التحرش بالأطفال ... إلى أين يأخذنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيكم على الاهتمام والرد على سؤالي واستشارتي، وأنا صاحب السؤال المتحرش بالأطفال، فاخترت أن أوضح لكم بعض الأمور وبعض المستجدات وجزاكم الله خيرا.
أما قولي أني خارق الذكاء، فصحيح بل أنا خارق الغباء، كما قلتم، ولكني قصدت ميدانا آخر، فأنا في حياتي العلمية من أحسن التلاميذ، وقلما أتعرض لمشكلة الآن في كل الميادين إلا وحللتها والحمد لله، أعني مشكلة في ميدان العمل، فمثلا إذا كنت لا أحسن صنعة من الصنائع، أستطيع أن أكون حاذقا فيها عدا مدة قصيرة جدا من التكوين والتعلم وأستطيع استيعاب أمور في أيام لا يستوعبها غيري في سنوات، صدقوني أنا لا أكذب.
وإذا أردتم المناقشة وتحليل الشخصية - إن كان هذا يهمكم بالطبع - فأنا متشرف بتلقي رسائلك. أما من الناحية الدينية فحقيقة إيماني ضعيف جدا لم أخبركم بكل شيء وإنما استعظمت هذا الذنب لأني أحسست أني حطمت حياة هذين الولدين، أما الذنوب بيني وبين الله عز وجل فأطمع أن يغفرها ربي لي.
فلم أحدثكم عن إدمان النظر إلى المردان والنساء على السواء، والعادة السرية الخبيثة ... لا لأن هذا الأمر لا يهمني بل أنا أجتهد في التوبة من كل ذلك، وإنما ظهرت لي هذه الأمور صغيرة أمام ما فعلت مع هذين البريئين، وقد بعثت سؤالي الذي تفضلتم بالإجابة عنه إلى عدة هيئات دينية ونفسية وقد جاءت الأجوبة متقاربة.
وقد كان سؤالي أساسا هو هل أكلم هذين الطفلين، وقد ظللت مدة من الوقت أنتظر الجواب منكم ومن غيركم لكن طال الوقت قبل أن أتلقى أي إجابة (والآن قد تلقيتها من عدة هيئات) فقد استخرت الله في كلامهما وأقدمت على ما يأتي (وقد يفيدكم ما سأذكره في تحليل شخصية الأطفال المتحرش بهم):
أردت أن أحضرهما إلى المكان الذي ارتكبت ذلك فيه - دون علم الواحد بالآخر طبعا - حتى يعيد الثقة بنفسه:
أما الأول فإنه رفض أن يأتي، بالطبع قلت له تعالى أخبرك بشيء، فلم يقبل وظل مدة يتهرب، ويقول غدا أتي ثم لا يأتي وغضبت عليه لكني صبرت ودعوت الله أن يأتي ثم في يوم من الأيام أقنعته وأنه إذا جاء لن يندم وأخبرته وحلفت له أني لن أعيد معه ما فعلت، فعلمت أنه أصيب بصدمة من ذلك المكان، فأردت رفع الصدمة عنه.
ولما جاء دخل وهو يرتعد - لاحظ- فلاحظت ذلك ولم أفاتحه في الموضوع حتى جلس قليلا واسترجع بعض الثقة فيَّ وفي نفسه ثم أخبرته بأن ما فعلته معه حرام - وكان هذا يعلم بالأمر أنه حرام حيث أنه أنضج من الآخر- وطلبت منه السماح، فكنت أكلمه وهو يرتعد وقلبه ينبض بقوة فعلمت أنني قمت بكارثة وظلم عظيم.
ثم سكنته قليلا وأفهمته أنه لا يجوز له أن يترك أحدا يفعل له ذلك أو يلامسه أو يختلي به، وقد كنت قبل ذلك أحذرهم من مخالطة الكبار. فاقتنع وتحسن حاله بعد ذلك في الحلقة وصار يزورني بعد ذلك أحيانا قليلا مع الأولاد الآخرين طبعا إذ لم أعد أختلي بولد واحد، وإنما إذا جاؤوا في جماعة لم أتمكن من فعل شيء وهذا لتفويت الفرصة على الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.
كما أني فعلت ما أشرتم إليه قبل قراءتي لجوابكم بارك الله فيكم، ففي كل فرصة في الحال أذكر شروط التوبة وأنه من الممكن أن يخطئ أي أحد مهما كان صلاحه لكن المهم هو التوبة ورد المظالم.
أما الثاني المسكين فهو الذي فعلتها معه أكثر، ولكن الظاهر أنه صدم منها، ولم يعد إلى ما كان عليه من النشاط، فقد كان هذا هو أحسن التلاميذ، (كما أن الأول خارق للذكاء لست أبالغ)، فقد عملت مع هذا الثاني كما عملت مع الأول لكن هذا لم يمانع بل أتى إلي بعد أول أو ثاني دعوة، ولما أخبرته وطلبت منه السماح، الظاهر أنه لم يكن يعلم أن هذا حرام الخ وهو في نفس سن الأول، أو لعله عرف ذلك وأخفاه عني.
لكن بعد أن كلمته لم يعد إلى ما كان من المحافظة على الحلقة والاجتهاد بل صار لا يصلي أحيانا كثيرة وأنا عنفته أحيانا لكن أنا أستعمل معه اللين الآن - لأصلح ما أفسدت - فقد أخبرته أنه إن شاء حضر أو غاب أو حفظ أو لم يحفظ، وأكلمه من حين لآخر في الرجوع إلى ما كان عليه...
كما أني أتودد إليهما أحيانا ببعض الهدايا وبعض المال، أخبركم أنني كنت قبل ما حدث أشترط عليه لأعطيه المال أن يجلس في حجري أو ينام معي - وهذا هو "حصان طروادة" بالنسبة للمتحرشين الخبثاء مثلي كما تعلمون ذلك جيدا - وأحيانا كنت أقول لأحدهم تعالى إلى البيت غدا وأعطيك هدية أو مالا وأنوي في نفسي أنه إذا جاء أعطيه الهدية دون أن أطلب منه شيء - وهذا هو الغباء والحمق الحقيقيين- ولكن لما يأتي أصبر قليلا ثم أسقط في الفتنة، فأعاود ثم أنوي أن أتوب وأرجع حتى وقع ما وقع.
ولكني الآن أعطيهم الهدايا دون أن يأتوني أو أشترط عليهما شيئا وهذا يفرحهما كثيرا، ولم أعد آخذ أحدهم إلى البيت على انفراد والحمد لله، حتى أنا تحسنت حالتي النفسية وكما سيأتي.
ووصفكم بأن تصرفي غريب فصحيح، أنا لست شاذا بأتم معنى الكلمة بمعنى عدم الميل إلى النساء، بل أنا أميل إلى النساء والأطفال، وليس الرجال، فالميل للنساء ظاهر وأنا أحمد الله أني لا زلت أميل إليهن وعازم على الزواج بمجرد القدرة عليه، أما الصبيان فلا أدري كيف أصبحت أميل إليهم لكني أخبركم أني كانت لي علاقات متعددة مع أحد زملائي في المدرسة منذ الصغر لا أدري كيف تعلمناها، كنا نمارس اللواط بالكامل مرات عديدة لكني تركت هذا لما كبرت في سن المراهقة، ثم لا أدري كيف صرت أحب المردان. وعلى ففي عدة مرات يأتيني هذا الولد أو ذلك وتأخذني الشهوة ففي الأحيان التي عملت فيها العادة السرية خفية عن الولد طبعا، لم ألمسه، وتركته يرجع إلى البيت سالما ولكن أحيانا تغلبني نفسي والشيطان بأن إفراغها بالاحتكاك مع الولد ألذ. لكني لا زلت مصرا على الزواج.
وقولكم عمل إضافي، فإني أدرس هؤلاء الأولاد مجانا في المسجد وليس في المدرسة، وكنت لما ابتدأت تدريسهم أول مرة ما أردت ذلك إلا لله - والله شاهد- لم أتظاهر بحب القرآن مثلا حتى أتمكن من الحصول على بغيتي - ولكنه مع الوقت عاد إلي حب المردان واغتنام فرصة سهولة هذه الفرائس السهلة، فاستيقظ في نفسي ما كان كامنا منذ سنوات، وقد ندمت كثيرا على الدخول في هذا التدريس ولا أستطيع تركه بسهولة لعدة أمور، منها أن كثيرا من الأولاد قد ألفوني ولو تركتهم ذهبوا للانحراف في الشارع وأكون أنا السبب.
أما العمل فأنا كنت أعمل عملا حرا خاصا، وكانت الأعمال قليلة جدا والمداخل ضعيفة، ولكني والحمد لله وهذا يجب أن ينشر ليقتدي به الناس، بعد إن حادثت هذين الطفلين وتبت من هذه وقللت كثيرا من النظر والعاد ة السرية ونحن الآن في رمضان، أصبحت مداخيلي وأعمالي لا تتصور على الأقل بالنسبة إلى ما كانت عليه من قبل، بل أصبحت الآن حائرا هل أشتري سيارة تعينني على التوسع في أعمالي وتحقيق أرباح أكثر ومن ثم الزواج براحة أو أن أكمل البناء (في بيتنا) وأسرع بالزواج وأنا الآن أميل إلى هذا الثاني، كذلك ربما كثر العمل والاشتغال تنسي الإنسان في المعاصي والفراغ فساده عظيم، على كل أنا أدعو الله في كل وقت أن يشفيني، من هذا الخبث، ولعلي اتقيت الله ولو قليلا جدا ودون المستوى فجازاني الله عز وجل تفضلا منه كما في قوله تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
هذه هي التفاصيل المروعة في هذه القصة، وهناك جوانب كثيرة لم أوضحها، كما أخبركم أن في جوابكم نوعا من القسوة لكني أستاهل. وإذا أردتم مزيدا من التفاصيل والتوضيح فتفضلوا على عنواني المذكور، كما أنني يمكنني أن أساعد أي واحد وقع في مثل مصيبتي أو له مشاكل مثلها... وأنا في حاجة إلى التحدث إلى غيري ولا أستطيع ذلك إلا عن طريق الإنترنت الذي نحمد الله عز وجل أن سخره لنا، فنستطيع التكلم عن مشاكلنا دون فضيحة.
والسلام عليكم ورحمة الله
27/10/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحباً بك من جديد على صفحة الاستشارات، بالنسبة لموضوع "الذكاء" والغباء" فأظن أنني كنت أحاول فقط أن أجعلك تفكر في نتائج أي تصرف قبل أن تقدم عليه وأن تعمل عقلك وتحكّمه أكثر من شهواتك.
جميل أن لديك قدرة على التعلم ليس فقط بدليل أنك تعلمت أكثر من صنعة في وقت قصير، ولكن لأنك استفدت من الردود التي جاءتك وبدأت في التنفيذ! فيما يتعلق بأمر الذنوب فكل منا يذنب، ولكن إضافة إلى نعمة التوبة التي أنعم الله بها علينا، فهناك نعمة فعل الخير والعبادات ذلك أن الحسنات يذهبن السيئات، فلله الحمد من قبل ومن بعد.
لقد سعدت كثيراً أنك تحسنت فأصبحت تحاول مقاومة شهواتك نحو المردان، وبدأت تفكر في أمر الزواج بطريقة أكثر جدية، وتبت إلى الله.... فكلها نعم أنعم الله بها عليك في شهر كريم، كما حاولت إصلاح ما أفسدته مع هذين الطفلين، كان من الطبيعي أن يستجيب الطفلان بقدر من الخوف منك حين طلبت من كل منهم أن يأتي إلى نفس المكان مرة أخرى؟ نتيجة الخبرة السيئة التي مرا بها في ذلك المكان ولا أنصحك بأن تطلب منهم زيارة المكان مرة أخرى.. ولكن من المفيد أن تكون الهدايا عبارة عن مكافآت على الحفظ أو حتى مجرد حضور الدرس كنوع من التشجيع، ومن الحوافز المفيدة أن تثني عليهما أمام باقي الأطفال، حتى تزداد الثقة بالنفس داخل كل منهما.
الحمد لله أنك تميل إلى النساء، أظن أن ما كنت تفعله في طفولتك إنما هو نوع من الاستكشاف الطفولي، أما الآن بعد أن أصبحت راشداً فعليك أن تعيد النظر إلى الأمر من جديد. أما بالنسبة لعملك التطوعي من حيث التدريس للأطفال في المسجد فهناك عدة اقتراحات منها أن تدرس للشباب، ومنها أيضاً أن تدعو في كل مرة أحد أصدقائك لحضور الدرس حتى تقل فرص الخلوة أو الاحتكاك بأحد الأطفال.
ولا أظن أنك إذا ما تركت الأطفال سيذهبون إلى الشوارع فهناك الكثير ممن يفعلون الخير- هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد يكون الأفضل بالنسبة لك ولهم أن تبتعد عنهم، وعلى أي حال فإنها مجرد اقتراحات ولك الحق في الاختيار. ولكنك تعرف أن الوقوف في مهب الريح ليس أمراً سهلاً، وما يقول المثل المصري (الباب اللي يجي لك منه الريح سده واستريح).
ما لم يعجبني هو أنك أرسلت مشكلتك إلى عدة مواقع، وهذا يعني أنك أجهدت كما كبيرا من المستشارين على حساب غيرك ممن يعانون من مشكلات أخرى!! ولكن الحمد لله أن الردود كانت متشابهة فهذا يعني أننا وغيرنا من المستشارين نحاول تقديم أنسب رد.
واقرأ من على مجانين :
التائب من الذنب كمن لا ذنب له
التائب من الذنب كمن لا ذنب له مشاركة
التائب التائة ماذا يفعل؟
أخيراً أقول لك استمر فأنت على الطريق السليم، وتقبل الله منك توبتك.
ويتبع........: التحرش بالأطفال ...إلى أين يأخذنا؟ مشاركتان