السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حب أن أشكركم بالبداية على جهودكم الرائعة في تقديم يد العون لأبنائكم وإخوانكم، وأدعو الله أن يجازيكم الأجر في الدنيا والآخرة..
لا أعرف من أين أبدأ، ولكن باختصار أعاني من رهاب اجتماعي، جسمي يرتعش ويتصبب عرقا مع أي شخص أواجهه وأقابله، حتى عائلتي لا أجلس معها من تلعثمي وخوفي الموهوم..
لا أملك أصدقاء ولا أعرف معنى الصداقة إلا عندما مللت من الوحدة، عمري بالعشرينيات وعاطل، وأخاف المناسبات بشدة لحد الهروب، وإن حضرتها ينتابني إحساس بالهروب، وأضف إلى ذلك تعاملي مع الناس بشكل عام في السوبر ماركت والأسواق وغيرها.
لم أتعامل مع الناس بشكل جيد قط؛ فأحيانا إن تعرفت على شخص مثلا أيام دراستي لا أعرف ماذا أقول؟ أو كيف "أدردش" معه؟ وإن تعرضت لمواقف مثلا تزوج أحدهم أو توفي أحد أقاربه أو في أي مناسبة لا أعرف ماذا يفترض بي أن أفعل؟ أو ماذا أقول له؟
أشعر بذهني فارغًا.. كل ما أعانيه باختصار خوفي الشديد من الناس بلا سبب معروف، وخصوصا الأطفال!!.. لا أعرف ربما أخاف الإحراج من أسئلتهم وكلامهم..
والشيء الآخر هو لا أعرف كيف أتعامل مع الناس أو أتصرف؟ أو ماذا أتكلم معهم؟ حتى الجيران عندما أقابل أحدهم بالشارع مثلا لا أعرف ماذا أقول له غير التحية على الرغم من جيرتهم لي منذ 10 سنين، واكتفي بالهروب منهم..
10/2/2025
رد المستشار
التغيير سيبدأ من عندك حين تقرر البدء في العلاج، فهل تتوقع أن تحدث تغيرات وأنت لا تزال كما أنت وحيدا خائفا؟! لقد صمتّ وتحملت مشاعر مؤلمة من الخوف والقلق والتوتر والضغوط النفسية لسنوات جعلت العلاج الذاتي غير مناسب لحالتك، ولكن حمدا لله أن علاج الرهاب الاجتماعي صارت نتائجه هائلة ومشجعة جدا؛ فقط عليك أن تقرر ألا تظل هكذا لحظة أخرى من حياتك لأنها ثمينة، فنحن نحيا حياتنا لنصنع منها حياة سعيدة مطمئنة قدر الإمكان فلا تتهاون في هذا أكثر من ذلك.
لقد نجح الكثيرون في تخطي هذا المرض وتغيرت حياتهم؛ فكل ما عليك هو أن تتواصل مع طبيب نفساني أو معالج نفسي لتبدأ أولى خطواتك نحو التغيير والسعادة ورضاك عن نفسك وتمتعك بحب الناس من حولك وحبك لهم،
وستتطلب رحلة تغييرك نوعين من العلاج:
الأول: علاج سلوكي معرفي: فيه ستتحدث إلى طبيبك عن أحاسيسك ويستمع لطفولتك ونشأتك والعلاقة بينك وبين والديك وبيئتك ليضع يديه على النقاط التي سينطلق منها في علاجه لك، حيث إن هذا المرض ينشأ لعدة عوامل منها طريقة التربية والاستعداد الشخصي والمواقف الحياتية التي يتعرض لها المريض والبيئة التي يتأثر بها من حوله فتتناقشا سويا حول الأفكار غير الصحيحة لتنظر إلى الأمور بشكل مختلف فعلى سبيل المثال فيما يتعلق بنظرة نفسك لنفسك ستضع يدك على نقاط قوة تملكها لا تتصورها أو لا تُعيرها أي اهتمام على الرغم من وجودها الحقيقي، وسيتم تدريبك عمليا على كيفية التواصل بشكل متدرج وعمل "بروفات"، وقد تلتحق بمجموعات علاجية للتدريب فيها على التواصل مع الناس ستكون مفيدة جدا وممتعة، حيث يتم فيها استخدام نظريات المواجهة والتخيل والتدرج الهرمي في التعامل مع المواقف التي تتصورها صعبة، وستفاجأ بالتغيير الذي تستصعبه وتراه عقبة كئودا فهي ليست كذلك أبدًا.
الثاني: علاج دوائي وسيحدده الطبيب حسب درجة شدة الرهاب الذي تعانيه أو ما يصاحبه من أعراض القلق والتوتر والاكتئاب وغيره وهو ما نسميه بالأدوية "المُطَمْئِنة" وستتحسن كثيرا وستساعدك على تحقيق معدلات نجاح في قهر هذا الرهاب ثقيل الظل.
والأمانة تقتضي مني أن أقول لك إن قصص النجاح التي حققها الآخرون ممن كانوا يعانون من الرهاب الاجتماعي تطلبت ثلاثة أمور لا جدال فيها...
الأول: الرغبة القوية في التخلص من هذا الرهاب بأخذ قرار العلاج النفساني.
الثاني: الاستمرار في جلسات العلاج السلوكي المعرفي والدوائي والانتظام فيها.
الثالث: تطبيق ما يتم ممارسته من علاج سلوكي معرفي في محيط الحياة الذي يعيش فيه صاحب المشكلة بالتدرج والتدريب كما سيشير به الطبيب.
وأخيرا.. تستطيع أن تكون شابا ناجحا مع نفسك ومع من حولك وأن تبني شخصيتك التي ترضاها لنفسك وتكوّن بيتا سعيدا فيه زوجة وأبناء إذا قررت أن تكون قصة جديدة من قصص النجاح.. فهيا لا تتأخر.
واقرأ أيضًا:
الرهاب الاجتماعي: خطوات لبداية الع.س.م
اضطراب القلق أو الرهاب الاجتماعي
لا يجرك ولا تجرين: العلاج ممكن!
حضرة الأستاذة تعاني الرهاب الاجتماعي!
في الرهاب الاجتماعي: هل الطبيب النفساني مهم؟
طريق الشفاء.. السحر يكمن في الإرادة