أنا اللي غلط ولا الدنيا اتغيرت؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
بداية أود أن أشكرك على الاهتمام بالرد على رسالتي جزاك الله خيرا عني وعن عملك جميعه اللهم آمين.
وأشكر لك الرد نفسه فقد شعرت أنك فهمت مجمل ما أعنيه بالرغم أن الكلام بعد أن أعدت قراءته شعرت أنه لم يعبر عما أريده بصورة كافية. ولكني كما تفضلت وقلت فأنا فعلا تائهة ما يحدث حولي لا يرضيني ولا أقبله لنفسي أن أكونه فأهرب منه ولكن لماذا أهرب منه؟ شخصيتي قويه لا تعرف الاستسلام ولا اليأس ولا يستطيع أي موقف أو حدث أن يكسرني لأني مؤمنة وأعلم يقينا أن ما كتبه الله لي سوف أحصل عليه مهما حدث فقط ينبغي أن أتعب للحصول عليه مهما حدث حتى أكون مستحقه له.
ولكني في الفترة الحالية وجدت نفسي وحيدة مع ما يحدث حولي والوحدة ليست أنه لا يوجد أحد حولي بل لا أشعر بهم. لقد حاولت أمي التحدث معي لتساعدني على الخروج من هروبي وسألتني هل أنا راضية عن هذا فقلت لها لا ولكنى لا أدري كيف أخرج منه وهنا مشكلتي الأكبر. لا أحب الضعف الذي أنا فيه، يجب أن أقاوم إذا تعبت، أن أنجح إذا شعرت بالفشل يقترب منى ولكن لأني مستسلمة الآن فأنا أتألم لأني لا أعرف إن أقف بجواري مثلما أقف مع غيري.
بالفعل أشعر أن من حولي أكثرهم لا أود أن أكون مثلهم ومقاومتي لذلك تزيد أحيانا من وحدتي. بالرغم أنى بعيدة عن صديقاتي القدامى في مدينتي السابقة لكنى لا أفوت مناسبة أو وقت أسأل عنهن جميعا حتى قالت لي صديقة منذ بضعة أيام أنت أصيلة عننا نجدك جانبنا قبل حتى أن نجد جيراننا بالرغم من أنك البعيدة. وقتها أنسى ما أشعر به أو أتناسى بمعنى أدق لكنى أعود لما أنا عليه سريعا. صدقني والله العظيم ما يؤلمني الآن ليس ما أجده من اختلاف فنحن في دنيا مليئة بكل التناقضات لكن لأني لا اعرف كيف أساعد نفسي أو أتغلب على ما أنا اشعر به.
أجدني أتعامل مع الناس الآن طبيعي ولكن المشكلة أن ما بداخلي مختلف فأنا لا أثق في أحد وأنتظر الضرر أو الغدر لا إراديا غصب عنى. لا أحب أن أكون منافقة وأشعر أنى هكذا أكون وهو شعور صعب. أنا مازلت صغيرة السن أود أن أستمتع بحياتي وعمري أود أن أفكر في اليوم لا الأمس ولا غدا فكل له وقته لكنى لا أشعر أنى أقوم بهذا أو أنى أتظاهر. سأقول لك أني الأيام الماضية أحاول بكل جهدي أن أساعد نفسي وأسرتي تحاول معي قد لا أكون قد حققت نجاح حتى الآن لكن محولاتي جادة وسأفكر أن أذهب لطبيب قد يساعدني بجد أكثر لأني لن أسمح لأحد أن يسلبني السعادة في حياتي أو أن يغير ما تربيت عليه وأود من الله أن يساعدني ويكون بجانبي.
على فكره أنا من المنصورة وفي جامعة المنصورة أيضا
وأشكرك مرة أخرى.
3/12/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة "ريم"؛
جميل أنك بنت المنصورة وجامعتها، لكن الأجمل أن أسمع منك أنك قد تخلصت من الحزن ولمستي إحساس السعادة.
ريم؛ بداية التخلص من أية مشكلة هو أن يشعر الإنسان أن هناك مشكلة وأراك الآن شرعتي في حلها مدعومة بأسرتك.
لكن هناك أمور ليست بيد الإنسان لأنها لا إرادية مثل التي أسلفت قوله بأنك تساعدين الناس وتقفين جوارهم لكنك في أمور حياتك تترددين أو لا تستطيعين اتخاذ القرارات وهذا الشعور هو والتفكير بالأمس لا اليوم ومعهما توقع الضرر من الآخرين إنما هم أعراض توترية اكتئابية، مع الوقت قد تختفي أو يلزمها بعض العقاقير البسيطة لتساعدك على رفع المزاج قليلا وإزالة أعراض التوتر التي تشعرين بها.
كما أن وجهة نظر الإنسان في الدنيا التي تحيط به قد يتغير، بحيث يراها مظلمة ظالمة عندما يكون حزينا مكتئبا لأن الاكتئاب له وقع وتأثير على النشاط المعرفي بما فيه من اضطراب بالتفكير وضعف في الذاكرة، وقد يكون هذا الذي حدث لك بالفعل عندما قفلت بوجهك الدروب التي تمشين بها وأنت راضية وتكون متمشية مع الذي تربيت عليه، وأجبرت إما على السلوك بدروب لا ترتضيها تربيتك أو تقفين ثابتة في مكانك والعالم كله يجري من حولك، وهما شعوران كلاهما مر ومحزن، لكن عليك أن تخطي بيديك دربا ثالثا يكون على هوى ما تربيت عليه سواء رضي عنه من حولك أو لم يرضوا، فالمهم أنك ترضين عما تفعلين ما دمت لا تغضبين الله والثوابت من الأعراف والتقاليد.
مع تحياتي وتمنياتي بالسعادة
ويتبع ..... : أنا اللي غلط ولا الدنيا اتغيرت؟ مشاركة
ويتبع ..... : أنا غلط ولا الدنيا تغيرت؟ م. مستشار