متفوقة ويهربون مني

رد المستشار

نظرتك لموضوع الحسد بين زملائك هي التي تبعدهم عنكِ .. فأنتِ تحملين الموضوع أكثر من طاقته وتخفين عنهم حقيقة مذاكرتك بل وتعاملينهم جميعًا أنهم سيحسدونك وهذا مما لاشك فيه يا صديقتي مؤلم ومؤذ للنفس وإنك لو وضعت نفسك مكان أي صديقة كنت ستشعرين بنفس الألم ..

ما هو مفهوم الصديقة المثالية لديكِ؟ هل المثالية هي التي تحبك وتحتمل منكِ التعالي عليها بسبب تفوقك .. وشعورك أنهم جميعًا يتكلمون عليك ولا يحبونك لأنك أفضل؟؟

هذا الشعور مدمر جدًا .. الشعور بالتميز والنجاح له طعم رائع بالفعل ولكنه يتحول إلى مر الحنظل إن لم يكن وسط رفقة جميلة وأصدقاء.. والتواضع والصدق هو أقصر طريق للقلوب.. أنتِ تشعرين بحجم المشكلة الآن فمازلتِ على نفس النمط منذ سني عمرك الأولى فلم لا تجربي التغيير؟؟ ما رأيكِ لو حاولت التقرب من زميلاتك البسيطات دراسيًا وعاونتهن .. ما رأيك لو تقومي بتجربة العمل من أجل الآخرين والتضحية المتبادلة بين الأصدقاء؟؟

لا تنتظري دائمًا من الدنيا أن تعطيكِ ولا تأخذ .. فكل شيء بالأخذ والعطاء والذي يمتنع عن العطاء ينفر منه الناس وقد قال عليه السلام (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) لا تخافي من أصدقاءك يا عزيزتي واعلمي أن لك قدر ونصيب ستأخذينه بقلب أرحب لو استطعت الحصول على صداقات جميلة في حياتك.

وأنتِ تحبين لأي صديقتك أن تكون المحبة الودودة التي تخاف عليك وتناصحك وتنفرين منها إن وجدتها تعاملك بتعالي أو تخاف منك أو تتوقع أنك تنظرين لها متمنية زوال نعمها .. هذه النظرة وإن لم تصرحي بها يشعر بها أصدقاءك وهذا سبب ابتعادهم عنكِ ربما أيضًا لأنهم يشعرون أنك لا تودين التقرب منهم.. حاولي أن تتقربي منهم بلطف ولين واصبري قليلاً فسوف تملكين إمبراطورية من الأصدقاء،

أعانك الله ووفقك وبانتظار البشرى في رسالتك.

 

 

المستشار: أ. هدى الصاوي