما لا يقبله زوجا لأخته؛ لأنه لا يراه –بما يعرفه عنه- مناسبًا لها، فهل هذا هو الوضع؟!
برجاء المزيد من التحري والمصارحة.. والله معك.. وتابعينا بالأخبار.
ويتبع>>>>: زواج الأقدار: الدعاء ابتذال أم التزام؟ مشاركة