يسعدني أن أستشيركم إخواني وإخوتي، وكما أريد من قبل الاستشارة أن أشكركم على الموقع الأكثر من رائع والذي سعدت بسماع المحاضرات، خاصة صفحتكم، من إذاعتكم، أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على نشر العلم ومد يد العون، والرجاء الرجاء الإكثار من أمثال هذه الحلقات المسجلة في شتى المواضيع.
لن تتصوروا مدى سعادتي عند سماع الحلقات المسجلة، أسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء على ما قدمتم وما زلتم تقدمونه.. أسئلتي تدور حول فلك الاستمرارية؛ كيف أواصل على مشاريع بدأتها، وكيف أحافظ على الطاقة التي ما تلبث أن تنضب حتى أشك أنني يوما ما كنت أرغب بشدة إلى حد الشغف في فعل شيء ما، ويصبح ذلك الشيء مشروعا توقف في حينه ما لبثت الطاقة فيه مجرد ساعات متفرقة في أيام من الماضي؟
كيف أنظم لنفسي جدول عملي، بحيث يكون نهاري وليلي يوما لحياة مسلمة؟ كيف أساهم في الأعمال الدائمة؟
أنا بصدد التجهيز لبعثة وأمنيتي أن أكمل السلم الأكاديمي، وألحقل التعليمي الذي أرغب في تحقيقه جزء منه لمساعدة فئة من المجتمع ألا وهم المرضى؛ محتارة في أن رحلتي الدراسية سأقضيها وحدي ومخططي أن يرافقني والدي في البداية ومن ثم أظل وحيدة؛ أريد رأيكم في هذا الشيء من حيث الشرع، وفي حال عدم التوفيق في هذا الموضوع كيف أتخلص من الآثار النفسية المترتبة؟ كون الإنسان حينما يهيئ نفسه لمشروع بهذا الحجم لمدة تقارب العام ومن ثم تذهب كل الاستعدادات سدى كيف أهيء نفسي حتى أبدأ في إنجاز المشروع البديل (الخطة ب)، حيث إني عندما واجهت إخفاقات خلال مدة الاستعداد أول ما أفعله هو البكاء ومن ثم اليأس حتى تنفتح طاقة الأمل من جديد وأعود إلى إكمال ما بدأته، وحاولت أن أوطن نفسي على ألا أحملها ما لا تتحمل أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
كانت لدي مشاركة سابقة في صفحتكم ولا يسعني أن أذكر استشارتي السابقة كونكم غلفتموها بغلاف السرية، ولكن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. في انتظار الإجابة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11/5/2025
رد المستشار
كثيرا ما نقع في الفشل أو تسقط همتنا بسبب مفاهيمنا الخاطئة للمعني أو الأشخاص أو العلاقات لا أكثر.
فنحن نتصور أن الشخص الناجح شخص واثق جدا من نفسه يحمل من الإمكانيات المذهلة الكثير ولا تقابله العثرات أو العقبات في طريقه مثلنا.
أو نتصور أن تنظيم الوقت أمر ثقيل الظل لا يهواه ولا يستطيعه إلا ثقيلي الظل الذين نراهم كالأجهزة، فنرى ترتيبهم للوقت "مدخلات" وعملهم بجد "تشغيل" ونجاحهم "مخرجات" فيسري في داخلنا حديث نفس يقول رغم نجاحهم فإنهم للأسف تعساء! لا يحيون الحياة كما يجب أن نحياها مستمتعين في حالة من الاسترخاء.
بينما الحقيقة أن الشخص الناجح شخص "تعلم" الثقة في النفس؛ لأنها تكتسب، ولقد قابل من العثرات والعقبات الكثير إلا أنه تميز بأنه استطاع أن يتعامل معها بشكل أفضل، فالأمر إذن لا يحتاج لمعجزة كعصا سيدنا موسى عليه السلام للوصول إلى ما وصل إليه.
وكذلك تنظيم الوقت.. فهو ترتيب أفضل للحياة للحصول في "الحقيقة" على متعة أعلى للحياة مع احترام اختلافاتنا الشخصية في كم الترتيب ونوعه... إلخ، حيث نجد أناسا لا يعرفون حتى كيف يقضون إجازاتهم أو أين! فيصير بذلك الاسترخاء المستهتر اختزالا مخلا وخبلا متعمدا مع سبق الإصرار والترصد.
وكذلك قراءتنا لرسائل الله عز وعلا ورسائل الحياة من حولنا تحتاج لإعادة تفكير، فحين لا نحصل على ما نريد تحديدا؛ نقرأها رسالة سوداء لم تحمل لنا إلا ظلاما يقعدنا ويثبط من همتنا ونظل على هذا حتى تبعث الأقدار لنا رسالة أخرى بيضاء تنير لنا الحياة من جديد، وكأننا هواء ليس لنا دور في الكفاح والكد الذي حدثنا عنه الله عز وجل حتى نلقاه.
فها هي غزوة اليمامة استشهد منا فيها خمسمائة صحابي جليل يحفظ القرآن في صدره، وكانوا نصف المحاربين فيا لها من مصيبة! ولكنها كانت فتحا لنا وسببا رائعا فجر الإبداع وقراءة الرسالة بشكل صحيح فكانت فكرة كتابة القرآن ونسخه في مصحف حفظه بين أيدينا للآن وحتى قيام الساعة.
وها هو أديسون يصل للمصباح الكهربي بعد آلاف التجارب حتى ينير العالم وكان حين يحدثه آخرون أو يحاول أحدهم أن يهزأ منه فيقول أديسون: لقد "نجحت" في اكتشاف عدة آلاف من الطرق لا توصل للكهرباء أبدا. ولو ظللت أقص مثل تلك الأمثال لما اتسعت لنا صفحات الموقع.
ولكن يبقي لي توضيح وهدية، فالتوضيح هو توضيح بعض التفسيرات "النفسية" لمشكلة التأجيل، فلكل تفسير طريقة للتعامل معه، ولن يصلح المقام الآن لسردها جميعا، ولكن سأمر على أهم تفسيراتها مرور الكرام فقد يكون سبب التأجيل:
* أن المهمة أو العمل الذي نقوم به في مساحة لا نحبها أو نهواها، وهنا نحتاج لمهارة استخراج ما يمكننا الاستفادة منه من تلك المهمة حتى إن كانت استفادة جانبية.
* عدم الثقة بالنفس وتوقع الفشل، خاصة إن كانت المهمة سيتم تقييمها من جانب آخرين، فيحدث التأجيل حتى نخرج عن الوقت المحدد، وفي الثقة بالنفس حديث طويل أفاضت فيه صفحتنا فيمكن مراجعته.
* الخوف من النجاح؛ لأن النجاح هنا سيحمّلنا مهمات جديدة أو سيفقدنا أمرا نحتاج إليه كالفتاة المتفوقة التي تخشى من التفوق لأنه يبعد بينها وبين صديقاتها ويجعل المدرسين يتعاملون معها بشكل يميزها عنهن.
* العدوان السلبي، حيث إننا نشأنا على أن التعبير عن المشاعر السلبية "عيب" أو "لا يجوز" فنحتفظ بها في داخلنا وننفس عنها بالتأجيل، كالموظف الذي يشعر بالغضب من مديره فلا يقوى على التعبير عن ذلك الغضب فيتأخر عن تقديم التقارير أو حضور الاجتماعات في حين أنه فقط يحتاج لأن يتعلم كيف يعبر عن مشاعر غضبه أو عدم اتفاقه مع رؤية مديره بشكل "لطيف".
والأسباب عديدة وكثيرة ويبقى لك عندي الآن الهدية، وهي تخص الهدف وتقسيمه ووضع خطة سنوية وشهرية ويومية من خلال المصفوفة "اللذيذة"، وهي مصفوفة الهام والعاجل.