وسواس النجاسة: أعيش في الحمام! حتى تنجس الزيت والردة!
وسواس انتقال النجاسة والشعور بالذنب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو من الدكتورة رفيف أن تجيب على أسألتي لأني أعتقد أني سأرتاح إذا عرفت حل ديني لمسألتي لأن الوسواس دائما ما يجعل الأمر يتعلق بالدين وإذا لم أفعل ما أفكر فيه أشعر أني أتبع هواي بسبب المشقة وأفعل شيء خاطئ بل يجب أن أتطهر
بعدما أرسلت لكم أول رسالة من كام يوم على أن أهلي لا يهتمون بالنجاسات وكنت قد قرأت في رسالة كانت الدكتورة رفيف تجيب فيها على أحد وقالت له
عندما يعيش الإنسان في بيت لا يهتم أهله بالطهارة، وطبعًا يتعذر ضبطهم وتطهير ما نجسوه، فهنا تصبح النجاسة التي في البيت معفوًا عنها، أي تصبح كأنها غير موجودة بالكلية، لتعذر التحرز عنها.
ففكرت في الموضوع وقلت ممكن أن أفعل هذا ولكن بدأ لي الواسواس بشيء آخر فهو عندما أحاول إيجاد حل يجعلني ألاحظ شيء آخر ويفسد علي الأمر
فذكرني أني عندما كنت صغيرة لم أكن أعرف عن المذي ونشرت نجاسته دون العلم أنها نجاسة فهناك مخدات عليها مذى وكنت أجلس على الأسرة والكراسي البلاستيكية وغيرها أحيانا بثياب مبلولة وأنا لم أطهر المذي فأكيد كانت تنتقل.
ولما عرفت لم أكن أعرف ماذا أفعل فيما نجستها فكنت أمسحه بالماء أتوقع أحيانا وأحيانا لا لا أتذكر بالضبط لكن حتى هذا لا يطهر أو يمنع انتشار النجاسة هذا فقط للأشياء المصقولة
وكنت أيضا أنضح الثياب لتطهيرها بشكل خاطئ ولم أدرك هذا إلا عندما كبرت وبهذا ظلت تنتشر النجاسة أيضا مدة بعد المعرفة
إلا أنني أتوقع أنني بدأت أدرك وأتعامل معه بشكل صحيح منذ ثلاث سنوات أو سنتين
وهذا مما يسبب لي المشكلة أني أقول لنفسي هذا الرخص في نجاستهم وليس في نجاستك أنت وبذلك هم ينقلون نجاستك ونجاستهم ولأنني كنت قد قرأت هذا الكلام على إسلام ويب فهو ما يجعلني أفكر هكذا وأشعر بالذنب والندم ولا أعرف ماذا أفعل فيما فعلته لو كنت أعلم أنها نجاسة لما نشرتها
وإثارة الشهوة عمدا معصية، فإذا ترتّب على إثارتها في هذه الحالة يسير مذي، فالظاهر -والله أعلم- أنه لا يعفى عنه؛ لأن هذا الشخص قد أقدم على فعل معصية متعمّدا، فلا يناسبه التخفيف بالعفو.
ويشهد لما ذكرنا ما جاء في فتاوى الرملي: (سئل) عن إنسان تلطخ بقليل من دم أجنبي متعمدا. فهل يعفى عنه؟ (فأجاب) بأنه لا يعفى عنه؛ لأن تلطخه به معصية، فلا يناسبه التخفيف بالعفو. ولأن العفو للحاجة ولا حاجة إلى تلطخه. اهـ. والله أعلم.
وهل القول الذي ذكرته الدكتورة رفيف فقط للتخفيف عن الموسوس لأنه يتوهم وأنكم لاتثقون حقا أنه تنجس أم أنه ديني لا أقصد أن أزعجك بهذا الكلام لكن الوسواس يظل يقول لي أنني أريد أن أتبع هواي وأنني هكذا سأنشر النجاسة للمسجد ولمن حولي.
وأيضا كنت قد قرأت هذا في كتاب فقه العبادات على المذهب الحنفي لنجاح الحلبي
يعفى عن رشاش البول كرؤوس الإبر في الثوب والبدن والمكان للضرورة، ولو أصاب الماء لا ينجسه سواء أكان الماء جارياً أو راكداً. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنا لنرجو من الله تعالى أوسع من هذا".
فكيف يممكني استخدامه يعني حتى لو كانت ثيابي وجسمي أو شعري مبلول وأتى عليه رذاذ أي نجاسة مثلا ماء متنجس أيضا يعفى عنه.
فأرجوكم ساعدوني ماذا أفعل في هذا الأمر بالتحديد والأمور الأخرى لأنني أشعر أن كل شيء غلق بوجهي ولا أستطيع القيام من على السرير وأنام معظم الوقت ولا أستطيع الدراسة ولا حتى الخروج من المنزل وآكل لأستطيع أن أعيش فقط لأني حتى في الأكل أواجه صعوبة بسبب أنهم يلمسون كل شيء وملمس الزيت الذي لا يزول بسهولة هذا يسبب لي مشقة واستخدام صابون كثير ويدي أصلا أصيبت بسبب مرض جلدي وأصبح جلدي ضعيف وجاف ومقاوم للماء بسبب كثرة الصابون.
فأرجوكم ساعدوني بالرد على هذه الرسالة ورسالتي السابقة
وشكرا لكم.
6/9/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "Tulip" وأهلًا وسهلًا بك على مجانين مرة أخرى
لقد وضعت يدك على الداء عندما قلت: (عندما أحاول إيجاد حل يجعلني ألاحظ شيئا آخر ويفسد على الأمر). الوسواس مرض ينتقل من موضوع إلى آخر، ولهذا عليك أن تعالجي المرض وليس فقط الجزئيات. وهذا المرض لا يعالج (من الناحية السلوكية) إلا بالتجاهل النهائي له، والعمل وكأنه لم ترد فكرة وسواسية عليك أصلًا... يعني: جاءتك فكرة (السرير متنجس فلا تجلسي عليه)... العلاج: هو أن تجلسي على السرير وكأن هذه الفكرة لم تأتِ على بالك، ولا يهمنا هل السرير متنجس بالفعل أم لا!!! كيف هذا؟!!! باختصار: لأن الموسوس غير مكلف في موضوع وسواسه لاختلاط الأمور عليه وعدم قدرته على التمييز بين الشك واليقين، ولأنه يخرج بتصرفاته عن مقاصد الشريعة ونهجها، ويضر بنفسه وعبادته وسائر دينه ضررًا أشد بكثير من وسواسه الذي يخاف منه (النجاسة عندك مثلًا)...
القلق سيستبد بك إلى درجة لا يمكنك تحملها، وسيجعلك تجدين فكرة وسواسية أخرى تبررين بها عدم جلوسك على السرير، ولهذا فإن واحدة مثلك لابد لها من طبيب ودواء إضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي.
هناك رخص كثيرة لنحكم أن النجاسة لم تنتقل في الأمثلة التي ذكرتها... ولكن ذكرها لن يغير من حالك شيئًا إذ سيجد وسواسك منفذًا آخر يخرج منه ويقنعك بوجود النجاسة ووجوب تجنبك لها
وأخيرًا: ما نذكره من أحكام للموسوس إما هو رخصة يمكن لجميع الناس العمل بها –موسوسين وأصحاء-، أو هي خاصة به باعتباره مريضًا له أحكام استثنائية كمرضى الأجساد... أصلًا الوسواس مرض تختل فيه الناقلات العصبية، يعني من الممكن اعتباره مرضًا عضويًا من هذه الجهة، وحينها ما الفرق بينه وبين من معه مرض عضوي في ركبتيه ورخصته أن يصلي قاعدًا؟ الفرق الوحيد أن مريض الوسواس لا يقتنع بجواز أخذه بالرخصة على عكس غيره...
فالأمر ليس كما قلتِ بأننا نقول بالتخفيف لعدم الثقة بكلام الموسوس، وإنما لأنه مريض يلزمه الأخذ بالرخص حتى يشفى. فإن أبى أن يقتنع بالرخص، وأبى أن يأخذ بها، وأحب أن يبقى موسوسًا يعاني الأمرين، فهذا شأنه، ولكن فليعلم حينها أن سؤال الآخرين عن حل عبارة عن فضفضة، لن تغنيه ولن تداويه
أعانك الله
وتابعينا دائما بأخبارك