السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
الأفاضل الكرام حفظكم الله، أرسل إلى حضراتكم استغاثتي التي أرجو ألا تعتبروها طويلة فتهملوها.
بعد متابعاتي الكثيرة لحضراتكم ومن خلال تصفحي لصفحات التعريف بكم ولحلولكم الكريمة للمشاكل، تشجعت على كتابة هذه الرسالة لكي تساعدوني في حل هذه المشكلة التي تؤرقني وتحيرني؛ لأنني أريد من يعطيني الحل الذي يرضي الله عز وجل. وهاكم المشكلة:
أنا:
شاب عمري 37 عاما، ملتزم في معظم أحوالي والحمد لله، جامعي، صحيح البدن، ولا أدخن، عندي قدر من الوسامة يبعدني عن نطاق المستقبحين، لا أترك صلاة جماعة ما استطعت، على قدر من العلم الشرعي، كنت خطيبا مفوها -بشهادة أهل التخصص والمستمعين لخُطَبِي- في بلدتي ولا أفتخر بذلك؛ بل أذكر لحضراتكم ما قد ينفع في حكمكم، وكان ذلك حتى سافرت منذ 10 أشهر للعمل في بلد عربي اقتصاده ناجح، متزوج منذ أكثر من 9 سنوات، ولم أنجب.
سهل الطباع ليس لي طلبات في أكل أو شرب، لكن إذا جعت توترت، وإذا تأخر الطعام يزداد التوتر، أحب المزاح المباح في البيت مع زوجتي، لا أحب أن أجرح مشاعر أحد متعمدا، وهذا قد يسبب لي مشاكل تؤرقني، وقد يحدث ذلك بغير قصد فأعود وأعتذر، أحب الترتيب والنظام في كل شيء؛ في المنزل وأدواتي الخاصة وعملي وفي ثيابي... إلخ.
زوجتي:
متدينة ومن بيت طيب متدين، أكبر مني بعامين، وكل من يراها يعتقد أنها صغيرة السن جدا، عندها قدر من الجمال؛ فالوجه مريح وهادئ، أحبتني هي وكنا في الصف الثالث الثانوي في فصل دراسي واحد، وأرسلت لي الرسائل التي كنت أجدها في حقيبتي الدراسية، فعلمت أنها هي التي ترسلها، وجاءت إلى بيتنا لتحيك ملابسها عند والدتي حفظها الله، والتي كانت في تلك الفترة تعمل بحياكة الملابس لتساعد أبي رحمه الله في مصاريف البيت، وظللنا نتقابل في أثناء دراستي في الجامعة حتى خطبتها بعد تخرجي؛ فهي لم تكمل دراستها بعد الثانوية العامة، ولم أعرف في أثنائها شيئا عن طباعها، ولم تخبرني هي بشيء، اكتشفت بعد زواجنا بأيام أن الطباع حادة جدا على عكس ما يبدو من ملامح الوجه، ثم اكتشفت أنها لم ولن تجيد فن التودد إليَّ، وصرحت لي بذلك، وسَلَّمتُ أنا بذلك بعد محاولات التغيير؛ فكلامها حاد منذ تزوجتها، وتوجيهاتها بعد الزواج أصبحت أوامر، لا تغفر لي زلاتي البشرية، إذا نامت نهارا أو ليلا لا تسمح لي بأن أستيقظ؛ بل يجب أن أنام؛ لأن حركتي في البيت وإنارتي لمفاتيح الكهرباء وفتحي لصنبور المياه وفتحي وغلقي للأبواب يجعلها تصحو من نومها بصداع في رأسها، وتكيل لي المعاتبات والكلام الذي لا أحبه، برغم أني لست حادا في كل هذه الأشياء بل أفعلها بلطف، وأيضا إذا أرادت النوم وبجانبها ساعة حائط أو منبه فإنها تفصل البطارية عنه؛ لأن صوت دقات عقرب الساعة يزعجها، وعندما ناقشتها بهدوء في أول زواجنا في أن هذا الأمر فيها غير طبيعي كانت وإلى اليوم تقول لي: هذا طبع الذين لهم مشاعر رقيقة، أما أمثالك فمشاعرهم غير رقيقة؛ مما يجعلني أغضب، وقد أخطئ في الفعل والقول معها، فتخاصمني أسبوعا أو أكثر حتى أبدأ أنا في الصلح، وهذا دأبها في الخصام.
إذا طلبت نوعا معينا من الطعام أشتهيه لا تقوم بصنعه؛ بل ترفض في أحيان كثيرة، إذا اضطر الجيران إلى تصليح شيء لديهم يستدعي الدق بصوت عال وفي وقت العمل العادي في النهار تدعو عليهم وتسبهم وتسمعني ذلك.
ولا تحبني أن أمزح معها بل تصد مزاحي بقول جاف، برغم أنها إذا مزحت؛ فأنا أحب منها ذلك وأجاريها. وعند غضبها تتطاول عليَّ وعلى رجولتي بالقول المؤذي للرجولة والمشاعر، وتصفني بسوء التصرف. مع أهلها جافة في قولها ويحبونها لعقلها الكبير وقدرتها على تحليل الأمور، والحكم عليها، تغلظ لأمها القول فتقبل منها، لا تتكلم مع أبيها إلا قليلا جدا، وفي أمور ومناقشات حياتية، ولا تعامله بدلال البنت مع أبيها ولا هو يفعل.
كانت مع والدي لا تعامله كابنته مما جعله -رحمه الله- يصرح لها أنه لم ينجب بنات، ويحب أن تكون هي زهرة البيت، تشيع فيه البهجة؛ فلا ترد، وكانت تجيب ولكن لي أنا وتقول: طبعي ليس كذلك، لا أحب أن أزوق الكلام؛ فأنا إنسانة عملية أُظهِرُ مشاعري أفعالا، ذات مرة في غضبة وشجار من المشاجرات تطاولت على والدتي بالقول، وهي في الأصل لا تتفق معها في أي رأي، وتحدثني عنها بشكل قد يثيرني.
حملت ثلاثة مرات في الأربعة سنين الأولى من زواجنا، وكان الحمل يجهض في الثلاثة أشهر الأولى، وكانت عصبيتها تزيد فيسقط الحمل، وهي بلا مبالغة شكواها من الصداع والمغص الشهري كثيرة جدا؛ فمدة حيضها ثمانية أيام قبلها بأسبوع تشكو من الأعراض السابقة للحيض؛ فهي -تقريبا ودون مبالغة والله- معظم الشهر شاكية. وهذه الآلام تكون نتيجتها أن تقابلني بوجه متجهم عند عودتي من العمل، وأن تؤخر عمل الطعام في بعض الأيام؛ لأنها لم تنم جيدا بالليل فتعوض ذلك بالنوم نهارا، وإذا عدت ليلا وطلبت إعداد العشاء فلا تفعل، فأعده بنفسي أحيانا.
ومن المؤسف أنها إذا آذتني هي بلسانها كنت في المرات التي أعالج فيها هذه المشكلة بهدوء لا نخبر أحدا، أما إذا فقدت صوابي وثرت عليها برد فعلي نتيجة لسانها الحاد فكانت تخبر أهلي وأهلها بما فعلت، وتتناسى أن ما فعلته كان نتيجة طبيعية لطباعها الحادة.
لم نتفق في أمور الجماع يوما؛ أنا أحب أن أتمتع بكل مباح، وهي من أول يوم تريده وضعا واحدا، وتقول لي: أنت الذي عودتني على ذلك، في أثناء الإيلاج تتألم ألما واضحا؛ حيث لا متعة أبدا، وهى بطيئة الإثارة جدا، إذا اقتربت من وجهها أعرضت بحجة أن نَفَسَي سريع وصوته عال أو ساخن، وليس طيبا برغم أني أغسل فمي بمعجون الأسنان، وربما تناولت علكة ذات رائحة طيبة، وأضع العطر، وأستعد كما تفعل هي ذلك، وأحيانا كنت أستحم قبل الجماع إذا وجدت الأمر يحتاج لذلك، وهذه الأيام هي في زيارة لي في البلد العربي الذي أعمل فيه، وقد أطلقت لحيتي بعض الشيء اتباعا للسنة وابتغاءً للأجر؛ فعندما تريد أن تضع شفاهها على وجهي -وهذا أمر مستجد حدث بعد مشكلة كدت أطلقها فيها قبل سفري- تقول: أين أضع شفايفي وكل وجهك شعر؟ رغم أني لست من الرجال كثيري الشعر.
ومن الزلات البشرية أنني ابتليت لفترة بالمواقع الإباحية على الإنترنت طلبا لشهوة أفتقدها، وهذا ليس مبررا لفعل ذلك طبعا، لكنها فعلا مواقع تشدني جدا وإلى اليوم، وأحمد الله أن هذا البلد الذي أنا فيه الآن يحظرون هذه المواقع، وإلا لكنت قد ضعفت وانغمست فيها، وذلك فضل من الله عز وجل؛ فكانت تدخل عليَّ فجأة متعمدة كلما جلست على جهاز الكمبيوتر، ولما رأتني مرة أنظر إلى صورة من الصور إياها بصقت في وجهي، وحاولت أن تفضحني بين أصدقائي وإخواني، وأنا كان رد فعلي عنيفا معها.
هي لا تنام بجانبي في الفراش منذ سنين لا أذكر عددها بحجة أنني أتحرك كثيرا وأحيانا أحدث شخيرا، خاصة إذا كنت مرهقا وأحيانا أعرق -مع أن عَرَقِي ولله الحمد ليس قوي الرائحة- فيصبح جسمي مبللا، ويضايق جسمها، وهي لا تحب ذلك، فآثرت هي النوم وحدها بعد محاولات منها ورفض مني، فظلت تضايقني في أثناء نومي وتوقظني، وفي أيام الشقاق كانت ربما حركتني برجلها بقوة حتى أكف عن الشخير والتقلب.
في المشاحنات كنت أقول لها: "لو أردتُ لتزوجتُ ممن تعيش معي مطيعة لي وتتوافق معي في الطباع"، كانت إجابتها "إنك تحتاج جاموسة لا إحساس لها، وليس امرأة حساسة مثلي، ثم إنك قبيح الخلقة، ولن تنظر إليك امرأة ناهيك عن بنت عذراء"، وكانت تقول لي أيضا: "لن تجد من تتحمل غضبك، وتتحمل فقرك"، ولا أخفي عليكم من كثرة ما قالت لي ذلك صدقت كلامها أو كدت أصدق، ظل الحال كذلك ثمانية سنوات حتى رضيت بواقعي، وقلت في نفسي: إن معظم الرجال من المؤكد حالهم هكذا في عيشهم مع زوجاتهم، وإن النعيم الحقيقي في الجنة وليس هنا.
وقبل سفري لهذا البلد العربي وفي مرة من مرات الشقاق والإهانات منها لي وسبها لي وبصقها مرة أخرى في وجهي، لكن هذه المرة لم يكن بسبب مواقع النت الإباحية ولكن بسبب اختلاف الطباع، استقر أمري على طلاقها، فتَدخَّل من أصدقائي وإخواني من جعلها تعتذر إليَّ أمامهم برغم أنه لم يكن يُصَدَّق أنها ستفعل؛ حيث إنها لم تعتذر لي يوما منذ تزوجتها، ولكنها فعلت هذه المرة لعلمها بعلاقة تمت بيني وبين امرأة غيرها؛ لتغلق أمام الأخرى الطريق إليَّ، فلم أطلقها إكبارا لمن تدخلوا، وأملا في إصلاحها، حتى إذا أردت بعد ذلك أمرا لا ألوم نفسي ولا يلومني أحد.
لا شك أنه كانت هناك أيام كنا فيها على علاقة طيبة، لكن اختلاف الطباع كان المنغص الأساسي فيها، وهي لم ترد أن تغير من نفسها إلى ما يرضي ربها وزوجها.
حبيبتي:
ظهرت في حياتي امرأة تصغرني بعامين، لكن لا أحدثكم عن اتفاقنا في الطباع، وهي بها قدر من الجمال أيضا، ومتقاربة جدا معي في الفكر خاصة الديني ناهيكم عن الدنيوي، ليس لها أحد في بلدتنا إلا الله، أراد الله أن تلتزم وتتدين في ظروف كثيرا ما تنحرف فيها النساء؛ فهي غير مستقرة في حياتها الزوجية، برغم أنها أم لبنتين وولد، وزوجها ليس له عمل معين تعرفه، إنما تعرف أن كثيرا من الناس يدقون باب بيتها سائلين عن زوجها، وربما كان موجودا فيطلب من ابنتها الكبرى أن تقول: "أبي ليس موجودا"، كل الذين يأتون على الباب يطالبونه بنقود اقترضها منهم ولم يَردها إليهم، وهو دائما ما يسفه رأيها ويسبها ويسب دين الله، ويضربها بشدة في الشجار.
دائما ما يسب الدين ويشتم، ولا يصلي برغم نصحها له، وتشغيلها لشرائط دينية لشيوخ مشهورين، وجوده في البيت للأكل والهاتف الذي يخاطب فيه نساء تسمع بأذنها تواعده معهن، وخروجه يكون في آخر النهار ويعود بعد الفجر، زنى فصبرت، تزوج عرفيا فصبرت.
أعجب ما في الأمر أنه لم يقربها منذ 4 سنوات أو قريبا منها، فعلا لم يقربها أبدا، وهي الشابة الجميلة التي لها رغباتها الطبيعية؛ حيث إنه كان يُعَالَج بسبب مرض أصابه من الزنا لم يخبرها به، ولكنه أفهمها أنه يُعَالَج عند طبيب، وعندما يشفى سيعطيها حقها الذي لا تريده منه لأنها أبغضته.
كانت مختمرة فغابت سنة أو أقل ثم عادت إلى محل عملي بنقاب، وبينما أنا في غضبتي الأخيرة مع زوجتي قبل سفري، وبينما أنا في ضيق مما أنا فيه من شدة وسوء أخلاق زوجتي ولسانها الحاد.. إذا بهذه المرأة تكثر الاتصال بي في العمل بدون ضرورة، ثم تَفَجَّرَ بيننا الحب، وبعد معرفة حالها مع زوجها، تواعدنا أن تعمل جاهدة في الطاعات على أن تكون زوجتي في الجنة، ثم زادت المشاكل من زوجتي وزاد الحب مع حبيبتي.
لم أخبر حبيبتي بما أنا فيه من شقاق مع زوجتي في بادئ الأمر، وهى ظلت تبث لي ما في قلبها وتتوسل إليَّ ألا أتركها، خاصة أنها سمعت لي خُطبة أبكتها وأسعدتها، حتى أنها فجأة قَبَّلَت يدي ذات مرة في محل العمل في وقت لم يكن أحد معنا. تأكدت قبل سفري من صدقها في كل ما أخبرتني به من حالها، ولم أكتفِ بصدق مقالها الذي بدا لي وضوحه من أول لقاء في محل عملي، وأسألكم بالله أليس في زواجي من هذه الحبيبة خيران وأجران؛ أولهما: أني سأعفها وأرعاها بعد صبر طويل على فقدان حنان الأب والأم والزوج، والثاني: أن أنجب منها بإذن الله وأعيش مستقرا مع إنسانة متوافقة معي حتى في العلم والتفكير، ناهيكم عن توافق الطباع؟
المهم أنني أنا وهي تطورت علاقتنا برغم سفري للبلد العربي حتى أرسلنا رسائل الجوال وتكلما على شبكة الإنترنت، وتطورت العلاقة وتطورت حتى وصلنا إلى درجة جعلتنا في حرج شديد وهي أننا نُقَبِّل بعضنا في المكالمات الهاتفية ونقول لبعضنا: "كل شيء" حُرِمنا منه، وتمنينا أن نقوله عندما نتزوج، هي أقسمت لي إنها ستعيش تحت قدمي؛ فقد أعجبها تديني وزاد تعلقها بي وتمنيها لي لأعوضها عن ستة عشر عاما من التعاسة مع زوج غير صالح وعن السنين التي لم تأخذ فيها حقها الشرعي منه وهي صابرة، أخبرتها مؤخرا قبل سفري بما تفعله زوجتي معي من إهانات، فتعجبت ولم تخفِ فرحها بما سمعت، تعجبت لأنها كانت تتوقع أنني مستقر في زواجي، وفرحت طبعا عندما علمت بنيتي أن أطلق زوجتي لأنها إذا تزوجتها فستكون الوحيدة في حياتي، وستعوضني عن كل ما عانيت مع الأولى. الأجمل في الأمر أننا متوافقان في كل الطباع الجسدية والنفسية، كما كانت وعلى عكس زوجتي يعجبها شعري وأصابع يدي ومشيتي.
منعطف:
الآن ومنذ حضرت زوجتي لزيارتي وقد أعلمت حبيبتي بذلك حدث أنني لم أتصل بحبيبتي لمدة ثلاثة أيام؛ حيث إنني لم أستطع لوجودي في إجازة، وحدث أن حبيبتي غضبت لذلك وعاتبتني وقالت: "أرغم أن عندي ما ينقصك، وعندك ما ينقصني فإنك لم تأخذ خطوة واحدة إيجابية نحو ارتباطنا"، وقالت: "أنا لست خرَّابة للبيوت؛ فلن يرضيني طلاقها، وأنا لا أحتمل أن تربت على كتف غيري"، فقلت لها: "تقصدين أنك تريديني ألا أتصل بك ثانية" قالت: "أموت لو حدث ذلك"، وقالت إن زوجها عاد إليهم منذ خمسة عشر يوما بعد غياب ستة أشهر تقريبا، وإنه معهم الآن في مصيف على شاطئ البلدة، ومعهم الأولاد، وإنه أنفق عليهم الآلاف ليعوضهم، وإن الأولاد سعداء.. لكنه لم يقربها إلى اليوم؛ فهو ينام في مكان وهي في مكان آخر، حتى إنه لم يربت على كتفها، وقال لها: "سأعالج عند الطبيب، ثم أعطيكِ حقك" أجد نفسي في حيرة من أمري لوجود سلبيات ظهرت في حبيبيتي.
المشكلة:
أنا الآن أؤنب نفسي؛ فأنا أعرف امرأة متزوجة وأكلمها وأطارحها الحب عبر الرسائل والإنترنت، وأنا مَن؟ الرجل الذي يحمل هم الإسلام، ويحاول أن يلتزم به في كل شؤونه، والخطيب والشيخ الذي شهد له من سمعه بقوة تأثيره وغزارة علمه، أحببتها وتمنيتها، وهي ليست مطلقة أو أرملة؛ بل تعيش في بيت رجل المفترض أنه زوجها.
أما أولادها فالمفروض أن ينفق عليهم أبوهم وسيعيشون معه إذا أرادوا، ولكنها الآن تقول: "إن الأولاد سعداء بما يفعله معهم أبوهم من إنفاق عليهم وغيره، وإنهم محتاجون لها"، قلت لها: "لم تقولي هذا الكلام من قبل، وأنتِ قلت إن الأولاد سيكونون معه إذا انفصلتما"، قالت: "أنا جربت أن أعيش بغير أم وتعبت، وأنا لن أستطيع أن أجعل أولادي يرون ما رأيته من اليتم وأنا حية".
أنقذوني بالله عليكم هل ما أفعله صحيح؟ هل يمكن أن أتزوج هذه المرأة التي أذوب بحبها وهي كذلك، والتي لا أدري بعد غضبتها الأخيرة ستعود كما كانت أم لا؟. هدم بيت بالطلاق ليس سهلا، وخوفي من أن أكون سأظلم زوجتي يرعبني؛ فأنا أكره الظلم.
ولكم جزيل الشكر والعرفان.
جزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
9/8/2024
رد المستشار
الأخ الكريم، شكرا على رسالتك وثقتك بنا.
بدون تطويل أقول لك: إنك تمر بتجربة إنسانية صعبة فعلا، وقد تفهمت أنك تقريبا لا ترى في زوجتك إلا عيوبها ولا ترى في الأخرى غير أنها لا تحمل نفس عيوب زوجتك، وتقريبا أيضا فأنت تقفز فوق ملابسات وتفاصيل وأشياء كثيرة هامة لا يمكنك إغفالها، وإلا ستدفع ثمن هذا غاليا.
قليلا ما أحب توجيه نصح مباشر لأحد، ولعلك تعرف من متابعتك أنني أجيد التحليل والإطناب فيما قد يفيد، ولكنني أشعر أنك في لحظة تحتاج فيها أكثر إلى خطوط واضحة للتعامل مع ما أنت فيه.
ولهذا أنصحك مباشرة بألا تطلق زوجتك، ولا تيأس أبدا من إصلاحها، وربما تطلبان عونا متخصصا، وفي نفس الوقت تقطع علاقتك بتلك الزوجة؛ فلا أنت قادر على إنقاذها مما هي فيه، ولا هي تناسبك بظروفها وشخصيتها حتى لو تطلقت من زوجها، وطلقت أنت زوجتك.
دعها لشأنها تعالج مشاكلها بنفسها، وابتعد بنفسك عن مسؤوليات هي أكبر من ظروفك ومن طاقتك؛ فمشاكلها أكبر من قدراتك، ولن تجني من زواجك بها -لو حدث- غير ممارسة جنسية مع أم لثلاثة، ولكن بقية نواحي الحياة ستكون مشوبة بل مخترقة بنفس الثلاثة ومشاكلهم ومشاكلها معهم، هذا لو تركهم أبوهم دون تدخلات!! فهل تعشق أنت الزيجات الكارثية؟!!
بدلا من كل هذا التخبط لا يضيرك أن تبحث عن أرملة أو مطلقة تعول نفسها، وتنفق على حياتها ولا تحتاجك ماليا، ولكنها وحيدة، وتفتقد إلى رجل في علاقة حلال، ويسعك عندئذ ما يشيع من زواج المسيار أو العرفي بشروطه الشرعية؛ فتبتعد عن الحرام، وتتوازن نفسيا، وتستطيع أن تكون أعدل مع زوجتك التي أرى أنك لم تستطع حتى الآن فهم مفاتيح شخصيتها، ولم تنجح في كسبها ولا ترويضها، ولا أحسبك تستطيع دون أن يكون لك مصدر ترتوي منه ما يسد عطشك على الأقل وتسد رقعة، وكل ما أريد أن أنهي به كلامي هو: حذار من أن تقارن بين امرأة عاشرتها وامرأة لم تعاشرها، وحتى إذا وجدت الأرملة أو المطلقة التي ترضى بالزواج منك عرفيا أو مسيارا فلا تتسرع عندئذ وتقارن بينها وبين زوجتك، ولكن استمتع بمميزاتها، وتفهم عيوبها؛ فهكذا النساء، وهكذا نحن جميعا.
ويتبع>>>>: أشباه الأسر العربية!! م. مستشار