أحب أن أقول لكم إنني من متابعي موقعكم المتميز حقا عما سواه بطرحه المميز الذي لا يختلف اثنان على فوائده، خصوصا صفحة الاستشارات المتميزة، ولكني صدمت عندما قرأت رد الدكتور: أحمد عبد الله على أحد السائلين من السعودية، عندما قال له تمثيلا: "اليوم مع آسيوية وغدا مع حبشية وبعد الغد مع روسية"، أستغرب قول شيء كهذا من دكتور المفترض منه أنه يعطي النصائح ليساعد السائل، لكنه جرح المنتمين إلى الأحباش، فلماذا لم يقل: "مع مصرية أو لبنانية" مثلا ألأنهم عرب مثلا؟!
عذرا لعاميتي، ولكني كتبت ما كتبت ارتجالا وتنفيسا عما في نفسي. وشكرا لكم..
غاضب من أرض الحبشة.
06/5/2025
رد المستشار
أخي الغاضب:
أرجو أن يكون غضبك قد سكن، وأعتذر إن كنت قد صدمتك دون قصد طبعًا، ودون "شعوبية" أقمتها، وأحسب أنها فعلا منتنة كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا فارق عندي البتة بين عربية وحبشية، فكلهم أهلنا يمكن أن أكتفي بالاعتذار عن مثال، وفحول الرجال لا يعبئون بالمثال كما قال السلف، ولكن قد يفيد أن أوضح لك لماذا ذكرت الحبشيات والآسيويات والروسيات:
أولاً: سمعت أن تجارة الرقيق الأبيض في الخليج مرت بموجات، فأحيانا كان "الصنف" المفضل هو اللحم الأصفر، فكانت الفتيات من تايلاند والفلبين وغيرها، وأحيانًا جاءت موجة الروسيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فكان اللحم الأبيض، وسمعت أن الموجة السمراء قد اكتسحت بعد ذلك، وفي تراثنا ومخزون خيالنا الجمعي أساطير كثيرة -لا أعرف مدى صحتها- عن أنوثة المرأة الحبشية، وقدرتها على الإغواء، ولعل تلك الموجة السمراء جاءت مصحوبة بإنعاش هذه الذاكرة الجمعية!!
ثانيًا: ليس جديدًا أن تعمل في بعض أرض العرب بائعات أجساد من أقطار عربية أخرى مثل التي ذكرتها وغيرها. وأزيدك من الشعر بيتا، فلعلك تعرف أن سمعة المغربيات تفوق الكل، وأن شرطة الآداب في مصر تلاحق الجميع على قدر ما تستطيع، أما في لبنان فالبلد يخصص أماكن بعينها لاستضافة الزوار فتكون سياحة و...، وفي مصر فإن شارعًا بأكمله يخصص لراغبي المتعة الحرام... إلخ، والأحاديث تطول في هذا الميدان كما تعرف، فهل في هذه الأخبار جميعا ما يشين مصر، أو لبنان، أو المغرب، أو أي بلد في أهله من الخير ومن الشر مثل كل الأقطار في الدنيا؟!
هل أذكر لك عن الدعارة الأسوأ من هذا وذاك؟
على كل حال، ليس خبرا أن تعمل داعرة في بلدها أو في بلد مجاور، أما أن تنتقل من سياق ثقافي وجغرافي إلى سياق آخر فهذا هو اللافت؟!
ثالثًا: يعز علينا أن تكون في أوضاعنا الاجتماعية مثل هذه الأمراض، وإذا حز في نفوسنا أن تحتاج آسيوية أو روسية للمتاجرة بجسدها، وسمحت لها الأوضاع بذلك، فإنه يحز في نفوسنا أكثر أن تفعل هذا عربية أو حبشية سواء بسواء؛ لأن الحبشة كانت دار الهجرة الأولى، ولولاها لما عرف أحد ماذا يمكن أن يكون مستقبل الإسلام؟!
إن لنا في الحبشة أرحامًا وأنسابًا، والعربية والعروبة لسان، وأحزنني أنك تقول بدعوى الشعوبية، وآسف لك على كل حال.