السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم جزيل الشكر على ما تقدمونه للناس من نصح وإفادة وجزاكم الله عنا كل خير.
مشكلتي أن علاقتي بأمي مش كويسة من زمان أعتقد من أيام ما كنت طفلة في المدرسة فعلا مش فاكرة فترة قعدنا من غير ما نختلف أو إنها لا تكلمني (كان ده أول وأسهل عقاب عندها) بس لما كبرت حاولت أكبر دماغي وأتجنبها على قد ما أقدر لكن فعلا مش عارفة!
أختي وأنا نعمل كذا، لكن أنا يمكن أكثر هي قاعدة تتصيد لي أخطاء تافهة تضايقني بها، وأحيانا نقعد اليوم كله لا نتكلم غير صباح الخير الصبح مع إننا قاعدين في بيت واحد
بس فعلا نفسيتي تعبت جدا من الوضع ذا لأني مش مرتاحة وأنا أتكلم معها ولا وأنا لا أتكلم معها
أعمل إيه عشان كمان ميكونش عليّ ذنب لأنها دائما شايفاني بنت عاقة لأمها.
23/01/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أود لو تعرف الأمهات أثرهن في أولادهن مهما بلغوا من العمر ليكن أكثر عطفا وحنانا فيمن وضعهم الله أمانة لديهن. تحرص معظم الأمهات إن لم أقل جميع الأمهات السويات نفسيا على تلك الأمانة ومع ذلك قد يخطئن فهن بشر ومحدودات بقدراتهن النفسية والشخصية وما أتيح لهن من تعليم أو خبرة قبل تولي مسؤولية تربية الأولاد.
من أجل سعادتك الشخصية أريدك أن تبذلي جهدا في تحسين العلاقة معها أما البر فأذكرك بأنه الأدب في التعامل معها والقيام على أمورها وما تحتاجه من مساعدة وهو ما قد لا يتحقق بأحسن درجة عند تجاهلها.
تحتاجين للإقرار بحاجتك إلى تقدير والدتك ورضاها رغم تجاوزك الطفولة، فالحاجة إلى تقدير وحب الأهل وخصوصا الأمهات لا تزول، بل تعتمد عليها ثقتنا في أنفسنا مع تقدمنا في الحياة. تجاوزي عما كان منها فأنت الآن راشدة وتعرفين أن العلاقات تقوم على تبادل العطاء والاهتمام ولكل شخصية مهما كانت صعبة طرق للتقرب منها.
تقبلي انتقاداتها برحابة صدر فهذه الانتقادات لها أهداف إما الارتقاء بك وإما الارتقاء بنفسها. بدلا من الشعور بالضيق من الانتقادات ومحاولة تجنبها تعاملي معها حسب ما ترين أنه الهدف منها، فإن كانت تهدف إلى الارتقاء بك ناقشيها في الخيارات التي توصلك إلى ما تطمح بك إليه، وإن كان الهدف من الانتقاد الارتقاء بنفسها لن يضرك أبدا أن توجهي لها المديح. قد تحتاجين لبعض الوقت لفهم الأسباب وراء الانتقادات وقد تكون هذه الأسباب مختلطة، ولكن وصولك إليها هو الخطوة الأولى في إصلاح العلاقة مع والدتك، فكري في طرق التقرب منها ما الذي قد يرضيها؟ وجربي.
محاولتك إصلاح العلاقة معها ليست ضعفا، بل إثبات على نضجك وشخصيتك. اظهري في تعاملك معها ما كنت تتمنين أن تتلقيه منها فالعطاء يتجاوز في أهميته وتأثيره على الشخص من تلقي العناية. ثابري فالعلاقات البشرية ليست سهلة التغيير ويمكن حتى بعد نجاح التغيير أن يتعرض لانتكاسات، ولكن أهمية الأهداف تحدد درجة المثابرة عليها.
اقرئي أيضًا:
أمي تستنزف حياتي!
مشكلتي أمي استفزاز وخصام وتمييز مادي!
مثل كثيرات: أنا وأمي: حياة مسمومة– مقادير خلطة الترياق م1