السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة ملتزمة وقعت في غرام شاب، وأحس أنه يحبني، ولكن بتحفظ، وهو أيضا ملتزم، ونحن نحترم بعضنا إلى أقصى حد، إلا أنه لم يُكَوِّن نفسه بعد؛ فهو يريد الهجرة إلى أوربا، ولا يريد أن يجعلني أتعلق به حتى لا أتعذب؛
ولهذا فهو يتظاهر بأنه لا يحبني، ولكن يحترمني فقط، وأنا أتعذب في أعماقي والله يشهد أني أحبه من كل قلبي، وهو أيضًا يتعذب فأنا أرى ذلك في عينيه رغم أنه يحاول الإخفاء، وأنا أسأل الله أن يجمع شملنا في الحلال بإذنه سبحانه،
وأسألكم إن تفضلتم أن ترشدوني في هذا الزمان الذي أصبحت فيه المادة أغلى من المشاعر الطاهرة.
ولكم كل الشكر والعرفان
18/2/2025
رد المستشار
أختي الكريمة،
نعيب زماننا.. والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا
لن تكون المشاعر الطاهرة أغلى من المادة إلا إذا أردنا نحن ذلك، وأصررنا عليه.
يا أختي، ما أجمل الحب حين يكون متبادلاً وحقيقيًّا وجادًا! ولم أشعر من خلال المعلومات التي أرسلتها أن هناك وضوحًا في هذه العلاقة بينك وبين هذا الشاب.
الاحترام جميل، ولكن المصارحة أجمل.. فلماذا لم تحدث؟!
ما هو سبب هذا الغموض الذي يجعلك تقولين: إنك تحسين أنه يحبك "ولكن بتحفظ"!!
الذي أعرفه أن الحب المسؤول هو عاطفة تحتاج إلى العلن لتعيش، وهي تبدأ بالاهتمام بالطرف الآخر، والحرص على مشاعره، وبالمصارحة بأن هناك شيئًا ما في القلب، وأن هناك خطة استعداد معينة للزواج، ولو بعد سنوات، فتكون الخطوات متدرجة، وفي وضوح.
أما حديث العيون والظنون فلا يكفي دليلاً على الغرام يا أختي، وبخاصة إذا كنت ما تزالين دون العشرين؛ حيث العاطفة متأججة عمياء كما قلت لأخت أخرى في إجابة قريبة؛ ولذلك أخشى أن تتورطي في علاقة حب من طرف واحد، تطلقين فيها العنان للخيال والمشاعر دون تأكد من موقف الطرف الآخر. هذا الغموض هو السبب في عذابك وآلامك، ولعله يتعذب ويتألم أيضًا كما تقولين، ولا أدري سببًا لذلك، ولا أدري سببًا واحدًا معقولاً لإخفاء المشاعر في حالتكما غير استعذاب الألم!!!
تحتاجين إلى مراجعة الأمر برمته من ناحية مناسبة هذا الشباب لك حسب ظروفه كلها الحالية والمتوقعة، الشخصية والاجتماعية، العاطفية والعقلية.
وتحتاجين إلى التأكد من رغبته فيك، ومشاعره تجاهك، ويمكن أن يتم ذلك عبر وسيط حكيم يفضل أن تكون امرأة كبيرة السن تثقين بها فتسأله من طرف خفي، وبأسلوب غير مباشر تجيده النساء عن عواطفه ومشاعره تجاهك، فإن كان يحبك حقًا فليقدم خطة واضحة للارتباط بك، وإذا كانت المسألة مجرد ودّ عابر، أو احترام عام، أو تقدير محايد استراحت نفسك باكتشاف الحقيقة.
تحتاجين إلى إدارة حكيمة وسريعة لهذا الأمر بدلاً من التخمين والتأويل والتخيل الذي قد يصيب، وقد يخيب.
وأنا أدعو الله معك أن يجمع الشمل في الحلال إن كانت هذه رغبته هو أيضًا، وأدعوه أن يرزقكما الخير حيثما كان، ويرضيكما به.. إنه سبحانه أرجى من سُئل، وأكرم من أعطى. وأعلمينا بالتطورات.