أشكركم على هذا الموقع المتميز والذي أستفيد منه الكثير من النصح والمواعظ..
أنا صاحبة مشكلة مستعجلة وقليلة الخبرة أم سحر وعفاريت؟ حيث أريد إخباركم بأن من أنتظر قد عاد من سفره، ولم يحصل على فرصة عمل بالخارج، وقد راسلني وبعث لي إميلا وقد راسلته وفهمت من كلامه أنه متردد ولا يريد الزواج في الوقت الحالي لظروفه المالية حسب ما قال (يبدو أن ظروفه المالية جيدة أي عكس ما قال).
وعند أول لقاء لنا قال لي بصريح العبارة إنه معجب بي (أي نصف إعجاب) وإن الحياء الذي بيك هو الذي يجعلني لا أتمالك نفسي، وقال لي والباقي عليك فلم أفهم ما الذي يريده مني قال لي اسألي أهل الخبرة وقد طلبت منه أن يتقدم إلى أهلي لطلب يدي أي قلت له: إن الحل بيدك وماذا علي أن أفعل ففهمت من كلامه أنه مشوش ولديه الكثير من العلاقات وفي الوقت الحالي لا يستطيع أخذ أي قرار..
فماذا أفعل هل أصبر عليه؟ مع العلم بعد هذا اللقاء حدثته بالهاتف مرتين وبعدها انقطعت أنا عن مهاتفته يعني أنا خفت منه وأحسست من كلامه أنه يريد فقط علاقة لا زواج ماذا علي أن أفعل وماذا أقول له مع العلم أنا معجبة به أيضا؟
أرجوكم ساعدوني بسرعة الرد
ولكم جزيل الشكر.
02/6/2025
رد المستشار
المتابعة الفاضلة "العزيزة ".. أهلا وسهلا بك،
والله ما زال يؤلمني هذا العذاب الذي تعيشين فيه والقلق والتمني بما يعد الشيطان وما يعد الشيطان إلا غرورا، حيث يقول رب العزة: بسم الله الرحمن الرحيم {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} صدق الله العظيم (120) سورة النساء.
ماذا تريدين أنت من هذا الشاب؟ بوضوح وصراحة من فضلك، فالحقيقة أنه في منتهى الوضوح يقول لك إن حياءك هذا يفتنه وعليك أن تفهمي لوحدك أنه يريد منك بعضا من قلة الحياء إن لم تكن كل قلة الحياء! مشكورٌ على صراحته ووضوحه هو، وملامةٌ أنت على كل هذا التحير في الأمر؟
ما قيمة أنك أعجبت بشاب؟ ما قيمة أنك أحببت شابا؟ ما قيمة أن شابا أعجب بك أو حتى أحبك في الإسلام؟ ما موقف ذلك الشرعي وما الذي يستتبعه ذلك؟ إن الإعجاب والحب ما بقيا في منزلة المشاعر لا الحكم في كونهما حلالا أم حراما لأنهما ليسا من الأفعال الاختيارية، ويجب حين نبني سلوكا على أي منهما أي على الشعور بالإعجاب أو الشعور بالحب أن يكونَ ذلك السلوك حلالا وفي وقته!
وبينما تحسبين حضرتك أنك تضعين الكرة في ملعبه، يؤكد هو لك أنها في ملعبك أنت بصراحة أنت تريدين زواجا وهو يريد قلة حياء دون مقابل إلا المتعة غير المسؤولة؟ فهل أنت مستعدة لذلك؟ هذه مسؤوليتك أنت بشرط أن تعرفي ما يعنيه وما يستتبعه من مسؤوليات!
ثم ما هو هدف الصبر الذي تتساءلين عنه وما هي أصلا وجاهته؟ تصبرين حتى تضعف نفسك ويحكم هو الخناق حولك؟ إن ما يطلبه منك واضح وضوح الشمس يا أختي فماذا تنتظرين؟ أرجوك فكري وتفهمي وراجعي ما أحلتك إليه من روابط من قبل وتابعي أيضا ما بداخلها من روابط.
يا أختي..
حتى ولو لم يكن هناك سواه عريسا محتملا لا تستمري في مثل هذه العلاقة، هو حتى الآن لا يحبك وإنما فقط معجب وأحسب أنني شرحت لك الفرق بين العشق والحب والإعجاب فاقرئيه ثانية؛ لأنه يجب أن يكونَ واضحا لديك، فما يريده هو كما لابد أنني قلت لك من قبل هو مزيدٌ من التنازلات منك، ولا أحسب أن رجلا شرقيا قد يفكرُ يوما في الزواج ممن تنازلت، كما أحسب أن نصيحتي لك في متابعتي معك يجب أن تكرر هنا كما هي: (أقدر ما يحدث لك ولا أستهين بصعوبة الأمر، ولكن الكي والبتر يكون أحياناً هو الدواء والمنقذ الوحيد لشفاء الإنسان واسترداد عافيته وإنقاذ من الموت وأنت أيضا لا حل في مشكلتك إلا إغلاق هذه الصفحة الآن من حياتك، وتحمل الآلام والأوجاع الآن أحسن بكثير من ألم الندم في الوقوع في المحظور لاحقاً).
يعني باختصار يا أختي هو يقول لك أنا عابث وأنت تقولين له تزوجني يا أخي، أو نحن نقول لك هو عابث وأنت تقولين هل أصبر على عابث؟
فكأنما تستلهمين المثل المصر نقول "ثور يقولون احلبوه"، ألا هل بلغت اللهم فاشهد، أتمنى أن تخبريني بأنك قطعت علاقتك تماما بذلك الشاب وأن يرزقك الله بخير منه، وإن لم تجدي ذلك ممكنا فإن عليك الاستعانة بمن تثقين فيه من أهلك أو بأقرب طبيب نفساني، وتابعيني بأخبارك.