اعترافات ثقيلة الظل مشاركة
عرفت الإجابة لكن أحتاج المساعدة..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ الأستاذة الكريمة أميرة بدران، أنا صاحبة مشكلة "اعترافات ثقيلة الظل" وددت في البداية أن أشكرك جدا جدا على ردك السلس الهادئ وكلماتك التي لمست الحانية التي همست بها إلي كأي أم حريصة على ابنتها...... فجزاك الله عني كل خير، لكني أود متابعة مشكلتي لأقول لك سيدتي من جديد........... أحبه وأريده حقا ولازلت مصرة على ذلك!!
ربما حين أرسلت لك رسالتي لم أكن ذات عزم حقيقي بأن أضحي من أجله........... لكنني الآن وبكامل عزمي أريد أن أضحي من أجله........... لقد طلبني من جديد يا سيدتي، قال لي أريد أن أطلبك من أمك ثانية وأقول بصوت يهز الجبال....... أريدك زوجتي!!
سيدتي أنا أواجه خمسة مشكلات حقيقية في أمر زواجنا هذا وأود أن تساعديني بخبرتك وفكرك النير حتى نواجه هذه العقبات ونحقق ما نصبو إليه وهو زواج مبارك برضا رب العباد.
الأولى؛ هي إقناع والدتي والتي أراها ظنت أن الموضوع انتهى لأنني لم أحاول فتحه معها منذ شهور كي لا أسبب مشاحنات ومشكلات، فهي مجرد أن أفاتحها في الموضوع تثور وتغضب وتنظر إلى أرائي وكلامي بأنهما ضرب من الجنون وأنها يستحيل أن توافق!!
سيدتي ساعديني كيف أصل بالحوار خارج هذه الندية والحدة كي يكون هادئا فتستمع إلي... كيف أقنعها؟؟ لقد سردت إليك كل أرائها وهي تنظر نظرة مخيفة للموضوع وصدقيني من خلال حواري معه ومع أهله لم أجد أي شيء مما تقوله أمي وشعرت أنها تبالغ في تخوفاتها جدا!!
أنا لا أنكر أن الواقع الذي نعيشه يفرض عدم الثقة ما لم يظهر العكس، لكن كيف يمكن أن أثبت لها أو يثبت هو لها أن العكس هو الحاصل......... أخبريني سيدتي كيف يمكننا أن نثبت لها أنها ليست نزوة أو "لعب أطفال" لأننا حقا جادان ونوينا أن نبني بيتنا ليكون قائما على طاعة الله وأتباع سنة نبيه قدر استطاعتنا!!
أنا لا ألومها فأنا ابنتها الوحيدة....... لكن هذا ليس معناه أن أرضخ لقرار أنا لست مقتنعة به ،ومن حقي أن يكون لي رأي وقراراتي......... إلى متى ستظل أمي تأخذ عني القرارات.... شخصيتي مهزوزة وأتأثر بكلام من حولي وأتعب نفسيا بسبب هذا الأمر..... أريد أن يكون لي شخصيتي المستقلة واختياراتي التي أقتنع بها....... أعلم أن خبرتي بالحياة ليست كبيرة ولكن ما دمت أراه مناسباً ومقتنعة به عقلا وقلبا فماذا أنتظر؟؟ ولماذا أنتظر؟؟
الثانية / هي كيفية التعارف بشكل سليم، فنحن بعيدان عن بعض وربما لا يمكننا الالتقاء قبل الزواج إلا أياما، وأنا سأسافر له بعد أن يكتب كتابنا، وهذا بصراحة يسبب لي مشكلة لأنني أريد أن أعرفه عن قرب ويجب أن نعتاد على بعضنا ونتعارف حقيقة وليس عن طريق التشات فقط........ فأردت أن أسألك سيدتي، هل يمكن أن أكتفي بالتشات(مع العلم أنه بالصوت والصورة) للتعارف نظرا لظروفنا الصعبة؟؟ أم أن مثل هذا الأمر قد يسبب فشل في زواجنا وفيه ضرر كبير؟؟ أيكون التشات غير كاف حتى لو تحرينا الصدق في كل ما نقول وكان معي من إخواني كمحارم؟؟ أود أن أعرف وجهة نظرك سيدتي، وإلا فكيف يمكن أن نتصرف في مثل هذا الموضوع....... أنسافر كلينا إلى بلد ثالث ونتقابل هناك؟؟ أم لديك حلول أخرى.... أفيديني سيدة أميرة.
الثالثة؛ هي ليست مشكلة بقدر ما هي استفسار عن شرعية أن أذهب إليه وحدي ونحن مكتوب كتابنا فقط، ونستكمل إجراءات الزواج والعرس عندهم فهل هذا جائز شرعا أم يجب حتى أذهب إليه بمفردي أن أكون زوجته تماما ً؟؟
علما بأننا لن نتزوج مباشرة فور قدومي عندهم بل سنجهز ما بقي من جهازنا ثم نتزوج.
الرابعة؛ هي مشكلة أمي وأخي...... سيدتي أحقا من الواجب أن أتنازل عن حقي في الزواج ممن أريد من أجلهما؟؟
أنا أظن أنه حتى لو كنت عند أمي في نفس البلد فهذا لن يعني أنني سأعتني بها طوال الوقت......... إذ يبكون لي بيت وزوج وأولاد وسأنخرط في حياتي وربما زرتها مرة واحد في الأسبوع لأطمئن عليها. وهذا يمكن أن يحصل أيضا وأنا بعيدة، إذ أنني أنوي أن أكلمها كل بعضة أيام لأطمئن عليها وأستطيع أن أراها عن طريق التشات وأسمع صوتها.
سيدتي، هذه هي الغصة الوحيدة في الموضوع، أنا مستعدة للتضحية فيما يتعلق بي أنا......... لكن أخشى أن أكون أتخلى عن أمي وأخي........ هل أقول هذه سنة الحياة؟؟ أم....... ماذا أفعل؟؟ أرشديني سيدتي.
الخامسة؛ هو موضوع الفحوصات الطبية والذي لم يرد تفصيل بخصوصه من حضرتك، سيدتي أنا لا أستخفي وراء هذا الأمر لكنني أردت أن أدحض بعض حجج أمي بالرفض لأؤكد لها أن هذا الأمر يمكن حله بسهولة من خلال الفحوصات الطبية.
سيدتي أرجو أن تتفهمي ما أريد وأن تساعديني بشيء من التفصيل والتوضيح إذا سمحت، خاصة وقد لمست الإجمال منك على ما ورد في رسالتي السابقة رغم أنني لا أنكر بأنه لم يكن مخلا أبدا.
أشكر لك رحابة صدرك وقبولي لأكون مثل ابنتك.......... فما أسعدني حقا بحرصك على مساعدتي بقلب مخلص صادق وكونك من قام بالرد...... وكم أتمنى أن أتلقى الرد في أسرع وقت لأنني وإياه ننتظر على أحر من الجمر.
دمتم في حفظ الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
15/12/2006
رد المستشار
قد يغدر بنا آخر فنقول حسنا... لقد تعلمنا درسا ولن يتكرر معنا فنقوم من جديد أكثر ثباتا أكثر قوة، لكن أصعب الغدرات حين نغدر بأنفسنا فالثمن يكون فادحا بل وينتقل لآخرين من حولنا أهلا كانوا أو أزواجا أو أبناءَ........، وحين قرأت رسالتك الثانية وجدت تطورا هائلا في عزمك فانتظرت أن أعرف السبب إلا أنني لم أجده وكان التبرير لديك هو أنه اتصل ليطلبك من جديد بصوت يهز الجبال قائلا أريدك زوجتي!! فأين أنت وأكرر مرة أخرى أين الجديد لديك أنت؟
ابنتي أنت لا تواجهين سوى مشكلة واحدة فقط وهي "الرضا".......... فالأسباب لم تتغير وكلامي لن يتغير وأنت كذلك لم تتغيري فلم تمضِ سوى أيام على رسالتك الأولى والفرق الحادث كان اتصاله!!
فما أنت عليه الآن من ثورة وتشوش يرجع لأنك لا تريدين أن تتخلي عن "حالة الحب" التي عشتها وتمتعت بوجودها في حياتك وهذا طبيعي أستطيع أن أدركه وأحترمه لكن لا يمكن أن يبنى عليه زواج في ظل ما تحدثنا فيه من قبل.
وحتى لا تتصوري أنني أرد إجمالا فسأرد على ما تريدين:
عندما تواجهنا عقبات وعثرات في طريق الزواج بمن نريد تكون أهونها عقبة عدم موافقة الأهل والطرق كثيرة وأقواها الإصرار المهذب دون إزعاج، دون ثورات دون إساءة أدب دون بكاء وعويل والفوز لصاحب النفس الأطول حتى وإن وصل لسنوات فهل أنت تريدينه وستنظرين وإن طال الوقت لسنوات؟ حتى ترضي أمك وتعي أنك تحترمين رأيها وتبرينها ولكنك تثبتين لها أنك لا تمرين بنزوة؟ هل سينتظرك هو لسنوات؟
الإجابة لديك أنت، هل اكتشفت الآن أن والدتك تأخذ لك قرارات فمن يأخذ القرارات لغيره لا يتحدث معه ولا يفند له الأسباب التي تعترفين أنت بمنطقيتها.
لا تتصوري أنك لتركك محبوبك تضحين بنفسك من أجل أمك وأخيك فليس هذا هو السبب فلا تخلطي الأوراق في لحظات طيش في تفكيرك فقد تكونين بجوارها على بعد ملليمترات ولا تهتمين لأمرها أو لأخيك ولا تعلمين عنهما شيئا ولكن مازال السبب الرئيسي هو أنك لا زلت غير واثقة من معرفتك الأكيدة بمحبوبك للدرجة التي تجعلك تتزوجينه في ظل كل تلك الظروف.
ولا تنسي أن والدتك لم تذكر لك قط احتياجها لخدماتك.
وقعت في فخ الشات رغم حذرك المتوهم فأي شات هذا الذي يختزل خمس حواس خلقها الله لنا فتشعر كل حاسة بشكل مختلف ليتكون إحساس عام متكامل يجعل المحب يعرف محبوبه من نظرة ويستطيع أن يقرأ ما يجول بخاطره الآن وإن كان في بلد آخر! وتتصورين أنك تجبرين الكسر بصورة وصوت فكم صورة لك كانت أجمل من حقيقتك؟ وكم صورة لك كانت أقل من حقيقتك؟ وأي صوت ينقل لك أي شيء يا ابنتي.
فكل ما فعله بينكما أنه جعلك تقولين في رسالتك الأولى أنك كلما تصورت أنه سيكون لأخرى تشعرين بالجنون يكاد يعصف برأسك وهو يقول بصوت تهزه الجبال أريدك زوجتي ثم تسألين أيكون الشات غير كاف لو تحرينا الصدق في كل ما نقول وكان معي من إخواني كالمحارم!!.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم أسروا الخطبة وأعلنوا النكاح والعرف يجعل النكاح على الملأ عند بيت العروس فتتم الفرحة والمباركة وتتوج العروس بين أقرانها وأهلها لتذهب بعدها بيت زوجها وهي سعيدة فقد اختارت عن بينة، وأهلها أسعد فهم مطمئنون عليها لتبدأ حياة جديدة ترجو فيها المزيد من السعادة والأنس في أحضان عائلة أكبر فأين هذا منك؟
قد أكون قسوت عليك بعض الشيء ولكن عذري أنني هنا من أجلك وإن قسوت، وأنا في النهاية لا أدفعك لقرار بعينه ولكن فقط أبصرك بما قد يغيب عن عينيك.
ويتبع>>>> : اعترافات ثقيلة الظل م1