السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألجأ إليكم في مشكلتي وأنا كلي ثقة في أن مجرد كتابتي لكم ستريحني بغض النظر أوجدت الحل أم لا… أنا باختصار محـــــــــــــتار ضـــــــائع في أمري الذي سأرويه لكم… قد تكون مشكلتي معتادة بالنسبة لكم، ولكن كما تعلمون فإن من يرزح تحت الهم يرى نفسه الوحيد في هذا العالم……
ملاحظة: أود أن أقول إني مريض سابق بالوسواس القهري في الأفكار وكنت أسير على علاج سيبرالكس 10ملجم تحت إشراف الطبيب وتوقفت عن العلاج منذ سنة تقريبا لأني المفروض أني قد عوفيت وعدت لطبيعتي، وأنا طالب في كلية الطب وأفهم نفسي جيداً، هذا قد يساعدكم في فهمي أكثر…
وهاهي قصتي منذ البداية…. أناشاب طبيعتي خجولة نوعا ما ولا أحسن التصرف مع الجنس الآخر، أحس أني مرغوب من الجنس اللطيف فلدي الشكل المرغوب ربما والشخصية المحترمة التي لاتحبذ اللعب واستغلال الفتيات ككثير من الشباب، ولكن لا أملك موهبة التجاوب مع الفتيات وذلك لخجلي وإحجامي عن ذلك بحكم تربيتي –والحمدلله-، وليست لي تجارب سابقة مع الفتيات رغم أنه قد مضى علي 4سنوات في كلية الطب(المختلطة) ولم أكلم إحداهن بأكثر من (السلام عليكم-ممكن المحاضرة-الحتة دي مش فاهمها…) فقط،أي الضروري الضروري،وحتى الزمالة التي قد تكون عادية جداً مع الفتيات لم تكن عندي.
المهم والزبد الذي يهمكم هو التالي…هي فتاة من معارف العائلة وخارج كليتي، كننا نجتمع معهم كثيرا،كانت هذه الفتاة هي الوحيدة التي ربما جلس معها هذا الشاب الخجول الذي لا يعرف أن يقول كلمتين على بعضهم مع الجنس الآخر، المهم أعجبتني هذه الفتاة…لاأدري أأعجاب حقيقي أم كاذب؟ ألأنها الوحيدة التي جلست معها وكلمتها بأريحية؟؟
المهم أحسست بالميل تجاهها، ربما فقط لأنها التجربة الأولى مع الجنس اللطيف وقد يكون ميلا صادقا؟؟؟ لا أدري.ربما فقط لأنها الفرصة الوحيدة التي أتيحت لهذا المرتبك دائما لكي يتصرف فيها على راحته؟؟ طلبت إيميلها، لم أكن أفكر فيها بأكثر من إعجاب وأنها من معارفنا وكفى. قليلاً قليلاُ بدأ كلامنا على المسنجر، زاد شيئا فشيئا –وهو التطور الطبيعي الذي قرأته كثيراُ في موقعكم للكلام بين الشاب والفتاة-.
سافرت أنا إلى الجامعة عند بداية السنة الدراسية ولم أعد أرى الفتاة…اتصالنا كان فقط عن طريق المسنجر والكتابة عليه…وزاد الكلام أكثر فأكثر… كنت دائماً أخبرها أنني أعزها وأحترمها فقط لاغير ولاشيئ غير ذلك تجاهها، وكنت أكرر هذا مراراً وتكراراً معها –وربما هذا الذي أحجمها عن إيضاح مشاعرها لي-، كنت أكرره، نعم كنت خائفاً، هي تجربتي الأولى وأنا ابن ال21 من العمر-أي شاب ناضج يفترض-، لم أشأ أن أكون ضحية لإحدى القصص الغرامية الحزينة التي قرأتها على موقعكم، كنت أرى نفسي دائماً أكبر وأوعى من ذلك، لم أشأ أن أؤذيها معي بتجربة كاذبة لأني كنت أحس فعلاً بالخوف عليها وبكل جوارحي، ولهذا كان تكراري (معزة واحترام معزة واحترام )فقط فقط فقط.... زاد كلامي معها-تجربة أولى وجميلة لم أقاوم الاستمرار بها وأنا الغر الساذج بهذه الأمور-…
بدأت أتعلق بالحديث معها، أحبه أريده ولا أتحمل الانقطاع…. وهي ليست أمامي…لا أرى منها غير كلامها المكتوب (علاقة شات –قرأت من ذلك الكثير على موقعكم-) …. جاء الصيف التالي، ورأيتها، كانت المقابلات قليلة جداً، ولكن كانت عندي كالكنز وكنت أتمنى أن تطول المقابلة، لم أعاملها جيداً، لم أعرف شخصيتها عن قرب كمعرفتي بها جيداً على النت، استعضنا وقتها عن المقابلات القليلة بالكلام على الهاتف، نعم، وبالســـــاعات وأنا في إجازة الصيف، وزاد تعلقي بها كنتيجة طبيعية…
وكل مرة أكلم نفسي فأقول:"مجرد معزة معزة معزة لا أكثر"،وأكرر هذا لها أيضاً:"نحن كذا نحن كذا"، أحسست أنها كانت تتدايق من كلامي،ولكن أعود فأقول:"أحسن،هذا أفضل،لاأريد لي ولها أن نكون ضحايا تجارب فاشلة"….كان الخوف مرافقاً لي دائماً وإلى اليوم…مع أن الإيحاءات كانت تشير إلى أنها لا معزة ولا هم يحزنون وأنا أعترف ،وإنما أكبر من ذلك….سافرت مرة ثانية إلى الجامعة وزاد التعلق بعد الفراق-لا تلفون بعد اليوم-، وأحسست هذا منها…وعدنا إلى الشات….
المهم، لي الآن سنتين تقريباً منذ بداية كلامي معها،ولا تتطور سوى أن التعلق بالكلام معها يزيد….وهنا أعرض مشكلتي وحيرتي يا جماعة وهي كالتالي… أنا جاهز للخطبة والأمور ميسرة والحمدلله….ولكن، أنا لا أعرف نفسي هل أحبها فعلا أم لا؟؟…لا أعرف حقيقة مشاعري…لأنها ليس أمامي بل في بلد آخر-بل هي الفتاة الوحيدة التي أعرفها من بلدي وأنا المتغرب في بلد آخر للدراسة وأنا الذي عقد العزم على أن لا يتزوج إلا من بلده-…أمامي كلماتها على النت فقط…أنا مستعد للخطبة، والفتاة الوحيدة وأول فتاة كلمتها وملت لها في حياتي لا أعرف حقيقة مشاعري تجاهها…أخاف من كلمة (أحبها)،لاينطق بها لساني،أخشى التسرع….عندما تكون الأمور مستتبة بيني وبينها وكلامنا طبيعي ومعتاد أرى نفسي مرتاحاً وعال العال ومبسوط….عندما تتأخر أو تنشغل فإني أقلق، أريدها أريد كلامها… عندما تعود أعود أنا إلى وضعي المستتب وأقول عاااااادي الأمور عادية الفتاة عادية بالنسبة لك وليست شيئا مميزاً، المميز الذي تستحقه ينتظرك ولم يأت بعد.
وعندما يكون وضعي مستتباً أسأل نفسي:"هل تحبها فعلاً" فأجاوب:"لاأعرف،لالاهي مجرد معزة،لا ليس حباً ليست هي فتاة أحلامك،هذه فتاة تعلقت بها لأنها الأولى ومواصفاتك ليس كاملة بها"(تصوروا،أقول هذا الكلام لنفسي بعد سنة ونصف من الكلام معها والتعلق بها)….وكن عندما تقول لي جاء أحدهم كلمني في الجامعة ولمح لي بالخطبة –من باب أنها تقول لي كل ما يحصل معها-، أنا أجنّ وأهستر، وفي أحد المرات وبعد أن أقفلت معها بعد أن كلمتني عن أحدهم يكلمها دائما في الجامعة ويريدها،بكيييت،نعم بكيت يا جماعة أنا ابن ال22سنة الآن بكيت ،لم أتحمل بعدها عني….
وعندما تعود وتهتم بي مثل الأول يعود وضعي مستتباً وأعود لحيرتي… كلمت أمي، وأخبرتها بمشاعري علها توضح لي ما بي،أهو حب أم تعلق وهمي؟! جسست نبضها، سألتها عن رأيها بالفتاة، قالت لي أنها لا ترى عيباً بها ولكنها كانت تتمنى لي أجمل منها ومن عائلة أفضل، ولكنها اعترفت بأخلاقها وشخصيتها الجميلة، وكانت دائما تكرر لي نحن لا نعارضك وما تختاره نحنا جاهزين له، هذا زاد في حيرتي، قلت:"ربما ليست المناسبة لي، ربما ربما…هناك الأفضل الذي تستحقه".
هنا تسألونني فتقولون:"كيف هي نظرتك للفتاة فعلياُ؟؟"، أكرر هنا أنني جاهز للخطبة ولا ينقصني سوى مشاعر صادقة…. أجيبكم: "معجب بشخصيتها جداً،أميل لها قلبياً،لا أتحمل بعدها عني أبداً…"، "إذا مما أنت خائف يا بني؟؟" أجيب: "الفتاة بعيدة عني،ليست أمامي،لم أعاملها على الواقع، كيف آخذ قراراً مصيرياً كهذا وهيي ليست أمامي، كل ما أراه منها هو كلامها على النت، وصوتها في بعض الأحاديث التي تكلمناها على الهاتف في الصيف، أعرفها تماما من على النت وواضحة أمامي،ولكنني لم أستوضحها على الواقع، الفتاة لم يعهد عليها أحد كذباً أو تأليفاً ولكن الواقع غير النت، مقبولة لعائلتي، ولكن أمي وأحسب العائلة كلها يريدون لي الأجمل والأفضل نسباً وهذه الفتاة عادية بالنسبة لهم، خصوصاً أنني أكبر أحفاد العائلة وكلهم يعقدون عليي آمالا كبيرة، وأحس أنهم يريدون لي أفضل الأفضل،وفتاتي ليست أفضل الأفضل بصراحة….جمالها،أراها جميلة متوسطة الجمال،ولكن ليست بالجمال الذي كنت أرسمه في مخيلتي لفتاة أحلامي عندما كنت مراهقاً،بل ربما قد تكون فيها بعض الصفات الشكلية النقيضة لما أتمناه…"
لهذه الأسباب أنا خـــــائف،وخوفي هذا أحسه يربك البنت ويرددها وربما سيبعدها عني…أخاف أن أرى غيرها فأميل لهذه الجديدة(ذات الجمال الأخاذ التي ستريني إياها والدتي وذات العائلة الكريمة و و و ) فأفضلها على فتاتي هذه، وأكون بهذا قد أضررت بها…أخاف التسرع بقول "أحبك وسأخطبك"ومشاعري هذه بداخلي لا زالت متخبطة…لكن بنفس الوقت لا أحتمل بعدها عني أو أن أرها تهتم بغيري،ولو تأخرت قد تطير البنت وهنا سأكتئب حتماً… فكرت بجدية واستخرت ربي بأن أقول لها دعينا نتوقف فالأمور مبهمة بيننا وأنت لست أمامي وبنفس الوقت لا أريد أن أكون عائقا لك أمام مستقبلك، والله يكتب ما يريد والنصيب بيده، ولكني أحسه قراراً صعباً….وقد حصل أن عرضت عليها التوقف مسبقاً، ولكنها أجابتني جواباً أسكتني "لاداعي لذلك ، أليست معزة فقط؟؟-مرددة كلامي- أليست احترام فقط؟؟إذن فلماذا نتوقف؟"لم أجد رداً وأكملنا…
حصل أن توقفنا شهراً عن التواصل وذلك بإرادتي بسبب إحساس أنها لم تعد تهتم بشخصي مثل الأول(وعلى ما يبدو كان إحساساً خاطئا)وعدنا بعد ذلك أقوى من قبل وكلنا شوق للكلام سوياً…..ولكن هذه المرة التخبط عندي طفح بالكيل وأفكر جدياً بالتوقف حتى يأتيني الله باليقين، خائفاً من أن تنساني بسبب هذا التوقف….فلن تنتظر شخصاً لم يعدها بشيء وهناك من يعدها الأشياء… مــــاذا أفعل؟لا أعرف….أحبها؟؟ لا أعرف تريدها زوجة؟؟لا أعرف(خائف من أن تكون غير مناسبة لي أنا محط أنظار العائلة)….أميل لها؟؟نعم…تبعد عني؟؟لا أتحمل…أنا بسن الخطبة يا جماعة وأمي بدأت تضع في بالها فتيات لمستقبل ابنها الزاهر الواعد الطبيب…
ياترى هل أستطيع التفكير بإحداهن وأنا مع فتاتي هذه التي تعلقت بشخصيتا وكلامها ومرحها وكلها؟ ربما لو رأيت الجمال الذي كنت أحلم به؟ لا أدري…. ربما لو رأيت أفضل؟؟؟ لا أدري فلم أوضع بهذا الموقف مسبقاً… ما أدريه هو أني لا أعلم ما تكون هذه الفتاة بالنسبة لــــــــــي………..
عذراً للإطالة، ولكن عسى أن يكون جوابكم لي نوراً في أخذ قرار مصيري….
أرجو عدم نشر مشكلتي رجاءاً…
29/5/2025
رد المستشار
الابن العزيز أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين ونشكرك على ثقتك وثنائك، لعل أهم ما تدور عليه مشكلتك هو الفرق بين العشق والحب والإعجاب، وإن كنت أستشعر من ناحيتك حبا تجاه تلك الفتاة لكنه حب الموسوس المتردد الذي يخاف خوفا حقيقيا ليس فقط من اتخاذ قرار الارتباط وإنما من الاعتراف بالحب وهو ما يجعلني أشك كثيرا في وجود بعض صفات الشخصية القسرية فيك مثل النزوع إلى الكمالية والرغبة في حساب كل خطوة بدقة وكذلك الخوف الشديد من التعبير عن المشاعر الحميمة بحرية تجاه الآخرين، وليست هذه صفاتٍ سيئة في كل الأحوال بل إن التفريق بينها وبين صاحب الضمير اليقظ الحي قد يكون صعبا حتى أنني وصفته في إحدى إجاباتي بأنه شعرة فقلت: بين يقظة الضمير والشخصية القسرية شعرة، يعني ليس معني قولي هذا أن في الأمر مرضا بالضرورة ولكن تعال معا نفكر يا بني:
أنت تقول أنك كنت مريضا بالوسواس القهري ومع الأسف لم تذكر لنا أي تفاصيل عن أعراض الوسواس القهري تلك فهل كانت تتعلق مثلا بالتردد Indecisiveness والذي كثيرا ما يقف عائقا في طريق اتخاذ القرارات، وأحيانا يؤدي إلى تكرار الأفعال؟ أم كانت تتعلق بالأفكار الوسواسية الاجترارية Obsessive Ruminations، وهل تلقيت علاجا عقَّاريا فقط حسب ما جاء في إفادتك؟ أم أنك نجحت في الوصول إلى من يستطيع تقديم العلاج النفسي المعرفي لمريض الوسواس القهري؟ كل هذه أسئلة مهمة يا بني ولابد من الإجابة عليها لنكون قادرين أكثر على إرشادك كيف تتجه وماذا تفعل؟
أحسب أن اعتقادك واعتقاد بعض أعضاء أسرتك بأنك تستحق الأفضل وأنك لو خطوت خطوة تجاه قريبتك تلك ستكون ربما قد تسرعت وأن من الأفضل أن تنتظر ليس كل ذلك إلا مبررا لتغطية ترددك وأنا شخصيا لا أعرف كيف تقدرون الناس سواء أنت أو أفراد أسرتك ولا أدري ما هي المعايير التي لا تفي بها قريبتك تلك ولا مدى أهميتها بالنسبة لك لكن الواضح أنك تحتاج إلى تعديل كثير من المفاهيم ككثيرين من شبابنا اليوم.
كذلك فإن إشارتك إلى خجلك وعدم اعتيادك التعامل مع الفتيات لا يصلح تفسيرا لكل ما حدث من علاقة بينكما صحيح أن كل ما كان بينكما كان في حدود لكنه كان طويلا من الناحية الزمنية وأنت أكثر من قلق ومتردد وهي بالطبع في استغراب من حالك!
نصيحتي لك هي أن تناقش ذلك مع معالجك النفساني السلوكي المعرفي ليس لأنك مريض وسواس قهري وإن لم يكن ذلك احتمالا مستبعدا وإنما لأنك عاجزٌ عن اتخاذ القرار وغير ذي مناعة من التأثر بآراء الآخرين وكل هذا تحتاج فيه إلى معونة طبيب نفساني متخصص في العلاج المعرفي السلوكي، واعلم أن ذلك يجب أن يكونَ بسرعة لأن من الخطأ أن تعلق البنت بك ثم ببساطة تتخلى عنها وأنا طبعا أصدقك في أنك حاولت الابتعاد، ولكنك في كل مرة تفشل وهذا جزء من ثنائية الاندفاعية والوسوسة التي نجدها بشكل أو بآخر في مرضى الوسواس القهري.
إذن فاتخاذ القرار لابد أن تنجح أنت فيه وبسرعة وليس معنى ذلك مزيدا من الاندفاع في أي من الطريقين أن تكمل معها وتصارحها بحبك وتخطبها بما أنك جاهز وأهلك لن يمانعوا، ولا أن تقطع العلاقة ثم تندم بعد ذلك ولكن المهم هو أن تصل إلى فهم أعمق وأشمل لما تريده في شريكة حياتك وزوجتك وتقرر إذا ما كانت تلك الفتاة تصلح أم لا، وتذكر أن الزواج بمن تشعر أنت أنها أقل مما تستحق خطأ كبير في حقها وحقك، وأتمنى ألا يحدث، إذن تحرك في اتجاه من يستطيع مساعدتك وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
علاج التردد الوسواسي(1-2)
التردد… لماذا؟
كيفية الثقة بالنفس؟ وعدم التردد!