السلام عليكم
أحييكم على موقعكم وأرجو نصيحتكم أنا امرأة متزوجة أعيش في أوروبا منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وليس لي صديقات عربيات، ولكن لي صديق متزوج، ونحن أصدقاء منذ ما يزيد على العشرين عامًا، وهو من بلدي الأصلي، وقد تعودنا طوال هذه السنوات أن نتبادل الهموم والآراء واستشارة بعضنا البعض في أمور الحياة المختلفة دون أن يكون بيننا ما يُشين، أو يخالف شرع الله في قول أو فعل.
وهذا الصديق يفهمني جيدًا، وأنا أثق به مثل الأخ، والمشكلة أن زوجي منذ شهر تقريبًا قد هدَّدني بالطلاق إن لم أقطع علاقتي نهائيًّا بهذا الصديق، وزوجي متمسك بطلبه هذا، وأنا حقيقةً محتاجة لهذا الصديق، على الأقل بالمراسلة عبر البريد الإليكتروني.
وأنا لا أفعل شيئًا مُحرَّمًا...
وطبعًا لا أريد أن أفقد زوجي... الذي قد تمر أيام وأيام ولا يتكلم معي!
14/5/2025
رد المستشار
الأخت الفاضلة أهلا بك على الموقع، سؤالك يمكن الإجابة عليه على مستويين: المستوى العام بما يتسق مع المعلومات المتوافرة في رسالتكِ وهي ناقصة كما سنوضح لك في سطور تالية، والمستوى الخاص بعد أن تتوافر معلومات أكثر حول ملابسات الأمر.
على المستوى العام، فإن الحياة الزوجية تعني تفاهمًا مُتبادَلاً بين الطرفين، وليس شرطًا لكي يتنازل أحدهما للآخر عن شيء يكرهه أو أن يمنحه شيئًا يريده أن تكون هذه الأشياء الممنوعة أو المرغوبة في إطار الحلال والحرام فقط؛ فقد يرغب الزوج من زوجته شيئًا مما يختلف الناس في تقديره، وقد يطلب ترك شيء من هذا القبيل.
وأيضاً قد تطلب الزوجة من زوجها – في إطار الحب أن يدع تصرفًا يزعجها أو طابعًا شخصيًا لا يناسبها أو أن يقاطع شخصًا يعرفه أو أسرة صديق تبدو غير مناسبة للتواصل مع أسرة الزوجين... وهكذا.
وتكون هذه المطالب جميعًا محل تفاهم، ومصارحة، وفي وجود الحب المُتبادَل يسارع كل طرف في إرضاء الطرف الآخر، دون أن يكون المطلوب حقًّا نافذًا أو حلالاً واجبًا، أو أن يكون المطلوب تركه حرامًا قاطعًا أو شرًّا واضحًا. من حق زوجك إذن أن يطلب منك هذا الطلب؛ وعليكِ أن تتحاوري معه بصراحة ووضوح حول هذه الرغبة ودوافعها.... إلخ.
ومن حقك أن تصارحيه أيضاً حول ما يبدو من أسلوبه في ممارسة الصمت الزواجي لأيام معك؛ مما يزيد من حاجتكِ للتواصل مع هذا الصديق، خاصةً في غياب الصديقات، والغربة عن الوطن.
ويبقى المستوى الخاص والتفصيلي، ولدينا فيه أسئلة مُتعدِّدة لكِ ستُعيننا وتعينكِ على تفهم أوضح للمسألة:
ما هو سبب قرار زوجك المفاجئ بوقف الاتصال بهذا الصديق؟! وهل كان زوجك على علاقة طيبة به، وتجري اتصالاتكما تحت سمعه وبصره؟! وكم يبلغ سن هذا الصديق؟! هل تحاورتِ معه حول هذا القرار؟! وهل ذكرتِ له الأسباب الحقيقية لحاجتكِ في استمرار اتصالكِ بهذا الصديق بما في ذلك صمتُه معكِ الأيام كما تصفين؟!
هل سبق لزوجك التهديد بالطلاق لأسباب أخرى؟! وهل هناك مشكلات أخرى في علاقتكما خلال الفترة الأخيرة؟!
ما هو موقف الصديق من هذا كله؟! وكيف تتعاملين معه الآن؟! هل أنتِ جادة في البحث عن صديقات مُناسبات في مكانكِ الجديد؟! هل أنتِ باقية فيه لفترة طويلة قادمة؟! ما هي طبيعة علاقتكِ بزوجة هذا الصديق الأخ؟! وكيف تتعامل هي مع زوجكِ؟!
هل لديك إخوة كبار من الذكور أو إخوة إناث؟! وهل والدك ووالدتك أحياء؟! وهل زوجكِ يقيم معك بصفة مستديمة؟! وهل تقيمين في أوروبا بصفة مستديمة طوال العام؟! وهل يزور صديقكِ هذا البلد الذي أنتم فيه؟! أو له علاقة به؟!.... في انتظار إجاباتك.