الشك في التحرش الجنسي في الطفولة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا أشكر الموقع والقائمين عليهم جزاهم الله خير على المساعدة وأشكر الدكتور وإجاباته على سؤالي وأنا سوف أجيب على أسئلتكم..
د.علي إسماعيل عبد الرحمن، أنا صاحبة المشكلة هذه سوف أجيب على أسئلتك، أتذكر أني كنت في سن 5 أو 6 سنوات كنت ألعب مع صديقات لي في الشارع كعادة كانت لدينا يلعب الأطفال في الحارة وكنت أذهب لبيت الجيران لنا في نفس المبنى وهم عزيزين علينا وصلتنا بهم قويه إلى درجه المبيت عندهم لثقة أهلي بهم.. في بعض الأحيان يخرجوا من البيت أهله مع أهلي أو يبقى أحد أولاده أو عند انشغالهم بشيء أبقى معه لوحدنا وكان تحرش وملامسة لأعضائي التناسلية بيده وتقبيل.. وتكرر ذلك معه ومع غيره، ولكن أن يتكرر مع والدي كلما أتذكر أن والدي يمكن أن يفعل ذلك معي لا أصدق وأرجعها مثلما ذكرت لكم أنه خيال طفلة.
علاقتي بوالدي ليست جيدة فهو دائما يختار نوع واحد من العقاب معي ومع إخوتي إذا أخطأ أحد منا وهو عدم التحدث معنا إلى أن نعتذر ويبدأ يتحدث معنا، إخوتي بسرعة يعتذرون أما أنا لا أعتذر بسهوله أبقى على ذلك شهور لأني أفكر كثيرا عندما أذهب أعتذر أن يفعل بي مثل ما فعل معي وأنا طفله من تحرش فأحدث نفسي أن مقاطعته أفضل لي.. بعد أن تجاوزت سن 10 سنين لم يحدث شيء، وكانت علاقتي بفترة المراهقة مع والدي بين الاتصال والانقطاع.. والانقطاع يكون أكثر.
كنت في مراهقتي فتاة هادئة ما عندي مشاكل يشتكي منها أهلي، لكن في الصف الثالث الثانوي كنت أمارس العادة السرية تقريبا يوميا بدأت أفهم مضارها وبدأت أخفف منها وإلى الآن بعد كل شهر أو شهرين أمارسها.. وكان الجميع يذكر أني كنت عاقله كل اهتمامي بدراستي فقط.. أمهات صديقاتي في المدرسة يكونوا مطمئنين على بناتهم معي وكانوا هم أكثر الناس يصفوني بأني عاقلة.
الحمد الله أنعم الله عليا بالنضج في عمر مبكر. أحيانا لو تحدث أحد معي يفتكر أني في الثلاثين من العمر لا في العشرين... حتى بدأت أشعر فعلا أني أكبر من 28 أشعر أني في 35 أو 40 سنة، أنا أصغر طفلة من عائلة مكونة من خمسة أفراد علاقتي بإخوتي وأمي ممتازة الحمد الله.
علاقتي بالله الحمد الله اقدر أقول عنها جيدة محافظة على صلاتي وصيامي منذ الصغر ودائما أدعي الله أن يهديني إلى إجابة السؤال الذي أبحث عنه؟ كما لم توضحي كيفية ورود الفكرة على رأسك؟
الفكرة هذه لم تغيب عن بالي أبدا لكن كنت أحاول أن أنساها بالمذاكرة أنشغل بأي شيء وأحيانا تسيطر عليا وأبدأ في نوبة بكاء خاصة لما أتذكر أنه أبي وأني مستسلمة لكل ما يفعل بي بدون أي ردة فعل مني.. وأتذكرها لو تقدم لي عريس أخاف من هذه الذكرى ومن ممارستي للعادة السرية، وهل هناك أفكار أخرى تتطفل عليك ولا تستطيعين التحكم فيها؟ فمثلا هل تنتابك نوبات من الشك في أشياء أخرى تماثل هذا الموقف؟ هل تعانين من أفكار تتصل بالنظافة أو النظام؟ هل تساورك الشكوك حول علاقتك بالله؟ وغيرها.............؟؟؟؟؟؟؟؟
غير هذه الفكرة لم ينتابني شيء الحمد الله غير فكرة واحدة في خصوص علاقتي بالله، أني عندما أدعي ولا يستجاب لي أشعر بشيء في داخلي أني مذنبة والله يعاقبني بعدم الإجابة لدعائي حتى أصبحت أخاف أدعي لأني أحيانا تصدف أن مثلا دعيت لأمي بالشفاء العاجل أمي أصيبت بمرض..
وأحيانا أشعر ببكاء بدون سبب وأتذكر موقف التحرش ويزداد البكاء أكثر.
أتمنى أن أكون أجبت بشكل كافي على أسئلة حضرتكم.
19/12/2006
رد المستشار
عزيزتي
أزالت رسالتك هذه كثيرا من غموض رسالتك الأولى والحمد لله، فأنارت لنا العديد من المناطق المظلمة، مشكلتك عزيزتي تتلخص في نقطتين هامتين هما:
(1) تعرضك لخبرة التحرش الجنسي في الطفولة وملامسة هذا الجار لأعضائك التناسلية مما أوجد العديد من الأفكار الاجترارية (المتطفلة) خوفا من تهتك غشاء البكارة أو حدوث مكروه لك ولأن المخ لا يستطيع تحمل هذا التوتر لفترات طويلة كانت تنتابك نوبات من الحزن والكآبة والتي تظهر في خوفك من الله وأنه لن يسامحك خاصة بعد ممارستك للعادة السرية وهي عادة تجعل صاحبها يدور في فلك الخوف علي غشاء البكارة تارة والخوف من عقاب الله تارة والإحساس بالذنب تارة أخري، وزاد من إحساسك بذلك الربط بين الدعوة والاستجابة رغم أن العديد من الصالحين يدعون ولا يستجاب لهم وإلا كان حال المسلمين حاليا من أفضل الأمم إذا كان الدعاء وحده كافي.
وزاد من حدة الأفكار هو نضجك قبل الأوان كما تقولين، فزادت مساحة العقل لديك علي حساب المشاعر مما جعل نمط شخصيتك يميل إلي النظام والترتيب والعقل والتعقل (شخصية وسواسية) وثبت الجيران والأصدقاء هذه الشخصية عندك بمدحهم لها وتركيزهم عليها، فأهملت مشاعرك أمام الناس ولم تكن تظهر سوي في ممارسة العادة السرية أو تذكر خبرات الطفولة فتصطدم بعقلك الرافض لهذه الأفكار فتحدث المشاعر الاكتئابية.
(2) تبحثين عن مبرر لسوء علاقتك بوالدك وعدم الود فيها رغم أنك أصغر الأخوات (آخر العنقود) والتي تكون دلوعة الأسرة خاصة الأب ولأن هذا لم يحدث معك أخذ عقلك يبحث عن مبرر لذلك فكان أنك التي تبتعدين وليس الأب خوفا من التحرش الذي يصور لك عقلك حدوثه وبهذا تهربين من فكرة أن والدك لا يحبك ولكنك تخشيه وهو يبتعد عنك.
عزيزتي؛
زيدي من مساحة المشاعر في حياتك، اسألي نفسك ماذا تحمل حياتك من إنجازات اجتماعية وعاطفية خلال الفترة الماضية؟ اهتمي بإشباع مشاعرك وقللي من استخدام عقلك، إنك تعيشين بثلاث أربع عقل وربع مشاعر، اجعليها متوازنة، اجعلي لهواياتك مكان واصنعي أشياء للمتعة فقط، عودي إلي طفولتك الأولي، وتذكري ماذا كنت تحبين وماذا كنت تفعلين وافعلي الآن هذا خصصي وقتا من حياتك لك أنت فقط لمتعتك.
عزيزتي؛
خبرة التحرش القديمة قد تترك في الإنسان بعض الآثار النفسية مثل تجنب الآخرين، القلق، الاكتئاب والإحساس بالذنب، عدم الثقة بالأخريين، لكنها تأثيرات وقتية إذا لم تأخذ الحيز الأكبر من التفكير، كما أنها لا تؤثر علي علاقتك بزوجك في المستقبل إن شاء الله لأن لديك رغباتك الجنسية التي تحاولين إشباعها وهو ما يؤكد عدم خوفك من الجنس وهو أهم ما نخشاه في خبرات التحرش وهو غير موجود والحمد لله.
ساعدي نفسك عن طريق ما سبق أن تحدثنا عنه، وداومي علي قراءة المشكلات الخاصة بالوسواس القهري والقلق والردود عليها وتابعينا بأخبارك.
وفقك الله