السادة الأفاضل، تحية طيبة وبعد
مشكلتي أعتقد أنها مشكلة شائعة بين بنات جنسي على حد علمي، ولا نجد لها أي حل للأسف، راجية من الله سبحانه وتعالى ومنكم أن تجدوا لي الحل المناسب إن شاء، أنا أعمل في عمل شبه مختلط، ولكن ولله الحمد إني على خلق وملتزمة بالزي الإسلامي، وأهتم بعملي فقط وبشهادة الجميع، ولكن شاءت الأقدار أن أتعرف على رجل يعمل معنا، وهو متزوج وأب في نفس الوقت، وأعترف بكل صراحة بأني أحببت هذا الرجل، وهو أخبرني بذلك، أي أن الشعور متبادل بيننا.
وهو يريد أن يتقدم لخطبتي من أهلي، ولك أن تسأل لماذا وهو متزوج، لقد سألته هذا السؤال وكان الرد أنه لا يقصر في واجباته الزوجية والعائلية، ولكنه أحبني ولا يقدر أن يخفي ذلك. وقد سمعت من الخارج أن هذا الزواج يعتبر الآن زواجًا تقليديًّا بالنسبة لحياته، أنا وقبل كل شيء لا أقبل أن أهدم حياة منزل على حساب سعادتي، وأنا لا أرتكب في هذه الناحية أي خطأ ولا هو، بل هو الذي يرشدني للصحيح إذا أنا أخطأت والحمد الله.
ولكن للأسف ليست هذه مشكلتي ولا مشكلته، بل إن المشكلة أنه لا يناسب عائلتي؛ لأنه ليس من القبائل. لقد احترت في ذلك، وهو يخاف أن يقترب فيلقى ما لا يرضيه، وأنا أخاف إن تكلمت أن ألقى اللوم والضرب إذا ساءت الأحوال، مع أنه شخص معروف في المجتمع وذو مكانة جيدة، وعلى مستوى جيد أيضًا.
أرجوكم أفيدوني أفادكم الله؛ لأننا فعلاً أنا وهو لا نعرف ماذا نعمل لدرجة أني فكرت في عمل ما يُسمى السحر، أي أن أذهب إلى شيخ دين، ويعمل لي ذلك كما يقولون.
أرجوكم ساعدوني وادعوا لي أن ييسر الله لي ولمن مثلي
وجزاكم الله ألف خير.
13/2/2025
رد المستشار
المرسلة "الفاضلة"، ذكرت أن مشكلتك شائعة بين بنات جنسك، وأحسبك تتحدثين عن رغبتك في الزواج من رجل لا ينتمي لقبيلتك، وهو ما يخالف العرف السائد لديكم"أن أبناء القبائل يتزوجون منها".
وأعتقد أن كل فتاة في مكانك ترغب في الزواج مع مخالفة العرف، فيجب عليها:-
1- أن تصر على موقفها وتناقش وتتحمل ضغوط الأهل، فمع الوقت وبالصبر يستسلم الأهل لرغبات الأبناء ما دامت لا تخرج عن الشرع.
2- نقطة هامة يجب أن تكون في الاعتبار، وهي تقبلك لنظرة المجتمع، وبالأخص الدائرة المحيطة من الأقارب والأصدقاء، يجب أن تعرفي مدى قدرتك على تحمل تأثير هذه النظرة وعزلها عن علاقتك بزوجك، فلا تؤثر فيها سلباً.
3- عزيزتي من لا يجد في نفسه القدرة على تحمل الشرطين السابقين فمن الأفضل ألا يخوض التجربة، وليحمل بعض المرارة التي ستزول مع الوقت.
أما يا سيدتي الجزء الثاني من مشكلتك الخاص بأن من تريدين الزواج منه متزوج، فأنصحك بإمعان التفكير،
وأن تسألي نفسك الأسئلة التالية:
1- هل فكرت في نظرة المجتمع لك "كزوجة ثانية"؟ وكيف ستتعاملين معها؟
2- هل أنت على استعداد لأن تتقبلي بوجود أخرى تشاركك هي وأولادها زوجك، في وقته وماله بل ومشاعره؟.
3- هل فكرت أنك ربما تكونين نزوة في حياته، ومع الوقت يفضل حياته الأولى "التقليدية" ويقرر الانفصال؟ فهل ستتحملين النتائج؟.
4- هل فكرت أنك مع الأيام ربما يصبح زواجك منه "تقليديًّا"، ويبدأ في البحث عن ثالثة؟؟!!
عزيزتي، أن لا أنفرك من الزواج الثاني أو أحرمه "معاذ الله" أن أحرم حلالاً أو حتى أضيقه على الناس، ولكن أجلي لك حقائق ربما غابت عنك وأدعوك لإمعان التفكير، وعلى كل حال الكرة في ملعب الزوج الذي يحبك فينبغي أن يتقدم، ويتلقى الرد فإن كان بالإيجاب، بقي عليك التفكير والحسم، وإن كان بالرفض يجب أن تتوقف هذه العلاقة فوراً؛ لأنها ستتحول إلى مصدر ألم مستمر وربما فضيحة لك في محيط عملك؛ لأنك تعيشين في بلد صغير يعرف فيه الناس بعضهم بعضًا بالاسم،
إذًا عليه أن يتقدم فنخرج من دائرة التوقعات والهواجس إلى دائرة الفعل الواضح، والحسم الجازم، ونظن أنه بالحكمة والصبر سيكون لكما ما تريدان، المهم أن تراجعي أنت نفسك، وتحسمي أمرك، وتنظري بعمق أكبر للأمر برمته، وكوني على صلة بنا.
وأخيرا عزيزتي، استخيري واستشيري ولا تتحركي بعاطفتك فقط، ولكن حكِّمي قلبك وعقلك معاً، وإياك وفعل ما يغضب ربك خاصة السحر والتمائم، فلقد قال رسول الله :"من علق تميمة لا أتم الله له".
وأتمنى لك الرضا والسعادة، وأن يوفقك الله إلى الخير حيث كان.
واقرئي أيضًا:
الزواج الثاني = نصف رجل!