مشكلتي تؤرقني وتهد عزيمتي
زوجي لا يشاركني الفراش دوما، مرتين في الأسبوع تقريبا، وينام وحده، والسبب على حد قوله: التعب، الأرق، متابعة أفلام أو.. أو.. دام هذا الأمر سنوات عديدة، من بداية زواجنا.كنت أفسر هذا بأنه غير مرتاح بالمنطقة التي تم تعييننا فيها، كنت أبحث له عن جميع الأعذار فقط لأني أحبه.
حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أجد حلا لهذه المشكلة من تودد، واهتمام بنفسي لعلي أجد السبب، ولكن لا فائدة، أحيانا يبدو لي المشكل كأنه جبل يثقل كاهلي وأحيانا أراه بحجم النملة.في أغلب الأحيان أحس بنقص وحزن عميق بداخلي على العمر الذي يمر بدون إشباع عاطفي، بعده عني لا يجعلني أطمئن، حيث أمضي أغلب الأوقات في التفكير، لماذا؟! وكيف؟!
ما أطلبه ليس بكثير، أن يقترب مني زوجي وننام على فراش واحد، فعندما أشتاق إليه لا أجده بجانبي.أحيانا يمزح معي قائلا: لا فرق بين أن أنام هنا أو هناك، ألستُ في المنزل؟!
وما لا يعلمه أن الألم الذي أحس به عندما أستيقظ لأراه نائما وحده في الغرفة لا يوصف، أنا لا أحب "النكد"، لذلك أتحمل وأنتظر الغد الأفضل الذي لا يأتي.زوجي من النوع المشغول جدا وقد أكون في آخر اهتماماته وأنا أعلم هذا، لكن ما لم أستطع تحمله خلال هذه السنين هو أن تنتهي مشاغله بالنوم وحده، وأنا وحدي في الفراش تفترسني الوساوس، أحملق في الظلام لعله ينزل إلى غرفتي.
ستقولون لي:لِمَ الشكوى الآن؟ لأن الكيل فاض، فقد وعدني بالتغيير فور انتقالنا إلى البلد الذي يحب، حلمه تحقق، لكن حلمي ظل سرابا، لم يتغير أدنى شيء. لدي الكثير من المشاعر أجده لا يشاركني فيها، في كثير من الأحيان أشك في حب زوجي لي، شرحت له مرارا وتكرارا أن الفراش يخلق المودة والرحمة، يتذكر يوما ثم ينساني أياما، عندما أذهب لزيارة أهلي يصيبني الإحباط عند عودتي لأن الاهتمام الذي ألقاه منه لا يكفيني فسرعان ما ينشغل وينشغل حتى ينتهي الأمر بالنوم وحده.
وهكذا تمر الأيام على هذا النحو، يبتعد كما يشاء، يقترب كما يشاء ليجدني في مكاني هادئة والبركان يغلي بداخلي، يشتاق لي فيجدني طوع بنانه، أشتاق له فلا أجد غير السراب. أكره هذا الهدوء الذي أنا فيه فلا شيء يخمد هذا البركان غير اقترابه مني وأنفاسه بقربي.
الحمد لله لي "أولاد رائعين"، وعمل أحبه وحياة مرضية غير أن هذا النقص لا يعوضه شيء. زوجي يطعنني في أنوثتي، يسيء إلى نفسيتي، يحسسني بالنقص، ويتقرب مني فقط حسب احتياجاته، فأين أنا من كل هذا؟! أخاف أن أستيقظ يوما فأجدني قد خسرت نفسي؛ لأني لا أعبر عن شيء، لا أجيد سوى الصمت الذي أصبحت أكرهه بكل قوة.
هل لو تبادلنا الأدوار هل كان زوجي سيصبر؟ ماذا لو جرب ما أحس به حينما يهملني بهذا الشكل؟ كم تمنيت لو كنت إنسانة جامدة بلا مشاعر آكل، وأنام؟
لو كان زوجي شجعني لقلت الكثير ولتدفقت مشاعري، لكنه خبير في إبعادي عن عالمه الخاص، كم أتمنى أن أجد أذنا مصغية لمعاناتي.
30/4/2025
رد المستشار
لقد قلت الحل بنفسك يا ابنتي، عبري عن ألمك.
ما فهمته من رسالتك أنك تتوددين إليه ليشاركك الفراش، ربما لو أظهرت له تهديدا حقيقيا من أنك تخافين على نفسك الفتنة، وأن عليه أن يجد حلا لذلك قبل أن تصل الأمور إلى ما لا رجعة منه، ولكن عليك قبل أن تفعلي ذلك أن تقومي بكل حساباتك، فربما تصبح المرات النادرة التي يأتي إلى فراشك فيها هي الأخرى ملغاة ويضعك ويضع نفسه أمام خيار إما قبول الأمر الواقع أو الانفصال، فهل أنت مستعدة لقرار الانفصال؟
هذا اختيار يجب أن تفكري فيه قبل أي تصرف خاصة أن القصة لها سنوات وبينكما أولاد.
قضية أخرى، هل تحبينه وتعتبرينه زوجا رائعا فيما عدا هذه النقطة؟
أي هل تفضلين قضاء بقية عمرك إلى جواره لو وجدت حلا لهذه المشاعر الطبيعية الحبيسة في جسدك؟
من حق كل أنثى تزوجت يا ابنتي أن تنعم بحضن رجلها الدافئ القوي. فنحن غير الرجال نحتاج للضم قبل احتياجنا للمعاشرة، نحتاج للشعور الآمن بالحماية والاحتواء بمجرد وجود أنفاس الرجل إلى جوارنا في الفراش ودفء جسده بين الأغطية، وحتى رائحته المحببة إلى كل زوجة التي تخبرها أنه موجود، كل هذا طبيعي وجميل وحق لكل أنثى، ولكن يا ابنتي ليست كل الحقوق واجبة، وليس كل الجمال نافذ، في الحياة دائما خيارات واختيارت، وأنت وحدك صاحبة القرار.
وكل ما عليك هو أن تتأكدي من الأرض تحت أقدامك قبل أن تتصرفي، إما أن تخبريه وتهدديه وتطالبي بحقك بقوة، أو أن تجدي لنفسك حلا آخر يخمد هذه الرغبة أو يقللها، وهناك أدوية لذلك. ربما هو لا يحب الجنس بوجه عام لسبب ما، وما تزوج إلا لضرورة الزواج، وما يأتيك إلا مضطرا حين تضغط عليه رغبة رجولية لا فكاك منها، أو ربما مجرد أداء واجب تجاهك حيث يعلم أنه يجب شرعا أن يأتيك بعد كل حيضة بأمر من القرآن الكريم.
ربما يكون محاطا بالنساء في أهله، إخوةه بنات، والده متوفى، عماته، خالاته، أي يغلب على حياته الوجود النسائي، مثل هذا الرجل سيظل يؤدي واجبا ثقيلا تجاهك كزوجة، فللنساء في حياته شكل آخر مع علمه ويقينه أن هذا حقك، وهو يؤديه من آن لآخر.ربما هناك مئات الأشياء والأسباب، ولا أتصور أن من بينها أنه لا يحبك، أو أنه يحب إنسانة أخرى، مع ما رويتِه عنه لا تستقيم الفكرة. فكري وتدبري أمرك واتخذي قرارك، والبيت الذي بنيتِه في سنين ضعيه في حساباتك.لقد قلت الحل بنفسك يا ابنتي، عبري عن ألمك.
واقرئي أيضًا:
صمت في غير محله
فتور الزوج والمعاناة الصامتة!
زوجي لا يشبعني جنسيا !!
زوجي مُقِلٌّ في الجنس ساعدوني
استرجاز الزوجة المهجورة: ماء بين الأصابع!!
مشاعر زوجي مفقودة ..ومشاعري متأججة