وسواس انتهاء الحيض: سجود السهو والسجود على الخمار! م4
من أنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، آمل أن تتلقوا هذه الرسالة بخير وسرور. ربما هذه سادس رسالة أرسلها، إذا قررت أن أرسلها فعلًا.
أشعر بالإحراج والخوف من الكلام بكل ما هو يخصني أنا كشخص لأي أحد يعرف اسمي كاملًا كالإخصائي النفسي. أشعر أن من يعرف اسمي يجب أن أكون معه الفتاة البريئة الخجولة… وأشعر أن حياتي فعلًا كلها تمثيل أمام ناس لا يروني شيئًا أصلًا، يعني بالأصح أنا كالتمثال الصامت الذي لا يضر الناس بغرابة تصرفاته، ولكن عندما أخلو بنفسي هنا تبدأ المصائب. لن يتصور أحدًا قط ما قد مررت بها من متاهات فكرية في حياتي القصيرة هذه. كنت بمثابة (نيتشه) والآن أحاول أن أكون بمثابة الداعية الصالحة! الحمدلله على كل حال. الحمدلله الذي ردني إليه ردًا جميلًا.
لماذا أنا بهذه الغرابة؟ أنا أعترف أن عائلتي ليست عادية أبدًا، ولدي عدة أخوة زاروا أطباء نفسيين وتم تشخيصهم بمثل اضطراب الشخصية الحدية وما إلى ذلك. وأنا أخاف أن يكون ما كتبته من الغيبة. ولا أستطيع أن أتكلم عن علاقتي بوالدي لأنني أخاف من الغيبة والعقوق. لا أستطيع أن أتكلم عن حياتي لأنني أخاف من المجاهرة. ماذا أستطيع أن أفعل مثلًا؟
أنا لم أكن طبيعية من المهد. وفي عقلي صراع بين الشرق والغرب لا أعلم أين يبدأ هذا وأين ينتهي ذاك وكيف أوازن بينهما دون أن أنافق ودون أن أكذب. وكنت أقول دائمًا: أشعر أنني بين الزهد والإسراف وتارة أقع في هذا وتارة أقع في ذاك. أشعر أنني آلة متعطلة لا تشتغل إلا بالخوف.
بعد استشارتي الأولى مع الطبيب النفسي، وقد قال لي "ربما يعتاد الموسوس على أفكاره فيقول عنها إنها أفكار عادية" وظللت أفكر… من أنا خلف كل هذا الذعر؟ أنا لم أعرف نفسي في لحظة من حياتي. أنا أستطيع أن أكتب قائمة لا منتهية من مخاوفي من المهد، ولكن لا أستطيع أن أصف لك شخصيتي بأوصاف غير متأثرة بالخوف والـNeuroses.
الأهم من هذا كله: أشعر أنني آلة مصممة لدفع الأضرار المحتملة، ولا فائدة مني ولا من الحياة فيما دون ذلك. هذا بالنسبة إلى الخوف والقلق، أما بالنسبة إلى الاكتئاب، فأنا طوال عمري أشعر بأن هذه الحياة سجن. العادات سجن، الأفكار سجن، تصرفات الآخرين تجاهك سجن، قراراتك المصيرية سجن، رغبتك في المتعة بحد ذاتها سجن ولن يتمتع حقًا إلا من لا يدرك هذه الحياة لأن هذه الحياة سجن وما بعدها إلا عذابًا أقوى بكثير إن لم نترك آمالنا…
عندما كنت طفلة كنت أظن أن حتمًا سيغصبونني أهلي على الزواج في يوم ما وأن هذه حياة المرأة العربية. المضحك أنني كبرت وأدركت أن الحرية التي يعتقدون أنهم أتاحوها لنا هي وهم، وفي الحقيقة خوفي البدائي في طفولتي هو الأقرب للحق. نعم، لا أستطيع أن أتزوج إلا من يرضيهم، ومن يرضيهم لن يرضيني. لن ترى امرأة معذبة أكثر من نساء عائلتي المتزوجات. حقًا، أنا مكتفية بالوحدة!
والمضحك المبكي أن اليوم بدأت أفكر في موضوع غشاء البكارة مرة أخرى، وعملت فحوصات غريبة أمام المرآة وبالكاميرا، ولم أصل إلى نتيجة، رأيت فقط قطعة لحمية عليها حفرتين أو ثلاث حفرات صغيرة. لا أريد أن أتزوج، ولكن أخاف أنني حتمًا سأتزوج وسأتورط في مثل هذا السيناريو ولذلك أريد أن أعلم من الآن إذا كان الزواج يترتب عليه أضرار جسيمة أم لا؟!
واليوم في الصباح احتجت أن أفرغ الماء من جهاز مزيل الرطوبة، وأنا دائمًا أخاف أن سلة الجهاز فيها عفن متراكم، ولكن لن أنظفها ولن أجعل أحدًا ينظفها لأنني أخاف أنني سوف أتضرر وهم سيتضررون. فأفرغته ولمسني قليل من الماء وهنا بدأ الخوف. لا أظن أنه وسواسًا، ولكن ذهبت أبحث عن صابون سائل (الصابونة الصلبة إذا لمستها قد ينتشر عليها العفن) وغسلت يدي مرة، مرتين… رطبت يدي لأنها جافة وعليها جروح صغيرة من الجفاف، ثم أخذ بساكيت مغلفة ورجعت إلى غرفة نومي، وشعرت أنني لا أستطيع أن أمسك جوالي ولا شيء لأن قد يكون العفن باقي على يدي، فغسلت يدي المرة الثالثة والرابعة، ولم ألمس البساكيت (الملوثة) ولن ألمسها…
أما الاستنجاء وقراءة الفاتحة اليوم فلم تكن صعبة علي. وحتى بيض الدود لا أفكر فيه كثيرًا كما هو من قبل. لا أعلم ما هي حالتي، ولكنها ليست بوسواس.
أحيانًا وأنا أتصفح المواقع أشعر أن سيقرأها شخص في العائلة أو جهات مختصة يراقبونني وسيفهمونني بطريقة خاطئة ويقبضون علي، وكذلك الرسائل. أخاف من كل أنواع الاضطهاد والمرض والمصائب بكل أنواعها والنار وعذاب القبر وكل ما قد يصيبني بسبب أخطائي أو بسبب عدم اجتنابي للأسباب المؤدية لها. سأتوقف هنا.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
شاكرة لكم ومعتذرة كعادتي.
22/1/2025
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "." أو "مستخدمة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
هذه الإفادة في مجموعها فضفضة تلقي الضوء على جوانب أخرى من أعراض الوسواس القهري لديك، وهي مهمة جدا لمن يقوم بعلاجك سلوكيا ومعرفيا فلا تغفلي ذكرها له، ومن اللافت قولك (أشعر أنني آلة مصممة لدفع الأضرار المحتملة، ولا فائدة مني ولا من الحياة فيما دون ذلك) فإلى هذا الحد يصل الحال بالمريض حين يوسوس بفرط تقييم الخطر وفرط تهويل عواقبه، ويسرف في خوفه من التقصير والوقوع في خطأ منع الخطر المحتمل، كما يتضح أن الخوف من التلوث أحد محددات وسواسك، رغم وجود أعراض أخرى تجعل العرْض مختلطا من عروض الوسواس المختلفة.
وجود تاريخ مرضي نفساني لأقارب من الدرجة الأولى قد يشير إلى احتمالية أعلى لوجود تواكب مرضي، ولكن في كل الأحوال عليك تنفيذ ما نصحتك به سابقا (استمري على عقَّارك الحالي وعلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي).
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>>: وسواس انتهاء الحيض: بداية الحيض كيف يبدأ! م6