السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نحييكم على مجهوداتكم في خدمة الناس ولنا سؤال:
أريد نصيحتكم في مواقف أتعرض لها أنا وأصدقائي –وأنا طالب في كلية الطب على جانب من الذكاء والوسامة وخفة الدم، أي أني حسن المعشر حسب رأي معظم الناس بالمقارنة بطلبة الطب بنظاراتهم الطبية وأغلفة كتب الفسيولوجي التي يعيشون فيما بينها- حيث يحدث أحيانا أن تأتي فتاة لتكلم أحدنا بدون داع وإحداهن تتعمد الجلوس بجانبي في أكثر من مرة رغم أن المدرج في تلك الأحيان كان شبه فارغ وتوجد به الكثير من الأماكن وأحيانا تنظر إلي عندما أتكلم مع أصدقائي بنظرات لا أظنها من قبيل الزمالة والأخوة والاختلاط البريء وإلى آخر تلك الأوهام.
وهناك أخرى ظلت تنظر لي بنفس النظرات الوالهة كلما قابلتني لمدة تقترب من العامين منذ أول مرة قابلتها في درس خصوصي، وكانت أثناء الشرح أحيانا لا تنزل عينيها من علي وعندما دخلنا نفس الكلية لاحظت أنها أحيانا تتعمد الوجود بالقرب مني وقد لاحظ أصدقائي هذا وليس أنا فقط.
وما أفعله أنا في هذه الحالات هو أنني أتجاهلهن وأتصرف كما لو لم أكن أعلم بأي شيء من هذا أو لم ألاحظه حيث أن أخلاقي وديني يمنعانني من إقامة علاقات معهن، والإحراج يمنعني من أن أصارحهن بأني لا أرغب فيهن.
خبروني.. هل موقفي هذا صحيح أم خطأ من الناحية الشرعية؟ وهل –إذا كنت أنا على حق- هناك ثواب من الله على تجاهلي لتلك العلاقات حيث أنني أعتبر أني أقاوم المعصية وخاصة أنني أدعو الآخرين إلى نفس الموقف؟ أم تراني -وأنا أستبعد هذا- كما يقول عني من لا يقتنعون بموقفي واحدا من اثنين: أبله أو متطرف؟
وأيضا نريد تعليقكم على الفكرة الآتية وتصحيحها إن كانت خاطئة: الكلام بين شاب وفتاة غير مسموح به إلا إذا كان لغرض دراسي وعند عدم وجود بديل آخر كالسؤال عن ميعاد محاضرة مثلا أو شيء في المنهج عند عدم وجود شخص من نفس جنس السائل يجيب على هذا السؤال، أما أن أنتقي فتاة بعينها لأقول إنها زميلة لي ومن حقي وجود ما يسمى "علاقة زمالة وأخوة بريئة" أو أن يخرج الحديث أو العلاقة عن الضرورة والدراسة ويدخل فيه المزاح أو الدردشة ولو كان على موضوعات الدراسة نفسها فهذا حرام.
أنا أؤيد وجهة النظر السابقة لأني أرى ما يرتكب بين الشباب تحت اسم التعاون أو الزمالة أو الصداقة وما إلى ذلك..
نرجو الرد لأني أطلب نصيحة من خبراء استشارات مجانين لا فتوى، وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
8/1/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على كلماتك الطيبة وتقديرك لما يبذل من احتواء وتفهم الشباب مع محاولة تسديد خطاهم.
أعانك الله على شكر نعمه الكثيرة عليك التي من بينها –كما أوردت- حسن المظهر ونعمة العقل على ألا تحول العقل إلى نظام الوسوسة فتفرط في تفسير وتقسيم الأمور خصوصا ما هو واضح بغض النظر عما يحاول الناس تلوينه حسب أمزجتهم.
أهنئك على رجاحة عقلك التي تمنعك من الانزلاق وراء الأهواء والعلاقات بين الطلبة تحت مسميات مختلفة مثل الزمالة والتعاون؛ فالزمالة والتعاون لا تشمل المزاح ولا رفع الكلفة.
وللحكم على الحدود المناسبة هنا اتبع نصيحة "استفت قلبك ولو أفتاك الناس"، وأن "الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" فلو عرضت أي تعامل على هذين المعيارين فوجدت أن قلبك سليم دون ميل أو هوى وكان الأسلوب المريح بالنسبة لك فلا بأس عليك، وإلا فعليك بالحذر.. ذلك لأن الوقاية أفضل من العلاج فلا داعي أن نفتح الأبواب للفتن ثم نشتكي منها.
لماذا أراك مستنكرا لفكرة أن الفتاة قد تعبر عن إعجابها بزميلها، بل وأكثر من هذا أن تكون متعلقة به أو تحبه، فالفتيات بشر لهن حاجات ولديهن رغبات، ولكن العاقلات منهن والجادات -مثلك تماما- يعرفن أن لا طائل من وراء مثل هذه الحركات إلا التذكير بما ينغص دون فرص لإشباعه، ولذا يتحمل الشباب -كالشابات- مسؤولية كف فتنتهم عن الآخرين.
لا يمكنك -ولدي العزيز- أن تستفز منا فتوى شرعية لأننا -كما قلت- لسنا أهل الفتوى، ولكن إن كنت تريد استشارة نفسية اجتماعية فأقول لك:
إن حرمات الله أولى أن تراعى في التفاعل الاجتماعي، وحين نرى أمرا إلهيا ينهى عن الخضوع بالقول كي لا تنشط أمراض القلب -والمقصود بها الميل والهوى- وحين نرى أن الأمر بإسدال الجلابيب هدفه ستر ما لا يجب أن يعرف تجنبا للأذى، تكون لديك وصفة مناسبة جدا للتعامل مع زميلات الدراسة والعمل وفي المواصلات أيضا.. فإن كان هناك ما يلفت نظرك فتجاهله كي لا تقع تحت تأثير إغرائه وما يجره عليك من ميل أو هوى أو غضب وإحباط لاستحالة الإشباع بالحلال في الوقت الحالي.
أرجو أن تكون سطوري قد ألمت بما يعنيك، وأني قدمت لك ما يغنيك عن مجادلة أصدقائك.. ففي النهاية كلٌّ يختار الطريقة التي تناسبه والأسلوب الذي يناسبه ويريحه في الحياة بعد اتضاح الصواب والخطأ.
واقرأ أيضًا:
حكاية أخينا الوسيم مع البنات!