بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أشكركم على هذه الصفحة المميزة والتي ساعدتني كثيرا في تحليل وفهم أمور كثيرة لم يكن لي قدرة على التعامل معها وأريد منكم أن تساعدوني في حل مشكلة أواجهها ولا أستطيع التغلب عليها وقد أثرت كثيرا في مسار حياتي.
المشكلة تتعلق بزوجي فقد تزوجنا قبل عام ونصف بدون معرفة سابقة وكان زواجا تقليديا وبعد الزواج كان هذا الرجل مثال الزوج الصالح فقد كان كريما حنونا عطوفا يقدرني ويحترمني وعنده كثير من صفات الرجولة التي تتمناها كل فتاة، "عمره عندما تزوجنا 36 وعمري 29 "، وقد رزقنا الله بطفلة جميلة عمرها 7 أشهر المهم مشكلتي مع زوجي تتلخص التالي اكتشفت أن زوجي يشاهد المحطات الإباحية على التلفاز والإنترنت ويمارس العادة السرية وقد أصابني هذا الموضوع بصدمة كبيرة إلا أنني امتصصت صدمتي وركضت إلى صفحتكم لأعرف ماذا علي أن أفعل من المشاكل المشابهة وقمت بالخطوات التالية:
كتبت له رسالة أخبره كم أنا أحبه وراغبة به وأعتذر له إن كنت قصرت في شيء بعد الولادة بسبب المسؤوليات الجديدة وأخبرته أن سهره لوحده على التلفاز أو الإنترنت يضايقني ويعطيني شعورا أنه لا يرغب بي ولا يريد أن نذهب معا إلى الفراش وطلبت منه أن يساعدني حتى نجد معا الوقت المناسب لنكون معا علما بأني أعمل من الصباح حتى الساعة الرابعة بعد الظهر.
وقد جائت هذه الطريقة بنتيجة إيجابية حيث أخبرني أنه لم يقصد ذلك وبدأ يساعدني في أعمال المنزل قليلا وشعرت أنه لفترة بسيطة ابتعد عن هذه الأمور
بدأت أهتم في نفسي أكثر وأتجاوب معه حتى وأنا في أكثر الأوقات إرهاقا لأني اعتبرت أن إنقاذ بيتي من الانهيار هو هدفي الآن.
حاولت بطريقة غير مباشرة أن أشاهد المحاضرات الدينية ونحن جالسين معا على التلفاز هذه الأمور ساعدت ولكن لفترة زمنية معينة وضعت كل جهدي في هذا الموضوع حتى أصابني الملل وللمرة الأولى منذ زواجنا أرفض معاشرته ولا أطيق أن يلمسني وأصبت باكتئاب شديد فأنا أعمل كل ما بجهدي لإنقاذ هذا البيت ماديا ونفسيا ومعنويا ولا أرى من جهته أي مجهود يبذله حتى أنني البارحة ذهبت للنوم وكنت في غاية الإرهاق ولم ياتي للنوم لأنه لا يشعر بالنعاس وأنا أعرف السبب الحقيقي فقلت في نفسي فليذهب إلى الجحيم وليشاهد ما يريد فقد مللت من كل شيء
وأفقت الساعة الثالثة صباحا لأرى أنه ما زال على التلفاز فذهبت وغيرت المحطة عندما أحس بي وأخبرني أنه كان يشاهد فلما المهم حاول أن يجامعني فلم أستطع وكنت كالتمثال وعندما انتهى خلد إلى النوم وأخذت أبكي من هذا البلاء الذي حل بعائلتي الصغيرة ولا أستطيع منعه أو مواجهته
وأنا الآن في العمل أكتب هذه الرسالة بعد أن شل تفكيري ولم أعد أستطيع التركيز في شيء والسؤال الذي يراودني الآن هل علي مواجهته بأني أعرف كل شيء أم علي الصمت ومحاولة حل الموضوع بدون مواجهة لأني أخاف إن واجهته أن يسقط قناع الحياء الذي يمنعة من المجاهرة بالموضوع.
المفارقة في الموضوع أنه البارحة رفض أن نشاهد التلفاز حتى يقرأ بعض السور من القران فقلت في قلبي الحمد لله اللهم ارفع عنا هذا البلاء حتى أفيق في الليل وأجد أنه يشاهد هذه المواقع الفاضحة.
*ملاحظة: لم يكن زوجي ملتزما عندما تزوجنا مع أنني فتاة ملتزمة والحمد لله وكانت هذة النقطة تنغصني حتى وضعت طفلتي فانقلب زوجي رأسا على عقب وبدأ بالصلاة بكل خشوع وعندما نكون في البيت يصر أن نصلي جماعة وقد توج ذلك في رمضان فالتزم بالصيام وصلاة التراويح وقيام الليل وقراءة القرآن وأخبرني أنه يريد أن يصلي الفجر في المسجد وهو الذي كان يفيق الساعة الثانية عشرة ولا يصلي ولا يصوم فحمدت الله حمدا كثيرا وقلت في نفسي أكثر من هذا لا أريد حتى بدأ في التراجع ووصلنا ثانية قريبا من نقطة الصفر علما بأنه لم يترك الصلاة وقد صام معي 4 أيام من أيام ذي الحجة قبل عيد الأضحى المبارك...
ما أريد قوله أنني أشعر أنه يحاول فينجح مرة ويفشل مرات وما يرعبني حقيقة هو الوصول إلى نقطة الصفر ثانية فيكون إصلاحه صعبا.
عمله: أستاذ تاريخ وجغرافيا، دبلوم، عملي: في مجال الأبحاث الطبية، ماجستير وأحضر للدكتوراه
أنتظر مشورتكم ورأيكم بفارغ الصبر وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه في نصح الناس وإرشادهم إلى أفضل الطرق للتعامل مع مشاكل الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
30/5/2025
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، كان الله في عونك فما تمرين به جد عصيب، وأحسب أنك أحسنت التصرف مع زوجك بشكل يدعو للإعجاب بتعقلك وترويك، ولكن ما يعذبك هو أنك تشعرين بالقلق والخوف وأحسب ذلك ناتجا ربما عن غياب بعض المفاهيم المطاطة والمعايير المزدوجة التي أصبحت تحكم حياتنا عن إدراكك، وسأشرح لك كيف.
لكنني أبدأ أولا بالإشادة بما تجب الإشادة به فأن يتحول زوج من البعد عن الالتزام قبل الزواج وفي بدايته، إلى الالتزام وصلاة الفجر في وقتها بعد زواجه، هذا يحمل كثيرا من المعاني الطيبة وإشارات مضيئة إلى إحساسه بنعمة الله عليه متمثلة في الزوجة التي ترضيه والذرية التي تسعده، كل هذا من الواضح أنه حاضر وفاعل في نفسية ومعرفيات ذلك الزوج ذي القدر العالي من الثقافة والرصافة والعلم، وفي نفس الوقت كنت أنت سريعة الانتباه إلى ما فسرته على أنه بسبب تقصير منك، وصححت ذلك التقصير قدر استطاعتك، فنجحت كثيرا وغالبا وأصابك الملل أحيانا لأنك اعتبرت نفسك مضطرة للقيام بدور المُقَوِّم لا فقط للأطفال وإنما أيضًا للزوج!
ما يحدث لكثيرين وأعنيه بوصف المفاهيم المطاطة والمعايير المزدوجة إنما يصب في موضع التناقض الذي أصبحنا نعيشه جميعا بلا استثناء في هذا الزمان، وإن يكن كلٌّ بقدر، فإذا كنت ترين من الغريب أن يحدث ما يشير إليه قولك: (المفارقة في الموضوع أنه البارحة رفض أن نشاهد التلفاز حتى يقرأ بعض السور من القرآن فقلت في قلبي الحمد لله الهم ارفع عنا هذا البلاء حتى أفيق في الليل وأجد أنه يشاهد هذه المواقع الفاضحة)، فإنني أقول لك مع الأسف ليس هذا غريبا!، بمعنى أنه لا يشترط أن يكونَ قد كذب عليك حين قال بأنه لا ينوي مشاهدة التلفاز الليلة لأنه سيقرأ بعض سور القرآن، وليس هناك ما يمنع من أن يكونَ فعلا قد قرأ القرآن، لأن هذا في ذاته لا ينفي إمكانية أن يقوم بعد ذلك بتشغيل التلفاز أو يدخل النت للبحث عن قنواتٍ أو مواقع إباحية!
فرغم التناقض الذي يبدو للناظر من خارج إلا أن الأمور على مستوى النفس البشرية ليس كذلك فهناك إلى جانب الرغبة في الصلاح والتقوى ميل إلى السوء أيضًا وهناك إلى جانب محاولة التقوي بذكر الله وقراءة القرآن هناك غواية الشيطان، وآثار الصور أو المادة الفيلمية التي يشاهدها الإنسان رجلا كان أو امرأة في القنوات الإباحية هي مسألة في غاية التركيب والتعقيد، ولا أود التطرق لهذا الآن، لكن من المهم يا أختي أن تتذكري نقطة في غاية الأهمية وهي أن فارقا يوجد بين محاولة إصلاح الابن أو الأخ الأصغر ومحاولة إصلاح الزوج.
وما يهم فعلا هو أن أنبهك إلى حقيقة مهمة هي أن من الصعب جدا على رجل في مثل مستوى زوجك العلمي والثقافي المعرفي أن تأخذه تلك المشاهدة بعيدا، فحقيقة الأمر هي أن مشاهدة المواد الإباحية وإن كان لها في بداية الأمر سطوة قوية إلا أنها سريعا ما تصيب المتابع بنوعٍ من الملل والضجر، وتزيد احتمالية وسرعة ذلك كلما كان الإنسان أقل تفاهة وأعمق فهما لحقيقة الحياة التي نعيش، وأما مكان الالتزام أو دوره في هذا الأمر فأحسبه بمثابة ما يجعل المرء أبعد من الوقوع في الذنب، وأقرب إلى سرعة التوبة إن وقع فيه.
ما أقصده هنا هو أنني أختلف معك في خوفك الذي عبرت عنه بقولك: (ما يرعبني حقيقة هو الوصول إلى نقطة الصفر ثانية فيكون إصلاحه صعبا)، لسبب بسيط هو أن ما يحدث في أسوأ الأحوال هو ما تقولينه أنت من أنه يحاول فينجح مرات ويفشل مرة ويستغفر ربه ويتوب بعدها... لكنه لن يسقط لنقطة الصفر مرةً أخرى، اطمئني ولا تيأسي من الدعاء له ولا تقصري فيما تعرفين أنه واجبك جزاك الله خيرا وهدى لك زوجك، وتابعينا بالأخبار.
واقرئي أيضًا:
زوجي والجنس على النت
بكامل رغبتي أقبل عليه... وهو يريد الإباحية
زوجي الخلوق يشاهد المواقع الإباحية
ماذا أفعل زوجي مدمن أفلام إباحية
أفلام إباحية بعد الزواج.... تصالح مع نفسك
الأفلام الإباحية: مشكلتك مع الزوجة!
إدمان المواقع الإباحية: هل له علاج؟