وساوس العبادات: حدود رخصة الموسوس! م1
السلام عليكم
إلى الدكتورة رفيف كل عام وأنت وجميع القائمين على موقع مجانين، أعتذر جدا على معاودة الإرسال وإزعاجك رغم انشغالك الشديد ولكني في حيرة وتشتت، أنا الآن في فترة علاج قاسية جدا أفكر معها بالاستسلام كثيرا وأحيانا الانتحار بسبب الألم الشديد جدا والعذاب المميت والخوف وألم شديد في الجسم والعضلات وكأن أحدا يضربني بزمار حديد من شدة التوتر والصبر عليه وخفقان القلب والتشوش والتشتت والسرحان لأنني تركت الطقوسات في الاغتسال والوضوء والصلاة وأصبحت أؤدي الشكل العام كما أخبرتني أصبر من داخل قلبي لأني أريد حقا التغيير وأريد حياة جديدة أريد الخروج من هذا السجن ولا يهمني أن تكون عباداتي مكتملة أنا أعلم أن بها نقصا كبيرا ومبطلات كثيرة ولكن ربما أن أؤديها بهذا الشكل خير من أن أقتل نفسي أو أن أفقد ماتبقى من إيمان دمرته سنين الوسوسة والجنون والاسترسال
للأسف كان قلبي عامرا مليئا مطمئن بالإيمان ولكن الوسوسة تأخذ من إيمانك بالله بقدر متابعتك لها لا أعلم هل هي لعنة ذنوبها ومعاصيها أم خطيئة الخروج من شرع الله القويم والابتداع في دينه واتباع الهوى فتفتن كما فتن من كان قبلك ممن ابتدع في دين الله وخرج عن نهج نبيه ونهج أصحابه فتراه اتبع طرق ومذاهب الهالكين فتلقى من حظ ابتداعك وخروجك بقدر ما زين لك وتحسب أنك من أحسن عباد الله فإنا لله وإنا إليه راجعون فما كانت بداية الطريق إلا هوى اتبعته وشيطان زين لك الخطوات فأوردك الهلاك ربما تظنون أنني أبالغ ولكن إياكم إياكم من الخروج من نهج الشرع ونهج النبي صلى الله عليه وسلم ولو قدر أنملة هي خطوات تتزين لك بأن الله سيحبك وأنك تحتاط للعبادة وأنك تتورع فاصبر واصبر حتى تخسر كل دينك ودنياك ويصبح الإسلام والصلاة والدين كله حملا ثقيل عليك بل لا تعلم هل أنت مسلم حقا أم فقدت كل شيء للأسف وإن كانت قهرا فللنفس الشيء الكثير فجاهدوها وهذبوها حتى يمن الله علينا
أشعر بالحسرة الكبيرة بعد ضياع هذه السنين في الوسوسة الشديدة جداً وضياع الأوقات والأعمار والأديان والأبدان ولا حول ولا قوة إلا بالله ولكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي والحمد لله منّ علي الله واستيقظت من غفلتي ومن هذا الطريق الموحش الكئيب المغضب لله، والله العظيم أني أجاهد أتمنى أن يسامحني الله على ما ارتكبته في نفسي من ألوان الظلم والعذاب ويعفو عني وترجع لقلبي أنوار الإيمان والاطمئنان لأني وصلت لشكوك قبيحة والعياذ بالله وأتمنى أن تدعوا لي بالثبات والهداية...
المشكلة أنني الآن وجدت عقلي متضررا بشكل كبير جدا بعد كل هذه السنين ولا أستطيع الحكم بشكل صحيح لدرجة أني مثلا أصبحت أسمع الصلاة بأذني وأشك هل هم يصلون أم لا؟ فأجلس أسمع أسمع وهم يؤدون الصلاة لا حول ولا قوة إلا بالله ثم بعدها أجلس أقنع نفسي أن الوقت دخل وهم صلوا!!!!! فأذهب وأرى مواقيت الصلاة فالإنترنت لأقتنع أكثر!!!!!!!!!! وإذا سألني أبي إذا أراد الاستعجال للذهاب للمسجد هل أقاموا الصلاة أجيبه بنعم وأستعجله حتى يدرك ثم بعدها أجلس أقنع نفسي هل الوقت دخل!!!!! أي جنون هذا؟؟؟؟
أتمنى إداركي في هذا المسألة وإفادتي هل يجوز الصلاة بعد الآذان مباشرة يا دكتورة أم يجب أن أنتظر إقامة الصلاة؟؟ لأني من عدة سنين أصلي بعد الإقامة فقط وماذا أفعل إذا اكتشفت في يوم أني صليت قبل دخول الوقت لأنني تعبت من تكرار النظر في مواقيت الصلاة وتكرار عصر مخي للتذكر وإقناع نفسي بالأدلة والبراهين وبدأ التحول لوسواس مواقيت الصلاة وأنا تعببببببتتتتتت
المهم أنا الآن مشكلتي في العوازل كما أخبرتكم أريدك أن تساعديني يا أستاذة رفيف لأمضي قدما كما فعلت في سابقة هل يمكنني أن أتوضأ ويوجد علي عوازل مثل المخاط أو الغمص وقشور المنكير ونحوه، في السابق كنت أتخيل على جسدي عازلا أما الآن بعد أن وجدت موقعكم الحمد لله تحسن وضعي كثيرا، ولكن تتعبني مسألة العوازل قبل كل وضوء أزيلهم مثل الغمص أو المخاط والأشياء اليومية وهي موجودة حقا أو الشمع قبل الاغتسال أما المنكير لم أستعمله أصلا منذ سنين لأني أخاف منه وأعتبره محرم علي والمكياج نادرا جدا لأني أيضا أخاف منه وأقول أني أستطيع أن أعيش هكذا ولكن اكتشفت أني مصابة بالاكتئاب من التشدد ولم أعره اهتمام ولا أعلم ماذا أفعل قالت لي الأخصائية أنه سقط عنك التكليف في المكياج والعوازل ضعيه وتوضئي وصلي وأنا صراحة من المستحيل قطعا أن أفعل ذلك إلا أن تجيبني د رفيف فقط!! وقالت أن لا ننظف الغمص وأي حائل، فهل يسقط عني التكليف في العوازل إذا كان فقط خوف وتوتر منهم لا أعلم إن كان وسواس أم لا لأني لا أتعب جدا جدا في إزالة الأشياء اليومية حتى لو كان عجين أم يجب أن يصل للأمر للمشقة الشديدة في إزالتهم أو وسوسة شديدة فيهم؟
صراحة الآن ذهبت لأضع من كريم واقي الشمس بعد كلامها وهو أمر محرم علي منذ سنين لأنني في رحلة التشافي كما أخبرتكم أريد التشافي من الوسواس القهري واستعادة صحتي العقلية والنفسية ومسألة العوازل تسبب لي بعض التوتر في هذه الفترة الصعبة أما إذا سألتموني ما المشكلة في وضع العوازل وإزالتها فهي تزال عادي أقول لكم أني أشعر وبتوتر وقلق منهم وعذاب يدفعني فقط للابتعاد وأرتاح من الأساس وفكرت أن أشتري منكير وأضعه وأغتسل بما تبقى منه كما قالت الأخصائية لكنني متخوفة جدا وأقول أن المنكير والمكياج بالذات زينة وكماليات وأشياء ليست مهمة لا يعفى عنها وكيف أقدمها على الصلاة وألوم نفسي كثيرا وفي نفس الوقت شبابي وحياتي تضيع ولكن أقول أن الآخرة أهم
أتمنى أن تساعديني يا أستاذة رفيف على التقدير والحكم لأني أشعر بألوان وأصناف من العذاب والتشوش وأسأل الله يكتبك ممن أنقذ وفرج كربة إنسان،
وشكرا لكم
1/4/2025
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "مجهول" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
من الواضح بداية أن لديك اكتئابا جسيما فبدلا من أن تري أنك تجاوزت كثيرا من الإعاقة التي يسببها الوسواس تتحسرين على ما فات، وبدلا من تجاهل العقبات الحالية تشعرين نفسك بالعجز والأسى، بالنسبة لموضوع التثبت من دخول وقت الصلاة فقد أصبت حين قلت بعد نهاية وصفك لما تفعلين (أي جنون هذا؟؟؟؟) هذا الجنون ليس فقط يسقط عنك التكليف كما ننتهي معا في كل وسوسة من وسوساتك!، بل إنه جنون بلا فائدة ولا لزوم ولا طائل، لأن الحكم للشخص صحيح العقل هو أنه (فلا حرج في الدخول في الصلاة مباشرة بعد سماع الأذان من مؤذن ثقة، جاء في المغني لابن قدامة: وإذا سمع الأذان من ثقة عالم بالوقت؛ فَلَهُ تَقْلِيدُهُ؛ لأن الظاهر أنه لا يؤذن إلا بعد دخول الوقت؛ فجرى مجرى خبره. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المؤذن مؤتمن. رواه أبو داود). أي أن هذا الأمر لا يجب أن يشغل بال الأصحاء فما بالك بالموسوسين؟
وأما موضوع العازل أو الحائل فقد أجبتك عليه في المتابعة السابقة، وأما قولك (قالت لي الأخصائية أنه سقط عنك التكليف في المكياج والعوازل ضعيه وتوضئي وصلي وأنا صراحة من المستحيل قطعا أن أفعل ذلك إلا أن تجيبني د رفيف فقط!!) فردي عليه لا حول ولا قوة بالله رفيف يرحمها الله ماتت يا ابنتي لكنها قالت لصاحبات نفس تساؤلاتك ردودا تجدينها فيما وضعناه لك من ارتباطات في المتابعة1 ولدي الجرأة لأقول لك متحملا تبعات ذلك أمام الله (لا تنظفي الغمص وأي حائل، فهل يسقط عني التكليف في العوازل إذا كان فقط خوف وتوتر منهم لا أعلم إن كان وسواس أم لا)؟ مجرد الخوف والتوتر في حالتك يكفي بكل تأكيد فما هو إلا علامة على القابلية العالية للشك والوسوسة هداك الله لست مكلفة بذلك.
ثم أن من المهم أن تتبعي نصائح الاختصاصية التي تتولى علاجك لأنها الأكثر دراية بك، وعسى أن تتوقفي عن محاولات الإقناع التي تصفين لأنها ليست إلا اتباعا للوسوسة من خلال القهور، من فضلك راجعي الردود السابقة عليك وما فيها من ارتباطات لتحصلي على فهم أعمق وتولدين عزيمة أقوى وأمضى في طريق التعافي من الوسواس.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.