السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ألقي التحية أولا عليكم جميعا، وأسأل الله أن أنتهي من الثانوية العامة سريعا؛ لأنني أتمنى أن أشارككم الثواب والأجر بأي صورة من الصور.
مشكلتي أعتقد أنها مشكلة العديد منا، فأنا أريد أن أجد لي حلا ليجعلني دائما في حالة ثورة وحماس تساعدني على العمل.
ولمزيد من الشرح: مثلا ما يجري حاليا في غزة وفي الأرض المقدسة التي تنسكب الدماء عليها كأنه غيث لا ينقطع يجعل كل من لديه النخوة الإنسانية يشعر بالضجر والثورة والإرادة لإنقاذ الموقف بأي صورة من الصور.
وحيث إنني على علم بأن السبيل الوحيد للمساعدة الآن إصلاح النفس والعمل على وجود أفراد يستحقون حمل كلمة مسلم - ويا رب اجعلنا منهم - لكن ما لاحظته أنه عندما تندلع الأوضاع هكذا يملأني الحماس للعمل ومحاولة إتقان كل شيء و.. و.. و.. ولكن عندما تهدأ الأمور أجد أن (ريما تعود لعادتها القديمة) وينطفئ الحماس والمثابرة رغم أن شيئا لم يحدث وحال الأمة لم ينصلح.
فما هو الحل لجعل العروق تنبض دائما بإحساس الغضب؟ أعلم أن الصحبة يقع عليها عامل كبير ومؤثر، ولكن ماذا عندما يتسلل هذا الشعور إلى جميع الأفراد؟
وهذا ما لاحظته في أخواتي في درسي الأسبوعي، وجدت أننا جميعا نحمل نفس إحساس الغضب نفسه، خاصة أننا لا ولن -على الأغلب- نرى الناتج لما نحاول فعله.. فما هو الحل؟
17/9/2025
رد المستشار
أختي الكريمة،
أتمنى لك التوفيق في امتحانات آخر العام، وأدعو الله لك بالتركيز والتحصيل؛ لأن النتيجة الطيبة في علامات الدراسة من شأنها أن تكون بداية جيدة لصيف من الجهاد المبارك الذي إليه تطمحين.
نعم يا أختي اشتعلنا، وما زلنا نشتعل غضبا، وصدَحنا وما زلنا نصدح غناء من أجل ما يحدث لأهلنا في فلسطين، فماذا بعد الغضب والغناء؟ وكيف نبقى على العهد لهذه القضية أوفياء؟
أولا- ينبغي أن نحتفي بالروح العالية التي سرت وبخاصة في أوساط الشباب، فهذه الروح دليل حي ومتجدد على أننا لم نمت بعد. ورغم أن الحماس لا يكفي كما تعرفين، والغضب وحده لا ينصر قضية ولا ينقذ شعبا، فإن الاحتفال بالميلاد يكون مناسبة للمراجعة الدائمة، والترشيد المتواصل.
ومن طبائع الأشياء أن الكائنات التي لا تكبر وتنمو وتتطور فإنها تموت أو تتآكل تدريجيا، وهكذا فإن روح الحياة إما أن تتدفق وتتصاعد وتنتشر أو تخبو وتخمد، والاستمرار أحيانا يكون أصعب من البدء.
ثانيا- من التدابير التي تعين على المواصلة أن تتحول مشاعرنا من مساحة رد الفعل المؤقت الذي يتصاعد مع اشتداد العسف والتقليل إلى مساحة البرامج المستمرة المنتظمة، ولا يحدث هذا إلا إذا أصبحت فلسطين بالنسبة لكل واحد أو واحدة فينا مسألة حياة أو موت، وكل منا، بل وكل إنسان سوي يحتاج إلى قضية يعيش من أجلها.
وقلت قبل ذلك مرارا إن الموت من أجل قضية قد لا يحتاج إلى أكثر من مجرد فورة حماس أو لحظة غضب، ولكن الحياة من أجل نفس القضية يحتاج إلى أكثر من هذا بكثير، وهذا هو ما نحتاجه فعلا.
والسؤال هو:
هل نحن مستعدون لتغيير حياتنا، وأنظمة عيشنا، وتفكيرنا وحركتنا طبقا لما تحتاجه منا القضية؟
هل نحن قادرون على استثمار كل دقيقة وقت، وكل طاقة جهد، وكل زفرة مشاعر، وكل إبداع عقل، وكل خطة مستقبل على المستوى الفردي قبل الجماعي من أجل خدمة هذه القضية؟
هل نحن منفتحون لاكتساب المهارات، واستخدام الوسائل وتنفيذ كل ما تحتاجه المواجهة الممتدة العميقة بيننا وبين الصهاينة؟
هذه بعض أسئلة المرحلة، وبدون الإجابة عليها بنعم - فعلا لا قولا - سنبقى بعيدين عن النصر رغم أننا قد نتحدث عنه، أو نرى وميض بعض إشاراته تلوح مثل الشهب اللامعة في ظلمة سماء حالكة تبرق ثم تهوي وتنطفئ.
ثالثا- أعرض لك بعض الاتجاهات والنماذج والأمثلة لتطوير البدايات التي رأيناها في ربيع فلسطين لعلنا نستطيع تطويرها هي وغيرها لتكون واحتنا في الصيف ودفء حياتنا في برد الشتاء.
- تطوير المقاطعة:
من أهم الإبداعات التي انتشرت وتستمر حتى الآن بنجاح معقول.... فكرة المقاطعة، وهذه النبتة المباركة تنمو وتزدهر ولكنها مثل أي زرع إن لم يجد من يرويه ويذود عن حياضه الحشائش الطفيلية الضارة، ويكفل له أسباب الثبات في الأراضي والارتفاع إلى عنان السماء فإن هذه النبتة ستكون مهددة بأخطار كثيرة.
نحتاج من أجل تلافيها إلى خطوات تدقيق وتحقيق يوفر المعلومات الصحيحة عن المنتجات والجهات الأولى بالمقاطعة والنتائج التي تحققت بالفعل، وقد يقترح التركيز على جهات أو منتجات بعينها لما تحمله من قيمة رمزية أو ثقافية أو انحياز عملي صارخ للعدو.
وفي هذه المساحة لا يليق ولا ينجح أن نترك المسألة للأقوال المرسلة أو اجتهادات الأفراد المتحمسين دون معلومات.
الشائعات والمعلومات الخاطئة تصيب هذه الحملة في مقتل، وتؤدي إلى تبديد كل نجاح حققته، وأي عمل حسن النية يتم بدون دراسة ومعرفة للحقائق الصحيحة ما يلبث أن ينقلب إلى عبث، يبتعد عنه العقلاء بعد حين.
ولقد رأيت نماذج قليلة، ولكنها تستحق الإشادة في مسألة تدقيق المعلومات، ومطلوب بشدة أن يكون هذا هو نهجنا المستمر بتعميق البحث والاستقصاء وعدم نقل معلومة إلا بمعرفة مصدرها.
ولا ينفصل عن هذا أن فكرة المقاطعة تحتاج إلى تطوير في فلسفتها ونطاقها وامتداداتها، ولن يكون هذا إلا بحوار يتجاوز البديهيات التي ما زال الحوار يجري حولها حتى الآن من قبيل:
هل المقاطعة حق للناس أم دور للدولة؟
هل كل مقاطعة هي بالضرورة مفيدة أم ضارة؟.... إلخ.
ولكن نحتاج إلى طرح أسئلة من قبيل: لماذا نقاطع وكيف؟
البعض مثلا يتجاوز فكرة مقاطعة المنتج لأنه أمريكي إلى مقاطعة كل ما هو استهلاكي يزيد عن الضرورة الأساسية للحياة مهما كانت جنسية هذا المنتج الاستهلاكي، ويتحدث هذا البعض عن تغيير نمط الحياة ليكون أكثر جدية وأقل مادية، وأن ذلك ينبغي أن يكون الهدف الأول للمقاطعة.
وهذا المفهوم من شأنه أن يدخل بعض التعديلات على أجندة حركة المقاطعة ومقاصدها. وآخرون يرونه لازما أن نربط بين مقاطعة الأجنبي، وتشجيع المنتج الوطني والعربي والإسلامي.
ويمتد آخرون بفكرة التشجيع لتصل إلى التطوير والتحسين؛ حيث يشارك المستهلك في المراقبة على جودة السلعة والسعي لدى كل المعنيين بتجويدها، والتعاون معهم في أهدافهم ثم المساهمة في الترويج لهذا المنتج محليا وإقليميا ودوليا ليصبح لدينا اقتصاد قومي بحجم يفرض على الآخرين وضعه في الحسبان.
والمقاطعة في حقيقتها تدخل بنا إلى تخوم عالم الاقتصاد ومفاهيمه والتنمية وبرامجها، ولا يمكن أن تنجح حركة المقاطعة دون إلمام معقول بتضاريس هذا العالم والمشاركة في إعادة صياغته على بصيرة من معلومة صحيحة، وفكرة صائبة سليمة، وإبداع في استثمار الروح المبادرة العظيمة في الاتجاه الصحيح.
وكم عانينا من انحراف المشاعر النبيلة والنوايا الحسنة لتكون مدخلا إلى كوارث جسيمة، أو على الأقل أوهام كبيرة بعد حين.
وينقلني هذا إلى إشارة بسيطة وسريعة إلى غياب تواصل الأجيال والأطر، فيمكنك أن تشاهدي بوضوح جموح جماهير عريضة من الطلاب والطالبات ليس لديهم أدنى فكرة عن كيف يكون التظاهر السليم مؤثرا... ولا كيف يمكن صياغة مطالب؟ أو حتى هتافات ذات معنى وجرْس يتناقله الناس ويتبنونه.
ويمكنك أن تشاهدي أحزابا وجماعات ولجانا وفعاليات قد تكرر الجهد وقد تتضارب في عملها بحثا عن مجدٍ شخصي أو مكسبٍ محدود لصالح الجهة، ولو على حساب وعي الناس، ولو على حساب حقيقة الأمور، ولو على حساب القضية نفسها.
والشباب يقف بين هذا وذاك لا يعرف الغثّ من السمين ولا الادعاءات من الحقائق، وتتشابه عليه اللافتات والوجوه، فليست لديه خبرة سابقة يميز بها الخبيث من الطيب.
والكبار في أطرهم الضيقة يتحركون أو في أبراجهم العاجية يتكلمون.
وكل هذا وذاك يحتاج إلى مصارحة ومراجعة وتسديد حتى لا يشعر الشباب في لحظة بطول الطريق، وأخطر من ذلك أن يحس بالغموض أو عدم الجدوى وانعدام الفائدة.
ودون التقليل من مسؤولية الكبار أرى أن الشباب يحتاج إلى وقفة تسديد وتعميق لوعيه بتضاريس أرض المواجهة، وهنا لا تكفي الحماسة أبدا في فهم حقائق الأشياء والأشخاص، وحساب المواقف، والمكاسب والخسائر.
- الدبلوماسية الشعبية:
الاكتشاف المتأخر أفضل بالطبع من استمرار التجاهل أو الجهل، وفي غضون الأحداث الأخيرة تجمعت لدينا مجموعة من الاكتشافات التي بدت للبعض جديدة ولافتة رغم أنها حقائق ثابتة منذ عقود، ولكن ألم أقل لك إن الحماسة أحيانا تُعمي العيون وتُصم الآذان فلا يرى الإنسان ولا يسمع غير صورته الداخلية وصوته هو فقط حين يحدث نفسه؟
اكتشفنا أخيرا - مثلا - أننا في الحقيقة إنما نخاطب أنفسنا بالإعلام الموجه إلى الداخل ورسائل الإنترنت المتبادلة بين مجموعات الأصدقاء والقوائم المطولة من المعارف والأقارب والزملاء العرب، فبدا المشهد مضحكا من شدة تناقضه وخبله.
فما قيمة أن أرسل صورا تكشف عن الجريمة البشعة التي جرت في جنين مثلا إلى صديق أو عدة أصدقاء هم أصلا غارقون في طوفان الصور الدامية، والمعلومات الصادمة عن مذبحة جنين وغيرها؟
المهم.. بدأ البعض يستيقظ، ويقول إن علينا الصراخ أو الحوار في الاتجاه الصحيح وفي المساحة الفارغة إلا من أكاذيب الصهاينة يقلبون بها الحقائق، وما زالت جهودنا في هذا الميدان بدائية للغاية.... ولكنها بداية تبقى مهمة على خلفية اكتشاف متأخر جدا، ولكنه - مرة أخرى - أفضل على أي حال من استمرار الجهل.
واكتشفنا أيضا - ويا للهول - أن للحق والعدالة والحرية أنصارا في العالم من غير العرب والمسلمين، وأن الحقيقة التي كنا نعتقدها وترسخت لدينا عن عالم يقف ضدنا على قلب رجل واحد... لم تكن سوى أسطورة كاذبة لا أساس لها، وأننا ضحية لجهلنا بالعالم بأكثر مما نحن ضحية لعداوته لنا، والجاهل في الحقيقة أكبر عدو لنفسه.
رأينا من أقطار عدة رجالا ونساء يتظاهرون من أجل فلسطين وهم مستعدون لما هو أكثر، مثل أن يكونوا دروعا بشرية بأجسامهم في مواجهة الظلم والوحشية الصهيونية، وفي الوقت الذي عجزنا فيه نحن عن اختراق الحصار المضروب حول جنين أو حول عرفات نجحوا هم بهوياتهم الزرقاء والحمراء وبشرتهم البيضاء وعيونهم الملونة من النفاذ هنا وهناك، وخاف الصهاينة من وجودهم؛ لأنهم شهود محايدون وهدف صعب لرصاصه وطائراته، وضاق ذرعا بهم ومع ذلك كان مضطرا للتعامل معهم بحرص وحذر، وما زال يتمنى أن ينسحبوا لتعود التقسيمة التي يريد للعالم أن يظل على اعتقادها: إسرائيل البريئة المسالمة تدافع عن نفسها وسط محيط واسع من ألف مليون مسلم يهتفون من موريتانيا إلى جاكرتا: الويل لليهود والموت لإسرائيل.
ومثل هؤلاء الذين يدافعون عنا آلاف، بل ربما ملايين، من الأنصار المحتملين.... لكنهم لن يكونوا كذلك ونحن لا نخاطبهم، بل لا نراهم، ومصرون - ما زلنا - على أن العالم كله ضدنا وأن معركتنا هي مع هذا العالم الذي ضدنا، ويتطوع البعض بخبل شديد مختلط بحسن نية مؤكدة ليساعد في تصوير الأمر على النحو الذي يريده الصهاينة تماما، والجاهل مرة أخرى هو أشد أعداء نفسه.
هذه الاكتشافات العبقرية المتأخرة تحتاج إلى استثمار فوري واسع فيما يمكن تسميته الدبلوماسية الشعبية، وكذلك في مجال: حوار الأديان، وهي ببساطة أن يتحول كل واحد فينا إلى جهاز إعلام ودعاية، وتوعية ومواجهة في بحر الأكاذيب التي تروجها إسرائيل هناك في كل العالم، وليس هنا بين المعارف والأصدقاء وكل محفل، أو مؤتمر أو مؤسسة أو مناسبة.
هي فرصة لفضح هؤلاء الفجار في البهتان الذي بدأ يتزعزع، ولكنه يحتاج إلى جهد أكبر ونفس أطول لنخلعه من أساسه وننشر صفحة الحقيقة بدلا منه.
ونقطة البدء في برنامج الدبلوماسية الشعبية أن نكف عن الخبل والعمى في فهم العالم وإدراكه والتعامل معه، وأن تكون لدينا المعلومة الصحيحة عن تاريخ القضية وواقعها والأسلوب السليم المناسب لمخاطبة كل أحد باللسان الذي يفهمه.
- بناء الجيل الجديد:
كل هذا الجهل والعجز وغياب القدرة على الفعل، ومهارات التحريك والتنفيذ ناتج عن غياب الإعداد السليم الذي كان من المفروض أن نحصل عليه في الأسرة وفي المدرسة وفي الإعلام وغير ذلك، وكما ينبغي أن نسجل كلنا في فصول "محو أمية الكبار" لنتجاوز هذا القصور، فإن علينا أن نسلك نهجا آخر مع الأجيال التي تنشأ اليوم أطفالا، وقد سرت بينهم روح طيبة رائعة تحتاج هي الأخرى إلى استثمار ينميها بدلا من أن يقتصر الأمر على شتيمة اليهود بألفاظ بذيئة؛ لأن هذه الشتيمة في الحقيقة ليست سوى "قلة أدب" و"تنفيس غضب"، ونحن نريد لصغارنا غير ذلك.
نريد لهم أن يعرفوا أين تقع فلسطين، وتاريخ شعبها وقضيتها، وأن يعرفوا أن صراعنا مع اليهود إنما هو مواجهة حضارية شاملة، والانتصار فيها لن يكون إلا إذا اجتهدنا في تحصيل العلم والدرس، والمنافسة في كل الميادين، فهي معركة بالعقل والتخطيط والبحث والعلم المدني والعسكري قبل أن تكون معركة بالصاروخ والبندقية، فهي معركة إعداد الإنسان الذي يحمل السلاح، والمجتمع الذي يساند هذه المعركة ويستمر فيها.
ونحتاج إلى أن نتعلم نحن الكبار هذه المعاني لنعلمها لأولادنا بالتبسيط اللازم والمتابعة المستمرة.
نريد لصغارنا أن يتعلموا حياة الجِد؛ فقد قتلنا الترف العقلي، والفراغ الذهني. واللهو النافع ليس نقيضا للجدية، بل هو من أهم روافدها.
وهذه المعادلة المتوازنة تحتاج منا إلى إبداع يومي في أن نتعلم كيف نلتمس طريقا في الحياة يسمو بأرواحنا إيمانا وربانية وأدبا وفنا راقيا لنصبح إلى حياة الإنسان أقرب من حياة الأنعام التي نعيشها حاليا.
وينبغي أن نتعلم ونعلّم صغارنا التمييز - مثلا - بين إيمان الصوامع والكهوف، الإيمان الذي يدفع صاحبه فقط إلى الخلاص الفردي الأخروي، والإيمان الإيجابي الذي لا يرى خلاصا في الآخرة إلا عبر الجهاد في الدنيا وعمارتها.... كيف نميز ونعلم الفارق بين الفن الراقي المحترم، الذي شاهدنا بعضه مؤخرا وبين منتجات الغثاء التي تصبها في الآذان والبيوت شاشات التلفاز، وغيرها من الشاشات والسماعات.
نريد أن نتعلم وإياهم الحياة الحرة الكريمة المتحضرة الراقية السليمة التي تليق بالمسلم وتليق بكل إنسان سويّ.
ويستدعي هذا وذاك أن نتعلم نحن هذه المعاني الغائبة عن أغلبنا عمليا، وعن بعضنا تغيب حتى نظريا، وعلينا أن نحدد جسور التواصل أو نبنيها بيننا وبينهم، فنحن لا نسمعهم وهم لا يسمعون منا سوى الأوامر والانتقادات.
أختي، أطلت عليك والحديث يطول أكثر لو تركت للقلم العنان.
حسبي أنني أردت أن أقول لك إن الروح الجميلة التي رأيناها وعشناها يمكن أن تستمر وتتطور، ولكنها لن تفعل ذلك تلقائيا أو بتسخين الإعلام وتبريده للقضية كما حدث، إنما يمكن أن نرى منها عجبا إذا فهمناها بأسرارها واجتهدنا في حمايتها من أخطاء سلوكنا، وسوء تقديرنا وإدراكنا للصديق قبل العدو.
وهي مسألة ليست مستحيلة لكنها أيضا ليست سهلة ببساطة أحاديث المجالس، وبراءة المشاعر، ولغو الكلمات المرسلة التي هي معالم حياتنا اليومية.
فهل لدينا النية الصادقة والعزم والقدرة التي هي معالم حياتنا اليومية؟
وهل لدينا النية الصادقة والعزم والقدرة على تغيير هذا النمط وطي هذه الصفحة ونشر غيرها؟
واقرأ أيضًا:
الحب بالتنقيط: هكذا فعلت فلسطين ببعضنا
حتى لا تضيع فلسطين مرتين!
بدائيون لم نزل: دعم الصمود الفلسطيني!
نحبها وتكرهنا : فلسطين.. آمال وآلام
لفحات يوليو.. صمت الحملان أم صيف الشجعان
من ضحايا الانتفاضة: فلسطيني في الشتات!
دماغي محتاجة تجميع: ثمن الصمود الفلسطيني!