سلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عذراً على هذا التدخل السافر لكني فعلاً لم أستطع أن أرسل لكم رسالتي أو شكواي على موقع مجانين ثم إني أريدك أنت بالتحديد أن تجيب على رسالتي وربما تأتي الرياح بما تشتهي السفن فذلك له خصوصية وأرجو أن ترد علي على إيميلي ولو في ذلك بعض التبجح.
أولا أنا طبيب امتياز في أشهري الأولى لكني أنام بصورة غير عادية فمثلا من 4 العصر وحتى ال6.30الصبح ثاني يوم طبعاً هناك محاولات بائسة من أهلي لإيقاظي أو أنا بقلق بس بسيط ولما بنام بنام بعمق ولا كأني جعان نوم اعتقدت أن ده هروب أو صورة من صور الاكتئاب وخاصة أن ثقتي بنفسي ضعيفة وصعب التعامل مع الواقع فأجد فيا أيضاً علامات الاكتئاب واضحة:
النوم بكثرة عدم الاكتراث بشيء أرى في كل تجربة جديدة فرصة للفشل وليس للنجاح كما أني أفتقد البهجة في أي شيء فلا شيء يفرحني ولا شيء يحزنني كل ما في الحياة عذاب أبسط مشكلة عقدة صعب التعامل مع المشاكل رغم تفاهتها.
تخيل قبل كل نبطشية مغص ممكن يخليني مروحش ده غير الإسهال أو ببساطة القولون العصبي مفيش ثقة خالص رغم أني أبذل مجهود أحيانا أكثر من زملائي ومعلوماتي يمكن زيهم وأكثر لكن مفيش ثقة وبالإضافة لكسل رهيب طبعاً لأني مسلم فمعنديش الانتحار وكسلان أعمله لكن الصلاة أول مرة في حياتي أتهاون فيها ولكن أدعو اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وأمتني ما كانت الحياة شراً لي.
طبعاً إخوانا بره بينتحروا أول ما ياخدوا دوا يعينهم على حكاية الكسل دية ده غير كل علامات القلق عندي العرق الغزير من اليد والقدم القلب العصبي cardiac neurosis& false dyspnea ، وعدم الاكتراث بالعمل يعني ممكن أكت كتير كل ما سمحت الفرصة أو حد من زملائي يشيلني يعني أنا الشهر اللي فات تقريباً منزلتش نص نبطشياتي.
ومرحتش العيادات إلا مرتين رغم أني أخاف أهمل عشان مكنش دكتور خيبة . روحت لدكتور نفسي عندنا في الكلية وقالي إني بس معنديش ثقة في نفسي جامدة لأني أرى نفسي فاشل في كل شيء واللي قلقله ساعتها إني معنتش بروح الكلية فترة وإداني الماسا، وأنا الآن بظهور حكاية النوم زيادة عن اللزوم بدأت في تعاطيها بقالي عشرين يوم أعلم أنها تبدأ العمل بعد أسبوعين باخد عشرة جرامات philosac
المعذرة مرة أخرى على الإطالة أفيدوني أفادكم الله e_mail ………………….
وأي تفاصيل تريد الاستفسار عنها كلي تحت أمرك وبصراحة لأني فعلا مش عارف أعمل إيه بس.
30/10/2006
رد المستشار
الأخ الدكتور الزميل السائل؛
أشكرك كثيرا لثقتك في شخصيا وفى موقع مجانين نقطة كوم. بطبيعتي عندما يرسل لي شكوى بصفة شخصية ولها خصوصية ونداء يأخذني التفكير والمعاناة كثيرا وذلك لمدى المسؤولية التي لا أستطيع تحملها في بعض الأحيان وذلك لأن الأمانة ثقيلة ولكن أخيرا هداني الله وبدأت في الرد والإجابة فعذرا على التأخير.
لذا نبأ أولا بتحليل الشكوى فأنت تعانى من زيادة في النوم "أنام بصورة غير عادية فمثلا من 4 العصر وحتى ال6.30الصبح تاني يوم طبعاً محاولات بائسة من أهلي لإيقاظي" و"النوم بكثرة عدم الاكتراث بشيء أرى في كل تجربة جديدة فرصة للفشل وليس للنجاح" ثم تقول:
"أنا بقلق بس بسيط ولما بنام بنام بعمق ولا كأني جعان نوم اعتقدت أن ده هروب أو صورة من صور الاكتئاب وخاصة أن ثقتي بنفسي ضعيفة وصعب التعامل مع الواقع فأجد فيا أيضاً علامات الاكتئاب واضحة كما أني أفتقد البهجة في أي شيء فلا شيء يفرحني ولا شيء يحزنني كل ما في الحياة عذاب أبسط مشكلة عقدة صعب التعامل مع المشاكل رغم تفاهتها تخيل قبل كل نبطشية مغص ممكن يخليني مروحش ده غير الإسهال أو ببساطة القولون العصبي مفيش ثقة خالص رغم أني بأبذل مجهود أحيانا أكثر من زملائي ومعلوماتي يمكن زيهم وأكثر لكن مفيش ثقة وبالإضافة لكسل رهيب طبعاً لأني مسلم فمعنديش الانتحار وكسلان أعمله لكن الصلاة أول مرة في حياتي أتهاون فيها ولكن أدعو اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وأمتني ما كانت الحياة شراً لي".
ترتيب الأعراض بهذا المنظر يجعلنا نفكر في التشخيص وطبعا لنقص كثير من المعلومات مثل متى بدأت الأعراض؟ وما العرض السابق للعرض الآخر مثل هل زيادة النوم حدثت قبل أعراض القلق أم أعراض القلق السابقة لزيادة النوم أم بدأت كل الأعراض في وقت واحد ثم هل سبق هذه الأعراض أي أمراض أو ضغوط ثم ما هو وضعك الصحي من الناحية الجسدية أي ما مدى سلامة الأجهزة الهامة مثل الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي... إلخ. وبطبيعة الأمر الموضوع ودراسته في غاية الأهمية حيث أنه يتعرض لإنسان له شأن خاص.
وعلى الرغم من ذلك سوف أعرض للتشخيص التفريقي Differential Diagnosis لمثل هذه الحالة فقد يكون الاضطراب واحد من تلك الاضطرابات:
1. اضطراب النوم (زيادة النعاس).
2. اضطراب القلق الاكتئابي.
3. اضطراب عدم التكيف (المصحوب بمزاج القلق والاكتئاب).
4. الرهاب الاجتماعي .
5. الاضطرابات النفسفسيولوجية (القولون العصبي والقلب العصبي).
6. الاضطرابات العضوية (ويجب استثناؤها في البداية وذلك بالفحوصات المعملية والفسيولوجية العصبية مثل تخطيط المخ الكهربي).
ولأعرض لك نبذة قصيرة عن زيادة النعاس وأسبابه:
زيادة النعاس أثناء النهار أو زيادة احتمالات النوم في أوضاع غير مناسبة للنوم: كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل مما قد يسبب الكثير من المشاكل للمصاب. وقد تؤدي هذه المشكلة إلى مضاعفات خطيرة للمصاب إذا حدث النوم أثناء القيادة أو إذا كان المصاب يتعامل مع آلات ثقيلة أو حادة. وزيادة النعاس مشكلة شائعة نسبيا فقد أظهرت بعض الدراسات أن 5% من الناس يعانون منها. وأما أسباب زيادة النعاس:
1. عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله ولن نتطرق لهذا السبب في حديثنا هنا حيث أن تعديل نمط الحياة يؤدي عادة إلى زوال المشكلة.
2. اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس. والمريح في الأمر أن أكثر هذه الاضطرابات يمكن تشخيصها تشخيصا دقيقا وعلاجها والحصول على نتائج جيدة إذا حضر المصاب إلى الطبيب المختص في وقت مبكر. ومنها:
أ) الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم: وفيه ينسد المجرى العلوي الهواء بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. ويمكن تلخيص أعراض المشكلة في التالي: زيادة النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، التوقف عن التنفس أثناء النوم، الشعور بالشرقة والاستيقاظ. والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصاً من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشاكل غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي.
ب) مرض نوبات النعاس أو النوم القهري: مرض يصيب الجهاز العصبي ويرافق المريض مدى الحياة وإذا لم يشخص ويعالج قد يؤثر على المريض تأثيرا بالغا. وأهم أعراض هذا المرض نوبات شديدة من النعاس لا يمكن مقاومتها تحدث أثناء النهار ويمكن أن تحدث في أي وقت وبدون سابق إنذار. وقد تحدث هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة. فقد تحدث أثناء قيادة السيارة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة. وقد يستمر النوم من لحظات إلى أكثر من ساعة ويشعر بعدها المريض بالنشاط.. ويقدر أن المرض يصيب حوالي 1:1000 من الناس من كلا الجنسين أغلبهم لا يتم تشخيصهم.
ويمكن أن تظهر أعراض النوم القهري في أي عمر ولكنها تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة والنوم القهري مرض عضوي ولا علاقة للمرض بأي سبب نفسي. ولأن المرض غير معروف بعد لدى الكثير من الناس، فإن المرضى المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم. وتجد العائلة والمدرسين والزملاء صعوبة في فهم ما يحدث للمريض. وحتى المريض نفسه يجد صعوبة في فهم ما يحدث له. ويصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول والخامل مما ينعكس سلبا على نفسيته ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل. وقد يصاحب زيادة النعاس أعراض أخرى أهمها: الشلل المفاجئ أثناء اليقظة وشلل النوم و هلاس ما قبل النوم. وهذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه.
ج) حركة الأطراف الأرجل أثناء النوم: وتتميز بنوبات متكررة من حركة الأطراف (عادة الأطراف السفلى) خلال النوم، ينتج عنها عدم استقرار النوم وجعل النوم خفيفاً، الأمر الذي يمنع المصاب من الوصول إلى مراحل النوم العميق المهمة لراحة الجسم. وعادة ما تحدث الحركة في إصبع القدم الكبير، في حين يكون الكاحل والركبة والورك في حالة انثناء بسيطة. ويحدث انقباض العضلات بصورة متكررة كل 20-40 ثانية، ويستمر كل انقباض لمدة نصف إلى خمس ثواني، وقد تكون الحركة بسيطة ولا تستطيع العين غير الخبيرة اكتشافها، ولكنها كفيلة بجعل النوم غير مستقر ومتقطع.
د) فرط النعاس المجهول السبب.
ولتشخيص مثل هذه الحالة لابد في البداية من جمع معلومات كافية عن نوم المريض من المريض نفسه والشخص الذي ينام معه ومن ثم إجراء دراسة تشخيصية دقيقة تعرف بدراسة النوم ويعتبر إجراء دراسة النوم أساسيا للمرضى المصابين بزيادة النعاس نظرا لتعدد أسباب زيادة النعاس أثناء النهار. وتجرى دراسة النوم في الليل حيث يقضي المريض ليلة واحدة في غرفة خاصة بها كل المستلزمات من تلفاز ودورة مياه وغيره ويتم المحافظة على خصوصية المريض التامة خلال الدراسة.
وأثناء الدراسة يتم مراقبة العديد من الوظائف الفيزيولوجية في الجسم، حيث يتم مراقبة المؤشرات التالية: الموجات الكهربائية في الدماغ، حركات العضلات، التنفس من خلال الفم وفتحتي الأنف، الشخير، معدل وانتظام دقات القلب، حركات الساقين، حركات الصدر والحجاب الحاجز، معدل الأكسجين في الدم ومعدل طرد ثاني أكسيد الكربون من الجسم. ولمراقبة هذه الوظائف توضع بعض الأقراص المعدنية على الرأس والجلد باستخدام نوع من المواد اللاصقة، إضافة إلى أحزمة مطاطية مرنة توضع حول البطن والصدر لمراقبة التنفس. ولإجراء هذه الدراسة فإن على المريض البقاء في مركز اضطرابات النوم معظم اليوم التالي لليلة دراسة النوم.
ولعلاج زيادة النعاس: وضع خطة علاجية لكل مريض على حده بناء على تشخيص حالته ونتائج دراسة النوم. وأود هنا أن أؤكد على أهمية دراسة النوم في تحديد التشخيص الإكلينيكي للحالة. ولكن المهم أن تعلم أنه يمكن علاج معظم الحالات وبفعالية كبيرة وتكون نتيجة العلاج سريعة في أغلب الحالات طالما توفرت الأجهزة والإمكانيات اللازمة للتشخيص والعلاج.
واقرأ أيضًا على مجانين:
فرط النوم نفسي المنشأ؟ ربما!
الهروب إلى النوم
كثرة النوم
قصر النوم وطول النوم!
أشكرك مرة أخرى وأرجو لك الشفاء وعليك بالتوجه لأقرب طبيب متخصص وطمئني عن أخبارك... والله من وراء القصد.