السلام عليكم.
لقد تزوجت من 3 سنوات بدون معرفة طويلة لزوجي قبل الزواج فهو من مصر ولكنه كان يقيم في أمريكا قبل الزواج مني بـ 5 سنوات وأتى وتم الزواج سريعا بعد معرفة عن طريق النت لمدة 3 شهور. وكان سبب قبولي له إحساسي بالتزامه الديني وهو ما كنت حريصة عليه في اختيار زوجي.
بعد الزواج سافرنا لدولة عربية نظرا لصعوبة سفري معه إلى أمريكا وبعد الزواج عرفت أن حياته ونشأته غير سوية، فالآمر الناهي في البيت هو الأم وهي رحمها الله كانت قوية الشخصية لدرجة عالية ومتسلطة وقوية جدا والأب ضعيف جدا أمام سيطرتها ولا يجرؤ على مراجعتها في أي قرار.
وعرفت أيضا أن زوجي هو صورة طبق الأصل من طبع أمه في القوة والتسلط وقال لي بصراحة أنه يعلم جيدا أنه معقد من ظروف نشأته وأنه للسبب ده ردود أفعاله أكثر من اللازم لخوفه من تكرار مأساة نشأته وأنه لا يحب المرأة القوية المتسلطة مثل أمه ولكنه في نفس الوقت يحترم أمه احتراما شديدا ومقتنع أنه لولا أسلوب أمه في إدارة البيت لما أصبحوا رجالا بمعنى الكلمة.
ولكني فوجئت أنه عندما يحدث خلاف بيني وبينه وأبكي من قسوته فكأنما يستلذ أن يرى دموعي ويزيد في الأمر ولا يمكن أن يصدر كلمة حلوة أو أن يراضيني مهما غلط فيّ ومهما طال البعد بيننا. ولو حاولت إرضاءه يتعمد في إذلالي بالأيام حتى يرضى في الآخر ويشعر بزهو وبانتصار شديد مع أنه دوما يكون هو الغلطان في حقي. حتى توقفت عن إذلال نفسي أمامه وبقيت أترك الأمور حتى يحلها الله من عنده أو تطيب النفوس.
وأشعر أن قلبه أسود جدا يعني ممكن تشاجر بسيط ممكن أن يمر بين أي زوجين ببساطة يظل بيننا خصام لمدة أسبوع أو 10 أيام. وكثيرا ما حاولت أقنعه أن أسلوبه لن يجدي معي ولكنه سيزيدني نفورا وابتعادا وحسرة على حالي وأنني لست كأمه أبدا ولن أستغله وأستضعفه لو حن علي أو راضاني، بل بالعكس سيكبر في نظري.
ولكن هيهات فلا حياه لمن تنادي..... وبدأت المشاكل تكبر بيننا ولكني ازددت قوة عن قبل وأصبحت لا أبكي أمامه قدر المستطاع ولكنه يستفزني إلي أن يوصلني لمرحلة الجنان وتكسير أشياء في البيت من الغل وأخيرا أطلب الطلاق حتى أصبح طلبي للطلاق يتكرر كثيرا لاقتناعي أنه لا يناسبني ولكن حينما تصل الأمور لها للدرجة يلين قليلا ولكن بكبر وعند.
المشكلة الثانية أن زوجي بالرغم من محاولته الالتزام دينيا لكنه يتأثر كثيرا لو كان من حوله منحلين أو مستهترين فيتذكر حياته في أمريكا وكيفية سهولة الانحلال هناك ويظل يتحسر على حاله أنه لم يعش حياته بالقدر الكافي وبالطبع هو غير مقتنع بي ليعيش معي شبابه وننطلق مثل أي شباب في مثل عمرنا. فحينما أقترح عليه أي سفر أو رقص ينظر إلي نظرة استهتار كأنه يريد أن يقول لي بأسلوب غير مباشر أنني لا أنفع لمثل هذه الأشياء ويتجاهلني بالرغم أنه اختارني لالتزامي الديني وحينما يتواجد في مجتمع ملتزم يشعر بالرضا على حاله وعلي.
أيضا إنه دوما في حالة عدم رضا..... فهو غير راضي عن سيارته مع أنها من أحسن الماركات وغير راضي عن عمله مع أنه يعمل في أحسن شركة في الخليج في مجاله.... لم ننجب لأن المشكلة كانت من عنده وحينما تم العلاج وأصبحت حامل الآن يقسو علي قسوة شديدة حتى أنه في آخر مشاجرة بيننا دعا الله ألا يكتمل حملي حتى يطلقني.....
أنا فعلا كانت نيتي الطلاق قبل الحمل لو لم تستقر الأحوال بيننا ولكن عندما حملت زاد في نفوره مني. العلاقة الجنسية بيننا غير مستقرة من أول الزواج فأنا كأي بنت شرقية خجولة وحينما أكسر خجلي وألبس وأنتظر منه الدلع أحيانا كثيرة لا أجده.....فالعملية تتم سريعا وإن كانت لا تبوء بالفشل ولكن ليس فيها المتعة التي أسمعها وأقرأ عنها وحينما تحدثت معه في هذا الموضوع كثيرا قال لي أن المشكلة عنده وهي أنه متعود على أشياء أخرى في أمريكا وهي أن هذا الأمر لا يتطلب التجهيز الكثير الذي أجهزه لنفسي وأن البنات في أمريكا يستمتعون بطرق مختلفة وأسلوبهم مباشر أكثر نظرا لإيقاع الحياة العملي..... مع العلم أنه يؤكد لي أنني أنثى من الدرجة الأولى وأنني لو كنت تزوجت رجلا شرقيا لتمتع بي يتعمد أن ينتقد أهلي مع العلم أن أهلي مستواهم أحسن من أهله ويتعمد أن يحكي للناس بالمبالغة عن حياته في أمريكا وعنده كبر عالي جدا وغرور عالي جدا.
لا أعرف كيفية التعامل معه....... فأنا أشعر أنني في غربة حتى مع زوجي فإنه لا يشعر بي إطلاقا.... اكتشفت أنني يجب علي دوما أن أمثل دور القوية جسديا ونفسيا ولا أمرض لأني لا أجد عنده المودة والرحمة المرجوة.
أما عن علاقته بربنا فهو محافظ على صلاته وحينما يروق يتقبل مني نصائح في الدين ولكن حينما يتعرض لفتن لا يتقبل مني أي كلمة. ليس لديه أصدقاء فهو دوما يخسر الناس من ردود أفعاله التي تنفر الناس منه ويعاملونه بحرص ليتقوا شره ولكنه أخيرا اتهمني أنني أنا السبب في عدم وجود أصدقاء له لأني دوما أريده بجانبي مع أنه دوما كان يقول لي أنه لا يجد راحته إلا في الكلام معي.... وأنه رجل بيتوتي ويجب مجالسة زوجته ولكنه تغير في الفترة الأخيرة وكأنه يعند معي.
المشكلة أنني أحيانا أشعر أنه لا يستطيع الحياة بدوني ويحبني حبا شديدا ولكن ليس كزوجته وإنما كأم أو أخت أو صديقة لا يقدر الاستغناء عنها (ولكني لم أشعر أبدا أنه يعشقني ولا يعشق الجنس معي ولا يحب جسدي ويمارس الجنس كتحصيل حاصل) وأحيانا أشعر أنه يكره حياته معي ويجدها مملة ويريد أن يعيش حياة مختلفة تماما، ساعدوني الله يكرمكم في كيفية التعامل مع زوجي قبل انهيار البيت.
وجزاكم الله خيرا
30/12/2006
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم؛
تحية طيبة، شكرا لثقتك بموقعنا في كتابة مشكلتك بشكل مفصل وهذا ما يساعدنا للتعاون معك للوصول للحل الأمثل.
أختي الفاضلة؛
قبل البدء بالدخول إلى تفاصيل مشكلتك لابد أن تعرفي أن احتمال الأزمات والمآزق أمر ملازم للزواج تبعا لمختلف الديناميات والتحولات الذاتية-الداخلية من ناحية والظروف الخارجية بمعوقاتها وضغوطاتها من ناحية ثانية. فقد تحدث ظروف خارجية تهدد تماسك رباط زوجي مستقر. وفي المقابل قد تحدث ظروف مغايرة تساعد على تماسك وتعزيز لحمة رباط زوجي غير متين البنيان.
فالظروف الاستثنائية على سبيل المثال قد تؤدي إلى إدخال الرباط الزوجي في حالة مأزقية تهدد استقراره واستمراره أو العكس ومن ضمن ديناميات وجدليات مغايرة تؤدي إلى تناسي الصراعات وشدة لحمة الرباط الزوجي في حالة دفاع ضد التهديدات الخارجية.
ولكن لابد من الإشارة إلى أن هناك جدليات في الرباط الزوجي للتساوي حتى في الحالة الواحدة، فهناك في الروابط العادية على الدوام أوجه وفاق وأوجه خلاف ويتوقف استقرار الزواج أو تصدعه على محصلة تفاعل القوى الفاعلة في الوضعية، إلا أن هناك بعدا نوعيا في الموضوع يقتضي تحديد مدى استراتيجية أوجه الوفاق أو الخلاف هذه.
فالأزمات والتباينات تظل مقبولة إذا كان الرباط الزوجي يقوم على أوجه وفاق أساسية. هنا يتاح المجال لمختلف ألوان التسويات والتنازلات والتكيفات المتبادلة طالما ظل الثمن الوجودي المطلوب من هذا الطرف أو ذاك مقبولا لقاء إرضاءات وتحقيق رغبات وأهداف أهم بالنسبة للشخص. أما إذا كانت التناقضات تصيب الأسس أو تبدو مكلفة فيما يتجاوز طاقة الشخص على الاحتمال فإن الرباط الزوجي يتعرض لا محالة إلى أخطار التصدع على اختلاف ألوانه ودرجاته.
هنا قد يتخذ الرباط الزوجي طابع الخسارة الوجودية صعبة الاحتمال، وعليه فلابد حين محاولة التدخل الإرشادي من تشخيص حالة أسس العلاقة الزوجية ونوع ومجال تناقضاتها هل هي على مستوى الأسس التي يتعذر التساهل والتنازل بشأنها أم على مستوى الأمور الثانوية التي يمكن دوما تسويتها، فالصراعات الزوجية لا تتساوى في النوع والخطورة ولو بدت متساوية في شدة تأزمها ظاهريا وفي جميع الأحوال فإن ذلك ينعكس على الأطفال وتصيبهم الآثار بأشكال مختلفة تبعا لنوع الصراع ومستواه ومواقف كل من الزوجين من بحث العديد من حالات الصراع من حيث الشدة والنتائج والانعكاسات على الأطفال، فمنها الحالات الشائعة من الفتور وتحول الحياة الزوجية إلى نوع من التعايش الذي ينصرف إلى الاهتمام الإجرائي بتدبير أمور الحياة وما يصاحبها من رتابة وهناك في درجة أشد من التأزم حالات التصدع الخفي حيث يتلاشى الرباط الزوجي عاطفيا-جنسيا كي ينحسر إلى مجرد الحفاظ على المظاهر الاجتماعية.
وفي درجة أكثر تقدما نكون بإزاء التصدع الصريح حيث ينفجر الصراع علنا.هذا التصدع الصريح قد يستمر على حالة تأزم وتراخ أو هو يمر إلى المرحلة الأخطر وهو تفكك الرباط الزوجي الذي ينتهي بانفصام عرى الرباط الزوجي عمليا وماديا في الهجر الفعلي أو الطلاق.
على ضوء ما تقدم بينت إليك تسلسل الأحداث لانهيار الحياة الزوجية وفق الدراسات الواقعية والبحوث العلمية الرصينة.
بالرجوع إلى مشكلتك أنك تعرفت عليه بشكل سريع ووافقت الزواج وهذا التسرع هو الخطأ الأول منك، أنه متأثر بوالدته وتربيته السابقة وعاش في دولة غربية ورافق أصدقاء مختلفين، كلها فرضت وأصبحت واقعا عليك وغيرها من السلبيات التي توجد عنده ولكن رجوعه إلى واقعه والاهتمام بك راجع إلى جهودك ومن السهل ذلك طالما أنه إنسان ملتزم دينيا فلابد من أن صبرك معه وتفهمك ومناقشتك للأمور بينكما بدون تدخل الآخرين سوف يوصلكم إلى نتائج إيجابية.
عليك بالتقرب إليه وفتح باب المناقشة والتشاور بالتالي وطرح ومناقشة الطفل الذي أنت حامل فيه وأن تضعا مناقشة أمره لأنه ما ذنب الطفل والمشاكل قائمة وأن التغيير يكون شيئا فشيئا
الدور الأكبر في التغيير والمناقشة البعيدة عن العصبية هو نجاحك في الحفاظ على حياتك الزوجية ولابد هو سوف يسمع إليك لأن حياتكما مشتركة، حاولي بكل جهدك أن تتوجهي إليه بروح الصفاء والصبر وكلميه بصراحة عن كل شيء حتى عن حاجتك في المعاشرة الزوجية لأنك تطلبين حقك، وإن شاء الله تتوصلان إلى ما فيه الخير لاستمرار حياتكما الزوجية والتي سوف يطرزها الله عز وجل بالأطفال وهم من زينة الدنيا والله يعطيك الصبر وإن شاء الله نسمع الأخبار الطيبة بعونه تعالى.
مع التقدير