أنا امرأة متزوجة ولدي طفلان وأعيش بالغربة، علاقتي جيدة بزوجي والحمد لله حياتي مستقرة، أحب عائلتي جدا وهي تعيش في بلدي الأصلي، لا أحب الغربة، ولكني مجبرة على ذلك لتحسين وضعنا المعيشي، وأنا إنسانة ملتزمة دينيا، لكني أعاني من مشكلة كبيرة جدا تؤثر على تفكيري وحياتي سلبا فأرجو المساعدة.
مشكلتي هي أنني أخاف جدا على كل من هم حولي وخاصة زوجي وأطفالي وأسرتي، سوف أعطيكم بعض الأمثلة عن مشكلتي، عندما أتصل بأهلي في بلدي ولا أجد من يرد على الهاتف وهذا شيء طبيعي لأنه من الممكن جدا أنهم مشغولون، فأصاب بقلق شديد وأستمر بالاتصال ويصيبني شعور أن هناك مصيبة وأنه يوجد أحد من اسرتي قد حدث له حادث،
أحيانا يتطور الإحساس بشكل خطير حتى أبدأ بالبكاء وأفكر أنه ممكن أن يكون قد مات أحد منهم،،، أستعيذ بالله وأقرأ القرآن كي أهدأ ولكن لا أهدأ إلا إذا ردوا علي وحلفوا لي أنه لا يوجد شيء،،، المشكلة أنني أسبب لهم ضيقا بسبب خوفهم علي من هذه المشكلة،،، إذا اتصلت بزوجي وهو في عمله وكان مشغولا ولم يرد أتصور أنه عمل حادثا بالسيارة وهكذا،،،،،،،،،،،،،، عندي شعور أنني سوف أخسر أبي الذي أحبه كثيرا،،، وبكل صراحة سوف أقولها لأنني سوف أنهار ولم أبح بذلك الكلام لأحد،،، يأتي شعور دائما أنه من الممكن قد حدث له مكروه وفجأة أتصل به لأطمئن عليه ــــــــــــــ
طوال الوقت بالي مشغول بهم وبزوجي أخاف عليهم جدا وأخاف أن يحدث معهم مكروه وأنا بالغربة ويأتيني خبر أي شخص فيهم وأنا جالسة بعيدة عنهم،،،،،،،،،، فعلا هذه المشاعر ترهقني وتأخذ من وقتي الكثير ماذا أفعل؟؟؟ ممكن أن تتوقعوا أن هذا من الفراغ بالغربة، ولكني أعمل 8 ساعات يوميا وأعود إلى بيتي لدي الكثير من الواجبات تجاه أولادي وزوجي فلا وقت فراغ لدي!!!!
أرجوك يا دكتور ساعدني لكي أتخطى هذه المشكلة.
ولكم كل الشكر
26/5/2025
رد المستشار
الأخت العزيزة
من رسالتك يبدو أن هناك حالة من القلق النفسي وفي هذه الحالة يكون هناك نوع من التوتر والانشغال الدائم وتوقع الاحتمالات السيئة حتى ولو لم يكن هناك ما يؤيد وقوع هذه الاحتمالات فأنت مثلاً في حالة توقع مستمر لحدوث مكروه لأحد أفراد أسرتك في الغربة أو في بلدك الأصلي وعلى الرغم من أن الوقائع تدل على أن انشغالك الزائد بحدوث أمر مكروه يثبت عكسه وأن الأمور تسير في مجراها الطبيعي إلا أنك لا تستطيعين التوقف عن هذه الاحتمالات والانشغالات المزعجة لك.
وهذا يحدث على الرغم من انشغالك بعملك واحتياجات أسرتك الصغيرة فهو كما ذكرت ليس ناتجاً عن فراغ في الغربة وإنما هو ناتج عن حالة من القلق النفساني تحتاج لعلاج متخصص لدى أقرب طبيب نفساني تستطيعين زيارته، وقد يكون العلاج بواسطة بعض مضادات القلق، وقد يصاحب ذلك بعض جلسات الدعم النفساني فقد يكون للغربة أثرها في نشأة هذا القلق الزائد أو قد تكون هناك أسباب أخرى تستحق النظر والمراجعة.
واقرئي أيضًا:
نحو فهم للقلق المعمم والتفاهم معه
معها بغربتها... أفكار لعبور ليل الأحزان
مشتاقة ومكتئبة، ووزني يزداد: أعراض خليجية
الغربة كربة... واللجوء إلى الله مفتاح الفرج
فضفضة مغتربة: صناعة الحياة وهموم الغربة