أنا مشعرة
السلام عليكم؛
سيدتي الفاضلة أرجو أن تجيبوني هذه المرة أرجوكم... فقد أرسلت من قبل ولم أتلق ردا.
أنا في العشرين مثل أختي صاحبة الرسالة.... لست أعتبر نفسي جميلة ولكن الله وضع في جاذبية وسحرا غريبين.. فلم يعرفني أو يراني أحد إلا وأعجب بي.. ومعظم من رآني من الشباب قد تقدم لخطبتي.... سبحان الله.
لم يقدر لي الارتباط بأيهم... وعندما أوشك موضوع خطبة علي أن يصير حقيقيا حدثت مشاكل عدة فألغي الأمر... وحينها وجدتني أزهد في الزواج ليس انقباضا من المشاكل وحسب... وإنما لأني أفقت على مشكلتي الأزلية التي أرقتني كثيرا منذ طفولتي وكانت سببا لإحراجي من كل من حولي حتى من أقرب الناس لي "أمي" ولكنها -أكرمها الله- تغيرت تماما الآن... أدعو الله أن يعينني على برها هي وأبي.
مشكلتي أنني مشعرة جدا... ينتشر الشعر الزائد في جميع أنحاء جسدي... لا يبدو جليا ومزعجا في وجهي أو عنقي وإنما هو كذلك في باقي جسمي وبالأحرى وما يقلقني جدا حول بطني وظهري.
سيدتي أرجوك ساعديني ولا تنصحيني بإجراء تلك التحاليل التي قرأت عنها كثيرا... لن أستطيع فضح نفسي بعد كل هذه السنوات... أخبريني عن أداة سهلة ومتوفرة وسريعة أزيل بها ما ابتليت به في جسدي.
سيدتي أرجو الرد سريعا لأنني بالفعل على وشك أن أخطب إلى شاب رائع يرضى عنه كل أفراد عائلتي. لقد دعوت الله كثيرا في رمضان أن يرزقني زوجا صالحا إن كنت سأستطيع التخلص من مشكلتي وإلا فلا يرسل لي من هو كفء لي وليزهدني في الزواج وليشغلني عنه بما أتقرب به إليه سبحانه وتعالى.
وها قد أرسل لي شابا فيه كل ما تمنيت وأكثر وكل أهلي موافقون وكذلك أهل الشاب وهو متمسك بي رغم أننا لم نتقابل سوى 3 مرات.... وقد استخرت الله تعالى كثيرا فوجدت ارتياحا وفرحة وتيسيرا شديدا في كل أمري.
ولكنى لازلت خائفة من مشكلتي ولا أدري كيف أحلها حلا جذريا وعمليا خاصة وأن الشاب المتقدم لي أشقر.... فكيف أسعده وأقر عينيه؟؟
سيدتي... أرجوك لا تخذليني.
وجزاكم الله خيرا
ابنتكم
27/12/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
حياك الله يا ابنتي وأتم عليك مشروع خطبتك. تنقسم مشكلتك في الواقع إلى جانبين الأول منهما نفسي والآخر فسيولوجي. وعشان إحنا نفسيين نخلي النفس تحلية في الآخر ونبدأ بالناحية الفسيولوجية فنقول أن توزيع الشعر يعتبر من السمات المورثة مثل لون البشرة وبالتالي قد لا تكون هناك حاجة للتحاليل الطبية إن كان باقي أفراد أسرتك لديهم مثل هذا التوزيع الزائد للشعر في أجسادهم، ولأنك تقولين أنك تعانين الحرج منذ طفولتك بسبب غزارة الشعر في جسدك يجعلني أميل للقول أنها قضية وراثية أكثر منها اضطراب هرموني أو مرضي.
وجود أكياس على المبايض من الأمور التي تزيد نسبة الشعر في أجساد الإناث وتؤثر على انتظام الدورة الشهرية وقد يكون لديك اضطراب في الغدة، وفي الأمور المرضية أنت مطالبة شرعا بالذهاب لطبيب كي تعالجي الخلل وليس فيها أي حرج فهي لن تتجاوز بضع فحوص للدم. وأذكرك بان حرصك على تأسيس أسرة يجب أن يكون أقوى من خجلك إن كان يصاحب مشكلة الشعر اضطراب في الدورة الشهرية.
أما من الناحية النفسية فقد لا يكون الشعر كثيفا أو زائدا عما هو شائع بين الناس ولكنه جزء من قلقك وميلك نحو الكمال نتيجة ما حباك الله من نجاح اجتماعي تخشين تعرضه لهزة ما، وهو احتمال قوي بالمناسبة.
إن كان شعر جسدك فعلا كثيفا دون أسباب مرضية فهذه مشكلة يجب عليك التعايش معها مثل لون بشرتك دون أن تدعيها تنال من ثقتك بنفسك لأكثر من سبب منها مثلا أن الناس فيما يعشقون مذاهب ولأن الشائع غير حالتك قد يجعلك هذا أكثر جاذبية فبينما ترين لون العريس الأشقر إيجابي هو ليس كذلك بالنسبة لي، يختلف الناس حول إقبالهم ونفورهم من السمات الجسدية المختلفة.
يبقى أن نقول رغم اهتمام الرجال العام بأشكال النساء نجد بينهم من يهتم بشخصية شريكته أكثر من شكلها وتشغله مشاعره نحوها أكثر ولو لم تكن للتزوج إلا الجميلات والجميلين لانقرض الناس العادين وشبهنا، والطريقة السهلة لمعالجة مشكلتك هي الطريقة التقليدية مرة كل أسبوعين ويمكنك طلب المساعدة في المناطق التي يصعب عليك الوصول لها بما أنها ليست ضمن العورة الشرعية بين النساء.
لا تقيمي نفسك من جانب ضيق جدا كتوزيع الشعر على جسدك فأنت أكثر من مجرد جسد بكثير وأحسني الظن بمن ستختارينه شريكك في الحياة بأنه إن لم يعجبه هذا منك أحب غيره كثير ففي النهاية نحن نختار صورة عامة دون الغرق في التفاصيل، وحتى بعد الزواج سيكون هذا مجرد تفصيل صغير في علاقتكم الخاصة فأقبلي على حياتك وخاطبيك بثقة أكبر بنفسك من الناحية الشكلية وثقي بأن ما أصابك ما كان ليخطئك وما أخطئك ما كان ليصيبك بغض النظر عن منسوب وتوزيع الشعر في جسدك. إن كانت درجتك جيدة من الناحية النفسية والاجتماعية ستعدين امتحان القبول إن شاء الله لدى العريس وإن كان أشقر وشاركينا الفرحة.
واقرئي على استشارات مجانين:
كيف أحب نفسي حتى لا أخسره؟
لأنها مشعرة: زهدت في الزواج
كعبورة
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا يا ابنتي.