السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب طب في السنة الأخيرة، اخترت هذا المجال لسببين رئيسيين: أولًا، فرص العمل في الخارج (وخاصة في الولايات المتحدة)، وثانيًا، لأنني أحب الطب. منذ سنتي الثالثة، كنت أستعد لامتحانات الترخيص الأمريكية.
لكن في السنوات القليلة الماضية، جعل الارتفاع الكبير في سعر الدولار الأمريكي حتى التسجيل للامتحان شبه مستحيل بالنسبة لي. عندما حسبت عدد السنوات التي سأستغرقها لتغطية تكلفة هذا المسار بناءً على الرواتب الحقيقية للأطباء هنا (بما في ذلك رواتب الحكومة والمناوبات الخاصة)، أدركت أنني سأحتاج إلى ادخار دخلي بالكامل لمدة ٧ إلى ١٠ سنوات فقط لأتمكن من تحمل تكاليف هذا المسار!
لطالما كان دافعي الأكبر هو مغادرة مصر. شعرت أنه أملي الوحيد، وسيلة لبدء فصل جديد، وأخيرًا تجربة الحياة بشروطي الخاصة.
للأسف، عائلتي ليست في وضع يسمح لها بدعمي ماليًا، وأشعر أنني عالق تمامًا. الآن، يكلف المسار الأمريكي حوالي ١٥٠٠٠-٢٠٠٠٠ دولار أمريكي، والدول الأخرى ليست أرخص بكثير. أشعر كأنني في سجن، لا أستطيع العيش هنا بسعادة، ليس بسبب المال فقط، بل بسبب كل ما يتعلق بالحياة هنا.
أكره الفوضى والضوضاء، واختلاط ألوان الشوارع بالبني والأصفر، وحتى الرائحة. لا أعرف ماذا أفعل بعد الآن. أشعر وكأنني لم أعد أملك شيئًا هنا.
إصراري على مغادرة مصر نابع من اعتقادي بأن الأمور هنا لن تتحسن. الفرص في الخارج تتضاءل يومًا بعد يوم. إذا لم أستطع المغادرة بعد التخرج، أخشى أن أظل عالقًا هنا لبقية حياتي.
27/5/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
فكر أولا بالتخرج وإتقان المهنة وذلك يستغرق عدة سنوات. لن يستقبلك أحد لا في أمريكا ولا في أوروبا إذا لم تثبت يوماً ما مهارتك. في ذات الوقت تذكر أن العمل كطبيب في أمريكا في السنوات العشرة الأخيرة ليس سهلا وفي النهاية تبقى طبيب من الدرجة الثانية على أكثر تقدير.
كذلك الحال في أوروبا فعدد الخريجين من كليات الطب تضاعف مؤخرا وخاصة في بريطانيا وفرص التدريب الجيدة غير متاحة للأجانب كما هو الحال قبل عدة سنوات.
يتفهم الموقع مدى الصعوبة التي تمر بها، والمشاعر القوية التي تملكها تجاه مستقبل مشرق خارج مصر ولكن هناك مستقبل في كل بلد وستواجه التحديات أينما ذهبت.
قد توجد منظمات أو مؤسسات تقدم منحًا أو مساعدات مالية لطلاب الطب الذين يسعون للدراسة أو الامتحانات في الخارج. حاول البحث عن برامج دعم أو منح خاصة بالدول العربية أو مصر وما أعلمه من الأخوة المصريين بأن ذلك موجود في مصر.
قد يمكنك التوفير تدريجيًا من خلال العمل أثناء الدراسة أو استغلال أي فرص عمل محلية تساعدك على جمع بعض المال بشكل منتظم. أيضًا، بعض الدول تقدم برامج تعليمية أو تدريبية بأسعار معقولة أكثر من الولايات المتحدة.
رغم أن حلمك هو الولايات المتحدة، ولكن هناك بلدانا أخرى توفر برامج طب جيدة بتكاليف أقل، أو تتيح الفرصة للسفر والدراسة بشكل أقل تكلفة، والانتقال بعدها إلى السوق الأمريكية عبر برامج تبادل أو إكمال الدراسات. هذا الطريق يحتاج الى منافسة وكفاح وأمل النجاح فيه ضعيف.
كن مرنا مع نفسك ومع بلدك ومع مجتمعك وأهم شيء هو عدم الاستسلام، فإن الطريق قد يكون صعبًا، ولكنه ليس مستحيلًا. حاول وضع خطة طويلة المدى وواقعية، مع مرونة في الخيارات، وابقَ ملتزمًا بأحلامك وطموحاتك.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
بين الأمس واليوم: المولعون بأمريكا