أشكركم على هذا الموقع الذي نجد فيه الفائدة والمعلومة الصحيحة.
أنا طالب بكلية الهندسة، أدرس في بلد أجنبي، وبفضل الله أصلي وأصوم، وأقترب كل يوم أكثر وأكثر من ديني العظيم الإسلام.
مشكلتي أنني في وضع سيئ هنا؛ فأنا في حالة جهاد لنفسي وجهاد في دراستي، ولذلك فأنا في حالة مزاجية سيئة. لا أستطيع مشاركة الناس هنا في طريقة حياتهم، والوضع في بلدي فلسطين يزيد من همومي، لدرجة تجعلني لا أستطيع التركيز في دراستي ولا حتى في صلاتي، ولم أجد على صفحتكم مشكلة مشابهة لمشكلتي، سواء في مشاكل الطلاب الذين يدرسون في الخارج أو الناس الذين يعملون بالغرب.
لذلك أرجوكم أن تحاولوا إخراجي من هذه الحالة التي أنا فيها. علما بأنني منذ سنتين لم أرَ عائلتي لدرجة أنني نسيت شكل والدي ووالدتي.
أرجو إعطائي بعض الحلول لأبقى متمسكا بديني هنا، وحلولا أخرى من أجل الدراسة، وشكرا لكم.
18/11/2024
رد المستشار
لطالما أنك شخص ملتزم وتتقرب الى الله فهذا السلوك يجعلك محافظ على دينك..
مما لا شك فيه أنك تعاني الغربة.. الغربة في حدِّ ذاتها مصدر للتوتر والضغط النفسي.. فأنت كما ذكرت في رسالتك القصيرة تعبر عما يعانيه جزء كبير من المغتربين. يبدو واضحا من رسالتك أنك تعاني من أعراض الاكتئاب مما يجعلك في حالة مزاج سيئ وهو ما يؤثر عليك سلبا مثل الانفعال والتوتر مع مشاعر الحزن والقلق وخيبة الأمل، والإحباط، وعدم القدرة على التركيز وكذا عدم قدرتك على مشاركة الآخرين.. وهذ قد يجعلك منعزلا عن المحيط الذي أنت فيه.... ويظل الحنين دائما للوطن ولكل شيء فيه.. حنين للأهل والأصدقاء.. حنين لكل الذكريات كما ذكرت حنينك لفلسطين..
القلق والحزن هما أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية، عليك أن تعرف أن جزءاً كبيراً من خوفك وقلقك في الغربة سببه هو عدم شعورك بالاطمئنان على نفسك، هذا ما عبرت عنه بأنك في حالة جهاد..
يمكنك عمل الآتي:
• تعرف على المواقف التي تسبب لك توترًا زائدًا.
• ابدأ بخطوات قليلة، حدد أهدافا أو نشاطا يوميا أو أسبوعيا لمواقف لا تسبب لك توترًا قويًا.
• بعد ذلك، مارس نشاطا بصورة تدريجية إلى أن تجد أن قلقك تجاهها صار أقل.
• اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا.
• احرص على التواصل مع الأسرة والأصدقاء
• احرص على أن تنظر في أعين الآخرين مع ابتسامة لا تفارق محياك
• شارك في المواقف الاجتماعية من خلال التعامل مع الأشخاص الذين تشعر براحة تجاههم سواء من العرب أو غيرهم
كما يمكنك التخفيف من معاناتك:
• التواصل مع العائلة للاطمئنان
• الانضمام إلى مجموعة توفر فرصًا لتحسين مهارات التواصل.
• ممارسة أنشطة ممتعة أو مهدئة، مثل الهوايات،
• تذكر نجاحاتك في بلد الغربة،
• كلما شعرت بالارتباك تذكر الهدوء "وخذ نفساً للاسترخاء"
• كافئ نفسك، عندما يكون أداؤك الاجتماعي جيداً.
وقليل من بعض التمارين:
• الاسترخاء: تساعدك على تقبل الموقف قبل التعرض للموقف.
• التنفس: بأخذ شهيق عميق وحبسه لثوانٍ ثم زفير ببطء، ويكرر ذلك عدة مرات يوميًا.
واقرأ أيضًا:
نفس اجتماعي: مشكلات الغربة Emigration Problems