سلسل البول الإلحاحي والوسواس
السلام عليكم، أنا مصابة بسلس التبول الإلحاحي ولم أتعالج حتى الآن للعلم أن حالتي أفضل من الكثير والحمد لله لكن ما زلت أرغب بتحسن فأنا أحيانا أذهب مرتين أو ثلاثة للحمام في اليوم وأحيانا تصيبني نوبة الشعور برغبة بتبول حتى بعد أن أفرغ مثانتي وأذهب كثيرا للحمام وسواء أصابتني النوبة أو كنت أذهب مرتين للحمام هناك مشكلة الذهاب للحمام نفسها تأتني الرغبة بالتبول بشكل ملح لدرجة أنني أركض أحيانا حتى لا ينفلت البول مني ولا أعلم إن كان عندي فرط في نشاط المثانة أم مثانة عصبية
وأريد أن أستخدم دواء ولكن أخشى إن تركته لعذر كالحمل والرضاعة أن يأتي بنتائج عكسية فلو كان لديكم معرفة بدواء آمن للحامل أو المرضع أرجو أن تخبروني به أنا الآن أحاول القيام بتمارين تقوية عضلات قاع الحوض (كيجل) ولكن لا أشعر أنها تأتي بنتيجة فهل هناك تمارين غيرها ممكن أن تفيدني؟
أيضا منذ إصابتي بهذا المرض تغيرت حياتي كثيرا وأصبت بالوسواس وتعافيت ولكن بقيت آثاره حيث أني نسيت نفسي تماما ولم أعد أهتم بمظهري فقد تعلمت أحكام الطهارة ومن ضمن ما تعلمته أنه إن وضعت مرهما أو كريم على يدي مثلا ثم أصابتها نجاسة فيجب أن أغسل يدي بصابون فأصبحت أغسل يدي بصابون قبل دخول الحمام ولا أستخدم الكريمات أبدا على جسمي ولا الزيوت على شعري لأنني بأي لحظة ممكن أن تصيبني نوبة التبول اللاإرادي ولا أجد وقتا أغسل يدي التي أستنجي بها من الكريم فلذلك امتنعت عن وضع الكريمات وأصبح عندي خوف غير مبرر من الكريمات والزيوت ودوما أمي تلومني وتقول إنني سوف أحاسب على عدم عنايتي بنفسي لأن جلدي أصبح جافا جدا وخاصة في الشتاء ولكن خوفي الوسواسي للأسف يغلبني
الخلاصة أنني أريد أن أعود وأهتم ببشرتي وشعري مثل كل الإناث وأريد أن أتعالج من هذا المرض ولم أجد أفضل من موقعكم للاستشارة
وعذرا على الإطالة
12/5/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "عائشة معلوم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يمكننا تلخيص معاناتك في نقطتين الأولى هي صراعك مع نزول البول أو ما تسمينه سلس البول الإلحاحي، والثانية هي الخوف من استخدام مستحضرات العناية بالبشرة والشعر خوفا من أن تشكل حائلا يؤثر على التطهر و/أو الوضوء
فأما النقطة الأولى وهي التبول الإلحاحي أي الشعور بالحاجة الملحة إلى التبول وربما تسرب نقاط بول عند الذهاب إلى الحمام، وأنت لم تذهبي للطبيب وإنما شخصت نفسك بنفسك إذن دعينا نتعرف على الأسباب التي يذكرها أطباء المجاري البولية والتي قد تؤدي إلى الإصابة بسلس البول الإلحاحي، وستجدين أنها لا علاقة لها بك وأولها الإصابة بالتهاب المسالك البولية التي تسبب تهيجًا في المثانة وغالبا يصحب ذلك حرقان مع التبول، وثانيها كثرة استخدام مدرات البول وأشهرها الكافيين، في الشاي والقهوة، وأخيرا بعض الآفات العصبية وأشهرها الانزلاق الغضروفي في الفقرات الظهرية، والسكتة الدماغية والعياذ بالله....
لا علاقة لك أنت بهذا كله وإنما سبب معاناتك هو فرط القلق الذي يؤدي إلى زيادة إفراز البول وفرط المراقبة والذي يؤدي مع الوقت -ومع الأسف-إلى خلل وظيفي في الصمام المسؤول عن السيطرة على التبول.... وتصبح شكواك حقيقية بعدما كانت متوهمة أحيانا... إذن نقاط تفلت منك قبل التبول ونقاط تنزل منك بعد الاستنجاء... كل هذه النقاط "الحقيقية" هي بسبب الوسواس ولذا فإن حكمها وسواس يعني لا فرق بين الحقيقي والمتخيل فلا تعودي تسألي.
وقد فصلنا في ردنا على استشارات سابقة مماثلة سيفيدك الرجوع إليها وهي:
وسواس الطهارة: التبول الإلحاحي والغسيل والفتاوى والدليل!
وسواس النجاسة: و.ت.غ.ق عيار ثقيل!
وسواس النجاسة: الريح والنقطة ونغزات في الفرج وقرصات! م
وسواس انتقال النجاسة من القمة إلى طظ! م
إذن عليك أن تتجاهلي أمر السلس ولا تستمري في مراقبة نفسك لكيلا تسوء الأمور أكثر، واعلمي أن لك رخصة مفتوحة فيما يتعلق بما وسوست فيه وبما أنك وسوست في سلس البول وما قد ينتج عنه من نجاسة أو نقض للوضوء فإنك غير مكلفة لا بمراقبته ولا التفتيش عنه ولا حتى إزالته أو تطهيره لأن الوسوسة تسقط التكليف
وأما النقطة الثانية وهي خوفك من الحائل، فإن المشكلة عند المُوسوس هي توسيع معنى الحائل، فأي شيء يجده على جلده يعتبره يحول دون وصول الماء، وهذا يحتاج إلى تعلّم، بل إلى تعلّم الرخص في المذاهب بالنسبة للمُوسوس، ووأذكر لك هنا ما قالته د. رفيف الصباغ رحمة الله عليها، لإحداهن (بشكل عام أريحي نفسك، فعند الحنابلة يصح الغسل والوضوء مع وجود الحائل اليسير، لمشقة التدقيق في اليسير. وكل ما تذكرينه بمجموعه أيسر من اليسير. وهذا الحكم عام للأصحاء والموسوسين) ويفيدك كذلك أن تقرئي الارتباطات أدناه وما بداخلها من إحالات، لكن المطلوب منك فورا هو أن تبدئي في الاهتمام والرعاية لشعرك وجلدك واستخدمي المستحضرات اللازمة لذلك وخففي على نفسك بدلا من الخطأ في حقها بالتشديد غير ذي المعنى.
واقرئي أيضًا:
وسواس الطهارة: الإفرازات والنجاسات والحائل!
طلب التواصل وسواسيا مع د. رفيف م7
أخيرا فإن السر وراء معاناتك ليست نقاط البول ولا أدهنة الجلد وإنما هناك اضطراب نفساني ذي أعراض وسواسية تحتاجين إلى تشخيصه ووضع خطة لعلاجه مع طبيب ومعالج نفساني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات