أنا شاب في السادسة والعشرين من عمري، كنت لا أتوارى عن عمل أي معصية كانت إلا أن أزني، ومنذ صغري وأنا أحب الدين، وأحب أن أكون عبدًا صالحًا لله، ولكني تعلمت شرب الدخان، ومرافقة الفتيات بكم لا حصر له، وأن أصل إلى ما أريده منهن إلا الزنى، وأنا أعترف أني أحب الجنس.
ولا أريد أن أطيل عليكم فقد منّ الله عليّ بالهداية لمدة سنة كاملة، وأقلعت عن كل شيء، ولكن انتصر عليّ الشيطان؛ فعدت لما كنت عليه، ولكني كنت دائمًا في خوف أن ألقى الله تعالى على معصية، وفي الفترة الأخيرة أنا في صراع داخلي مع نفسي ما بين الحسنات والسيئات، ولكن عندما أقع في السيئة يعطيني هذا دفعة قوية لعمل حسنات أكثر.
وهناك معصية أقع فيها أستغني بها عن الفتيات وهي ممارسة العادة السرية، وأستطيع بها أن أوقف نفسي عن التفكير في الجنس، ولكنني أقلعت عن التدخين للمرة الثانية بالدعاء والتضرع إلى الله،
فما هو الحكم في حالتي، وأنا أحاول والله أن أسعى للزواج؟
وكيف يمكن لي أن أستغني عن ممارسة العادة السرية مع ملاحظة أني أمارسها على فترات بعيدة؟
24/5/2025
رد المستشار
أخي العزيز أهلاً بك، وشكراً على ثقتك بنا.
إن ما تصفه من أحوالك أمر يشيع بين شبابنا في مثل سنك فالتدخين، ومصاحبة الفتيات، وممارسة العادة السرية كلها سلوكيات خاطئة درج الشباب على التورط فيها لتملأ فراغ حياتهم وطاقاتهم المتفجرة في هذه المرحلة من العمر، ومن الخطأ الظن فقط أن آفة هؤلاء هي الانحراف، أو قلة الدين، ولكن الخلل يكمن غالباًً في الفراغ الذي لا بد أن يُملأ بشيء، وهذه سنة الحياة في الأشياء كما في البشر.
يا أخي، نحن لنا إجابات سابقة تحدثنا فيها بإسهاب عن الاستمناء وآثاره، وكيفية التخلص، ومنها:
الاستغناء عن الاستمناء
المواقع الساخنة.. الاستمناء.. وداعاً للإدمان
في علاج الاستمناء عود على بدء
الاستمناء.. ضغط المثيرات والتساؤلات
سن 17 عاما بين بلاد الإنسان وبلاد القرآن!
وخلاصة الأمر أنك يمكنك أن تتخلص من فراغ حياتك بممارسة أنشطة ممتعة، ومفيدة.
يا أخي، أنا تجولت في العالم، ورأيت شباباً من كل الألوان والأنواع، وحياتهم ليست جنساً وفتيات فقط، بل هناك من لا يكاد يعطي هذا الأمر إلا أقل الاهتمام، بينما تركيزه على بناء نفسه ثقافيًّا ومهاريًّا وعلميًّا، وليس صعباً بالتالي أن تجد أحدهم يجيد أكثر من لغة، ويعرف عن حضارتنا أضعاف أضعاف ما نعرف نحن أصحاب هذه الحضارة، وتجد الواحد منهم يجيد التعامل مع الإنترنت والإبداع في استخدام آفاقه، واصطياد الفرص لمنح دراسية أو حتى إجازات صيفية أو قوافل لاستكشاف الجديد والفريد، وإضافة هذا لرصيد خبراته في الحياة.
الجنس يا أخي، مجرد نشاط بدائي تمارسه الحيوانات إذا كان لمجرد قضاء الشهوة، وإرواء الغريزة، ولكنه مع الارتباط العاطفي والاجتماعي الذي يتحقق بالزواج يصبح شيئاً آخر في حينه، فلماذا نخلد إلى الأرض، ونتبع الهوى، وننقاد لبطوننا وشهواتنا، ولا نعطي عقولنا وأرواحنا فرصة لائقة؛ لنصبح بشراً جديرين بالاحترام.
هل أقصدك تحديداً بهذا الكلام؟! طبعاً لا، إنما أقول لك ولنفسي ولنا جميعاً: إننا ينبغي أن نكسر هذه الحلقة المفرغة التي ندور فيها بالاقتصار على أنشطة محددة، ومشاكل معينة في مرحلة الشباب بينما هي أوسع من هذا بكثير. وإذا كنت تحب الجنس فلماذا لا تخطو خطوات سريعة جدية نحو الزواج فتشبع غريزتك بعيداً عن الحرام الذي تخافه وتخشاه؟
التخلص من التدخين، والعادة السرية، ومصاحبة الفتيات لإضاعة الوقت، ممكن لو توافرت النية الصادقة، والإرادة القوية، والصحبة الصالحة، والأنشطة الجذابة النافعة فهل ستبدأ في البحث عن آفاق أخرى لحياتك؟!