السلام عليكم
قبل 10سنوات تزوجت وسكنت عند أهلي فزوجي لم يكن مقتدرا على توفير سكن مستقل. بعد الزفاف حدثت مشاكل، حيث كنت جاهلة أنني يجب أن أستجيب له بدون مقدمات، وهو أيضا كان جاهلا جدا حتى إنه كان يجهل أمر الدورة الشهرية، فكنت أمكنه من الاستمتاع بي، ولكننا لم نستطع أن نكمله تماما. بالنسبة لي لم يعرف أحد من طرفي بما يحدث بيننا، ولكن يبدو أن أهله كانوا على علم بكل صغيرة وكبيرة.
في الأسبوع الثالث سافرت معه لقريته حيث يقيم والداه، ولم أحب اجتماعات النساء أو وضع الماكياج الصارخ على وجهي أو لبس الذهب المتكلف.. أمه لم يعجبها ذلك.. مرت الأيام وعرفت أنني لا بد من أن أصرف على نفسي، وبعد 8 شهور كنت في طريقي مع زوجي للقرية وقبل أن نصل أمرني بلبس الذهب، وكان حازما هذه المرة فعاندته فضربني حتى لبسته مرغمة وأكملنا طريقنا.
وبعدها حدثت مشاكل من هذا النوع.. سخافة وتنتهي بالضرب.. عندها بكيت بصوت عالٍ وعندما جاءت أمه لتهدئني فصرخت في وجهها.. ورجعت لمدينتي وأنا في أسوأ حال (كنت أعاني من وحم الحمل) وطيلة شهور الحمل كان لا يأتي إلا نادرا.
بعد الولادة اتصل يخيرني بين الجامعة وحياتي معه، فاخترت الجامعة، والحمد لله على كل شيء. بعد طلاقي بـ 9 سنوات تقدم لخطبتي مرة أخرى، برغم أن ولدي ليس مرتاحا مثل بقية الأولاد إلا أنني أخاف إن وافقت أن نكون جميعا في قبضة الجلاد.
فأرسلت له رسالة محتواها (لا أعرف عنك إلا الألم، فلماذا جئت؟) ولم يرد علي.. وبعد قلق وتعب نفسي نصحتني الزميلات بأن أكلمه مباشرة فكلمته هاتفيا فرحب بي أولا ثم أخبرني بأن عليّ أن أصبر معه وأعينه على الزمان.. (لم يوضح أكثر) اشترطت عليه السكن في مدينتي وأخبرته بأنني لا أريد أن أرى زوجته الأخرى، ويجب أن أكون بعيدة عنها، ولكنه لم يكن مقتنعا.
سألته الحماية والإكرام وألا يتطاول عليّ أحد وأنا في ذمته، ولكنه لم يجب. أخبرني أنه ليس مستعدا الآن للزواج فهو مشغول بمشروع ما، ولم يوضح أبدا (لقد تحسنت أوضاعه المالية مؤخرا، ولكن أشك أنه متورط بمسائل قانونية مالية، والله العالم) تضايقت كثيرا وقلت له إنه غامض وهذا لا يريحني، وإنني ما تحدثت معه إلا بنصيحة وإن الغرض هو الاستيضاح وللأسف لم أحصل على ما أريد من المكالمة الهاتفية. وأفادني بعد جهد جهيد بأنه لا يستطيع التحدث معي أكثر أو الرد على رسالتي لأننا الآن لا يحل لنا ذلك.
هل غموضه ذكاء رجولي أم سفاهة رأي وضعف منطق؟ لماذا لم يوضح؟ هل لا يستطيع التفوّه بكلمة حتى يأخذ الإذن من أهله؟ أم ماذا؟ هل حياتي معه ستكون مستقرة ومبنية على التقدير المتبادل أم العكس؟ أنا الآن على مشارف الـ30 وأخاف ألا أتزوج إذا رفضته، وأيضا بزواجي منه سنصل رحمنا المقطوعة من سنين، لكن حكاية (أعينه على الزمان) ما فهمتها.
من عيوبه القديمة: نقل الكلام وعدم المحافظة على الأسرار، وأخاف تكون ما زالت موجودة.. كيف أعرف أنه نضج؟ فأنا خائفة جدا أن أتعذب معه مرة ثانية، خائفة أن يكون ما زال بخيلا وأذوق المر، وصعب أن أطلق للمرة الثالثة، والله صعب.. وأحيانا أحنّ إليه.
أتمنى أن أعيش حياة مستقرة، وأريد أحدا يحبني ويقدرني، و"خائفة ما يكون لي نصيب إلا معه" (كما قال أبي).
أنتظر مشورتكم عاجلا، لأنه يجب أن أتخذ قراري سريعا، آسفة للإطالة، وجزاكم الله خيرا.
13/8/2025
رد المستشار
"ابنتي"، مشكلتك من نوع المشاكل الذي لا يبحث عنه أي مستشار، ففي حياتك كمية كبيرة من المتناقضات والتفاصيل المغيبة. فأنت لم تذكري في روايتك سوى أنك طلقت مرة واحدة، وإذا بك تذكرين بعدها طلقتين وتخافين الثالثة!! وفجأة تقولين إنه متزوج بأخرى دون أية مقدمات؟ تزوجت في العشرين جاهلة بكل معاني الزواج ومتطلباته وأفعاله وعلاقاته، لدرجة أن تقتربا أنت وزوجك من فعل محرم شرعا بنص قرآني صريح، ولما كان زوجك في مثل جهلك فقد كان يعود للأم أو الأخت يسألها، وهو ما اعتبرته أنت أنهم على علم بكل شيء. وأتصور يا ابنتي -وهذه شخصيته- أنه كان يحكي لهن من باب البحث عن النصح والإرشاد، وليس من باب حكاية الأسرار.
وهذا وضع غير طبيعي ومغلوط، من لا يستطيع الزواج فلا يتزوج، والاستطاعة معرفة وفهم وتقدير وتأهل، وليست مالا فقط.
لهم عاداتهم في القرية أو البلدة التي كنت فيها مع زوجك، وهي عادات عادية جدا يا ابنتي موجودة في كل القرى والبلاد الصغيرة.. المباهاة بالذهب أساس وطبع، وبدونه يصبح هناك اتهام معلق على رأس أي زوج أنه وأهله من الفقراء الذين لا يملكون ما يصيغون به عروسه، ولم أفهم ما الذي أغضبك وأحنقك إلى الدرجة التي تصرخين فيها في وجه حماتك.
أولم تعرفي ذلك حين تزوجته، وأنا لست أدري هل تزوجته أنت برغبتك، أي وافقت على الزواج منه، أم أجبرك أهلك على ذلك؟ حيث إنك لم توضحي هذا، وإن كنت أميل إلى موافقتك أنت بلا تدخل جبري من طرف أهلك، فها أنت تختارين الجامعة والطلاق بعد ذلك بمطلق حريتك.
أقول لك يا ابنتي أولم تعلمي أن هذه هي عادات ومقدسات هذا المجتمع العائلي الذي دخلت إليه؟!!
عموما، ما فات مات وانتهى، وسؤالك يتعلق باليوم.. مطلقة في الثلاثين ولديك طفل هو ابن ذلك الرجل وتلك العائلة.
أولا: لا تخافي من قلة فرص الزواج أو عدمه، فالزواج خصوصا رزق كتبه الله في السماء لا يقدمه ولا يؤخره إلا إرادته سبحانه وتعالى.
إذن نحاول أن نخرج من قفص الخوف الخاص بأن هذا الرجل هو محطة القطار الأخيرة، ما زلت صغيرة جدا وأمامك محطات أخرى بالتأكيد لو شاء المولى، وأقول لك ذلك فقط لنفكر بحكمة في القضية، وليس لنرفض العودة إلى والد طفلك.
ولقد أحسنت صنعا أن تحدثت إليه لتفهمي، ولكني أعيب عليك أن لعبت دور المتحري الذكي في تأويل وتحوير كل كلمة قالها، واضح أنه لم يكن قادرا على الحديث بوضوح معك أو باستفاضة، ربما لوجود زوجته الأخرى إلى جواره أو أمه، أو شخص آخر يحب ألا يطلعه على خططه المستقبلية.
لم تفهمي معنى أن تعينيه على الزمان، ولا أنا، فأنت لم تذكري شيئا عن مستواك المالي، ولا عن عملك، ولا عن مستواه المالي، وبالتالي هل يقصد أن تعينيه على الزمان ماليا، أم بصفتك زوجته الأولى التي أحبها وتزوجها وأنجب منها ولده البكر؟!
أعتقد أنه يجب أن تتحدثي معه مرة أخرى على شرط أن تتأكدي أن الظروف مناسبة، ولكن لا أنصحك أن تقومي بذلك وحدك، فأتصور أنه تقدم لخطبتك من أهلك فاطلبي منهم أن يدعوه لتجلسي معه وتحددا إطار التعامل الجديد بينكما، لا أتصور أنه سيرفض، فهو من قام بطلب يدك، وجلوسكما وسط أهلك ومحارمك يرفع عنه حرمة الخلوة معك.
فإذا تقابلتما فقومي معه بتحديد ما هو مقبول ومعقول لبيت جديد.. لو قبل كان خيرا، ولو وجدت استحالة حصولك على الأمان والاستقرار فاشكريه على طلبه وحافظي على علاقته الجيدة بابنه.
اقرئي أيضًا:
قرارا الطلاق: كيف أهيئ نفسي للطلاق؟
بين الانفصال والاستمرار.. هذه المعطيات ولك القرار
أفكر جديا في الطلاق! على مهلك لحظة!