العلاقة مع الوالد
هواجس منغصة
السلام عليكم ورحمة الله، سبق أن أرسلت إلى موقعكم الموقر مشكلة، وأشكركم على تجاوبكم السريع ولكم مني جزيل الشكر، أما عن مشكلتي الحالية فهي هواجس مقيتة تهاجمني باستمرار وتنغص علي حياتي وأصبحت أفكر فيه بكثرة وبدأت تظهر علي بعضا من آثاره مع من هم حولي من الأهل والإخوان, وسبب هذه الهواجس أن والدي متزوج من زوجتين كما ذكرت في رسالتي السابقة، ووالدتي لم تشعر بالسعادة كسابق عهدها ولكنها مؤمنة بقضاء الله وقدره, ثم أنجب من زوجته الثانية خمس أولاد والسادس في الطريق إن شاء الله هذا بخلاف إخواني من والدتي وهم خمسة الله يحفظهم وسبب زواج الوالد في الأساس هو الأولاد.
المهم أنا غير مقتنع شخصيا بكثرة الأبناء بل أصبحت أكرههم لما رأيت من تعب الوالدة وغيرها أثناء الحمل وبعده وأتساءل في نفسي لماذا يكثر الإنسان من الأولاد مع كل هذا التعب؟؟، أعلم أن هذا الكلام يضايق البعض ولكني أذكر هواجس أريد لها علاجا.
ثم هناك هاجس آخر يرعبني وهو أنه في حال وفاة الوالد لا قدر الله فكيف أفعل مع أحد عشر ابنا أغلبهم صغار وبعضهم لم يدخل المدرسة بعد, حتى أني لما هنأني أخي بوصول مولود جديد لم أستبشر وأستغرب من الأهل ولا أحد يعلم ما بداخلي!
والآن لما أخبروني أن هناك آخر في الطريق من زوجة والدي شعرت بالحنق والغضب وأستغفر الله من شر نفسي ولكن هذا ما حصل أصبحت أكره جميع إخوتي وأكره ضوضاءهم وإزعاجهم وخصوصا عند مشاحناتهم, وبما أن عملي ليس في منطقة الوالد فاني لا أتمنى البقاء كثيرا أخشى من المجهول كثيرا وترعبني هذه الهواجس وقد أفشل مشروع الزواج الذي أنا بصدده وأشعر بارتفاع نبضات القلب بشكل ملموس عندما أفكر في هذا الموضوع بشكل يرهقني، ولا أدري هل هي مجرد هواجس مقيتة تعالج بالكلام والتوضيح أو أني مريض نفسيا
أرجو من السادة المستشارين أن يوجهوني
ولكم الشكر.
19/01/2007
رد المستشار
أخي العزيز "إدريس"؛ تحية طيبة وبعد،
أهلاً وسهلاً بك مرة ثانية على مجانين، وإن كنت لا أدري ما هي استشارتك في المرة الأولى، ولكن على العموم فاستشارتك هذه المرة قابلة للمناقشة، والله المستعان.
أخي "إدريس"، هل تتذكر كيف طلب سيدنا موسى من الله أن يجعل له من سيدنا هارون وزيراً ومعيناً يشد من أزره في مواجهة فرعون وقومه وعلى مواجهة عناد بني إسرائيل، فكان موسى هو أفضل أخ لأخيه، حيث رزقه الله النبوة بعد أن طلبها له أخوه موسى واستجاب الله لذلك الطلب، وقد يكون أحد إخوانك –بإذن الله- هو سبب سعدك في هذه الحياة فمن يدري؟!.
وكما قال عز وجل: (.........وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة: من الآية 216)، فاقبل أخي إدريس عطية الله لك ولأبيك، فلا تدري ماذا ستأتي به الأيام، واطرد عن ذهنك القلق ووساوس الفقر والحاجة والمشاكل في المستقبل، وأعن والدك على تربية إخوانك قدر استطاعتك، دون أن تنسى نصيبك من الدنيا فتتزوج ويكون لك أنت أيضاً زوجة (واحدة فقط تكفي، ولا تقلد والدك!) وذرية وعلى الله الرزق وليس علينا، فلا تحمل هم شيء قد كفاك الله إياه ألا وهو الرزق، فلا تقلق على رزقك ولا رزق زوجتك وإخوانك "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ". [ سورة الذاريات الآية 58 ].
وأختم ردي عليك بقول عجوز حكيمة كانت تقول لي عن الرضا بقضاء الله أياً كان: "شكرتم أجرتم أمر الله نافذ، كفرتم لجيتم (من اللجاجة والرفض) نافذ نافذ".
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز "إدريس" أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك في موقعنا، كان علي وأنا أجهز رد مستشارنا أ.د.مصطفى السعدني للرفع على الموقع أن أجد مشكلتك السابقة وقد وجدتها، وتمنيت لو أنني قمت بذلك البحث أو قام به غيري قبل إرسال المشكلة إلى المستشار، لكنني قرأت مشكلتك الأولى والتي كانت عن العلاقة مع الوالد ووجدت أن رد أخي د.مصطفى يحمل من النفاذ إلى لب الموضوع ما يكفي وكأنما استطاع بحدسه أن يستنتج مشكلتك، فحياه الله على رده، وأهلا بك دائما فتابعنا وشاركنا.
ويتبع>>>>>> : العلاقة مع الوالد م1