وسواس الكفرية: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها! م
الوسوسة في الكفر، المتعمد هل يكفر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحياتي للدكتور وائل وجميع القائمين على هذا الموقع أنا كنت أعاني من وسواس شديد بلغ أشده في الشهر الخامس من هذه السنة، فزهدت بالحياة وتمنيت الموت، ولكن الله تعالى من علي وأصبحت أتحسن والآن بقي عندي قضية وهي الوسوسة بالكفر هل إذا تعمد استحضار تلك الخواطر يكفر لأني قرأت للإمام النووي في كتابه الأذكار ما نصه:
فأما الخواطر، وحديث النفس، إذا لم يستقرَّ ويستمرّ عليه صاحبُه فمعفوٌ عنه باتفاق العلماء، لأنه لا اختيارَ له في وقوعه، ولا طريقَ له إلى الانفكاك عنه.
١٠٥٢ -وهذا هو المراد بما ثبتَ في الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي ما حَدَّثَتْ بِهِ أنْفُسَها ما لَمْ تَتَكَلَّم بِهِ أوْ تَعْمَلْ" (٣) . قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقرّ. قالوا: وسواءٌ كان ذلك الخاطِرُ غِيبة أو كفراً أو غيرَه، فمن خطرَ له الكفرُ مجرّد خَطَرٍ من غير تعمّدٍ لتحصيله، ثم صَرفه في الحال، فليس بكافر، ولا شيء عليه.
فلاحظ قوله "من غير تعمد لتحصيله" فأنا مقر بأن الذي جائه خاطر كفري بدون دخل منه فهو معافى لكن أنا أحيانا أتعمد تحصيل الخاطر الكفري، بل وحفظه في ذاكرتي لكي أتوب عنه
أعرف أنك سوف تقول يا دكتور إني لست أنا من يحضر هذه الخواطر وأن الشيطان يحاول أن يلقي باللوم علي ويقول لي أنت تفكر بهذه الأقوال متعمدا.... ولكن سؤالي يا دكتور لنفترض تنزلا أنها مني عامدا فهل أكفر؟
إذ أن الإمام النووي نقل عن العلماء قولهم "من غير تعمد لتحصيله" وأنا أخشى أني أحيانا أتعمد
آسف على الإطالة ورفع الله قدركم
22/9/2025
رد المستشار
الابن المتابع الفاضل "أحمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
بالنسبة لما قاله الإمام النووي فإنما يقصد به الشخص صحيح العقل وليس مريض الوسواس القهري، وكذلك حديث سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام -والذي ورد أعلاه- مثلما كلام العلماء في شرح ذلك الحديث.
بالنسبة لمريض الوسواس القهري لا وجود لإرادة كاملة الحرية ولا لقدرة على استحضار النية ولا على التيقن من شيء من دواخله فهو ما دام تعلق الأمر بموضوعٍ يوسوس فيه يظل معرضا للشك في كل ما يحاول التيقن منه، ولتفهم ذلك جيدا مشروحا بشكل علمي يمكنك العودة إلى مقالاتنا الثلاث عن: الوسواس القهري: الشك وعمه الدواخل (1-3)
تقول (أنا أحيانا أتعمد تحصيل الخاطر الكفري، بل وحفظه في ذاكرتي لكي أتوب عنه) فأما الثانية فتذكر يا "أحمد" ما قلته لك في متابعتي معك (معنى ذلك يا ولدي أنك لا تجب عليك التوبة من الوساوس و/أو القهور مهما كان ما حدث وبغض النظر عن المدة).... وشرحنا السبب قبلها، كما أشرنا إلى أهمية الانتباه للفرق بين ما ورد في كتب العلم من أحكام وآراء شرعية تتعلق بأصحاء العقل وما ننصح به مريض الوسواس القهري.
أخيرا سأضع لك بعض ارتباطات ترى فيها رأينا في موضوع تعمد التفكير في الكفر أو استحضار أو استجلاب الوساوس الكفرية بتفصيل أكثر، وسترى أننا في العلاج السلوكي المعرفي إنما نطلب م المريض أن يستفز لوساوس لتحدث بفعل ما -أو التواجد في المكان الذي- يستثير حدوث تلك الوساوس وليس هذا استجلابا ولا استحضارا بقدر ما هو استتفاه لها ولمصدرها وتطبيقا لطريقة الت.م.ا في العلاج يعتبر هذا هو التدريب الأهم في مناجزة هذا النوع من الوساوس.
اقرأ على مجانين:
وسواس الكفرية: استجلاب الوسواس وحسام المحتاس!
وسواس الكفرية: استجلاب الوسواس حرام أم حلال؟
وسواس الكفرية: استدعاء الوسواس حرام أم حلال؟ م
وسواس الكفرية: التعمد والاستهزاء والنية!
وسواس الكفرية: لا إرادة ولا تعمد ولا نية!
أخيرا تذكر ما نصحناك به في أول رد لنا عليك منذ أكثر من شهرين (ابحث عن التشخيص الكامل والعلاج المتكامل لحالتك المرضية، في أقرب مكان يقدم خدمات الصحة النفسية)
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.