أشكركم بداية على حسن تواصلكم وعلى الثقة التي زرعتموها فينا وشكرا جزيلا للقائمين على الموقع من جميع الجوانب.
مشكلتي أنني أتأثر نفسيا بكلام الآخرين بسرعة لأي كلمة تقال لي، وخاصة السلبية فإنني أحبط وأحزن وأقلق وأكتئب. وأتأثر بالمجريات السياسية حولي وبفقر الآخرين وبمرضهم وبأحوالهم الاجتماعية. عملي هو في تقنية المعلومات وهو يسبب لي الكثير من الضغط النفسي.. لأنه كما تعلمون مجال متغير ويصعب علي مواكبة التغير أحيانا فأصاب بالإحباط!
شخصيتي وإرادتي قوية وقد غيرت الكثير من عادات عائلتي السائدة وخصوصا فيما يختص بالمرأة، ولكني ما زلت أعاني من تخلفهم كألا يسمحوا لي بالدراسة والسفر لوحدي حتى لأسبوع للعمل. أشعر بالكثير من الضغوط النفسية وقد زرت طبيبا نفسيا مختصا في مجال تغيير السلوك المعرفي cbt ولكنني لم أستفد كثيرا فتركت الموضوع.
حاليا أعمل وأدرس كورس وقد توقفت حياتي حتى أكمل الكورس الذي قارب على السنة وقريب الانتهاء.. ولكنه وضع كثير من الضغوط علي في حين أخذه الآخرون ببساطة.. لأني اعتقدت بأن الالتزام مفروض كما علمت من مدرسي، ولكن بدا الكل بما فيهم المدرس غير ملتزمين مما أفقدني عزيمتي وحماسي وثقتي بنظام الدرس.
دائما أسير حسب المطلوب ثم أفاجأ بأن الدنيا تسير بالعكس.. أي أن الكسول هو الذي يأخذ أعلى الدرجات!!! في كل المجالات.. العمل والدرس والحياة. حتى في الزواج حافظت على نفسي، ولكن وجدت "أن الفتيات السهلات هن اللائي يجدن أفضل الرجال"!!
تسير الحياة بعكس ما أفهمها وأريد أن أنجح وأحب وأعيش وأنا محافظة على مبادئي ولكن هيهات! في العمل أنا أعمل وأجد وأضغط على نفسي وعقلي لأتعلم، ولكن تأتي من تبيع نفسها لتأخذ مجهودي بكل بساطة.
إخوتي في البيت لم يكملوا تعليمهم وحياتهم بائسة مليئة بالديون وأحاول مساعدتهم ليتعلموا مهنه أو يعملوا شيئا بسيطا يبدءون به حياتهم ولكن لا مجال فأصاب بالحزن!
أرى فقيرًا بالشارع أو رجل مسن يبيع المياه فأحزن أو الحروب والأطفال المشردة أو تدهور حال الإسلام وغيرها الكثير أحيانا أشياء كبيرة، وأحيانا صغيرة كأن يلفت نظري أحدهم إلى لون ملابسي لا يعجبهم أو أن ينتقدني أخي لذهابي لنادي رياضي مخصص للنساء أو يتكلم معي أحد بطريقة جافة أو يستخدم كلمات أحس فيها بالاحتقار أو التلميح المريض فإن يومي يذهب سدى..
لا أعمل ولا أفرح ولا أنجز بل أشغل بالي بالتفكير، ويصبح مزاجي سيئا وعصبيا لا أدري ما أفعل لأكون سعيدة وهادئة البال حتى حبوب فيتامينات B-complex استخدمت وقد ساعدتنني لكن لم أرد الاعتماد عليها..
تكلمت مع صديقات فأزداد الأمر سوءًا.. لا أحد يستطيع حل مشاكلي العائلية المتمثلة في الرجعية الثقافية ولا أحد يشاركني نظرتي للحياة المتمثلة في التطور الذاتي والمعلوماتي والعملي أشعر بأني أعيش وحيده في عالمي..
لا أحد يفهمني وحساسة وقلقة وعلى أقل الأشياء متوترة وتضغطني متطلبات الحياة قرأت الكثير لكن التطبيق قليل ماذا أفعل؟
أرجو المساعدة.
5/1/2024
رد المستشار
أهلاً ومرحبًا بك على صفحة استشارات مجانين، من خلال رسالتك تلمست عدة نقاط تسبب لك الضيق والانزعاج:
-أولا: الحساسية الزائدة في التعامل مع الآخرين لدرجة الإحباط من أي نقد أو كلمة سلبية... والحل هو ما تقرريه أنت فهل تودين أن تقللي من حساسيتك؟ أم تريدين أن تمنعي الناس من نقدك؟ فإن كنت تودين التقليل من حساسيتك فالمعالجة تكون عن طريق تغيير طريقة تفكيرك، فبدلاً من أن تقولي نقده لي غير مناسب فكري أنه قد يكون لديه حق وأنني إذا غيرت من سلوكي سأكون أفضل.. سأشكره بيني وبين نفسي؛ لأنه لفت نظري، من جانب آخر لم نعتمد على الآخرين في آرائهم؟
واقرئي أيضًا:
الخجل والحساسية الزائدة… الأسباب والأسئلة
أنا وظروف أسرتي ! فرط حساسيتي !
إذا كنت أعتبر في نفسي إيجابيات فلا داعي لأنتظر رأي الآخرين... أعتقد آنستي أنك قادرة على تغيير نفسك، فقد غيرت من عاداتك من قبل ونجحت في هذا وإذا كنا نريد الآخرين أن يتحملونا بحساسيتنا الشديدة فعلينا أيضا أن نتحملهم فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم أما إذا كنت تريدين أن تقللي انتقاد الآخرين لك فأخبريهم بأنك حساسة وتتضايقين من أي كلام سلبي، ستجدين البعض يستجيب لك والبعض الآخر سيتحدث معك بنفس الطريقة.. ولكن سيقل كلام الآخرين السلبي معك نوعاً ما.
- ثانيا: الرغبة في الكمال حيث تودين في عملك مسايرة التقنية الحديثة وهذه التقنية تتغير وبها جديد دومًا، ولا أحد يستطيع أن يساير التقنية سواء من حيث تعلم الجديد أو توفير البرامج الجديدة على الكمبيوتر، فما المشكلة إن كان هذا هو الشيء الطبيعي في مجال عملك... مرة أخرى في سياق الرسالة أجدك تتحدثين عن الالتزام في الدراسة وهذا مطلوب ولكن إن لم يكن الآخرون ملتزمين فهذه مشكلتهم وليست مشكلتي، فإما أن أقول لنفسي "لا يضركم من ضل إذا اهتديتم"... فالحياة المثالية والمدينة الفاضلة غير موجودة على وجه الأرض.
واقرئي أيضًا:
مين كمال؟؟ حد يعرفه؟
الكمالية والإتقان بين السواء والمرض
- رابعا: بالنسبة للعلاج المعرفي الذي حصلت عليه مع الطبيب النفساني، فلم توضحي لي ما تشخيصه لحالتك؟ وتابعت معه كم جلسة؟ فعدم الاستفادة من الجلسات لها أسباب كثيرة منها أن العلاج قد يتطلب عدد أكبر من الجلسات إن كانت المشكلة أصعب أو استمرت لسنوات طويلة، أو أن خطوات العلاج والواجبات المنزلية لم يتم اتبعها بالدقة أو الطريقة المطلوبة وهناك أسباب أخرى كثيرة يكون من المفيد أن نسأل الطبيب عنها وبالنسبة لفيتامين "ب" فالسؤال هو هل وصف لك الطبيب فيتامين ب للعلاج؟ فالفيتامينات مفيدة للجسم إن كان في حاجة إليها أو كان لديك نقص في هذا الفيتامين بالذات، ولكنه ليس علاج للحالة النفسية. لذلك فأنصحك أن تتابعي من جديد مع الطبيب فقد يكون العلاج الدوائي أيضا مفيد.
- خامسًا: التفكير المستمر في الأشياء التي تؤرقك، وهنا أقول لك إن التفكير في حال الدنيا وحال بلادنا أمرّ، ولكن التألم لما يحدث والوقوف مكتوفي الأيدي ليس هو الحل، بل الحل أن نتحرك ونتخذ خطوة لتغيير ما في بلادنا.. كل تبعا لقدرته.. وأعتقد أن المشكلة في هذا أن الأفكار التي لديك تشبه الأفكار الوسواسية، ويمكن أن تجدي معلومات قيمة وخطوات إرشادية مفيدة على ملف الوسواس القهري بموقعنا.
وأخيرا.. لا أحد يستطيع فعلا أن يحل مشاكلك مع أسرتك؛ لأن الحل بيدك، والنقاش مع أسرتك ومحاولة التفاوض والتنازل والبحث عن الحلول الوسطى جميل دائما... وتابعينا بأخبارك