هل يوجد حب عن طريق النت
حب عن طريق النت
سيدي الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي والدكتور أحمد عبد الله بداية أود أن أشكر لكم مجهوداتكم البناءة والفعالة من أجل نشر الوعي بين الناس من خلال مصدر استخدمه الكثيرون فيما يضرهم ولا ينفعهم وهو الإنترنت فأنا أتابع موقعكم المتميز يوم بيوم ولا أفتأ أتابع مدوناتكم والمشاكل التي تقومون بعرضها ولكني قرأت مشكلة اليوم وهي مشكلة الفتاة التي تعلقت بالرجل ذي الــ 48 عاما وأعجبني كثيرا رد المستشار عليها ومنها قمت بالدخول على تلك المشكلة التي أرسل مشاركتي عليها فلكم أعجبني رأي الدكتور أحمد عبد الله كثيرا في تفسيره لما أسميه ظاهرة الشات والعواقب التي يجنيها المتحدثون من ورائها والتي الخاسر فيها إلى حد كبير هي الفتاة أو السيدة التي تبحث عن الحب على تلك الشبكة وتنسى أو تتناسى أن من تحدثه أو تقيم معه علاقة إليكترونية قد يكون بالفعل كاذبا في كل ما يقوله وهي الحالة الأغلب في مجتمعات الشات فتجد صبي الميكانيكي مهندس سيارات في إحدى الشركات الكبرى إلى غيرها من الأمثلة الأخرى وبالفعل لو نظرنا إلى مقاهي الإنترنت وإلى الذين يجلسون على الإنترنت ونظرنا إلى عناوين بريدهم الإليكتروني لتجد روميو ولفلي بوي وساد نيت بوي وكلها مسميات لو رأت الفتاة أو الضحية صاحب ذلك البريد الرقيق الاسم الذي يشف عن رقة ورومانسية هائلة لصدمت صدمة هائلة.
أعتذر عن تلك المقدمة الطويلة ولكني أحببت أن أضيف رأيا للدكتور أحمد عبد الله حينما قال أن العالم الإليكتروني في مجتمعات الشات هو عالم قائم علي الكذب ولا أدري أن ما سأتحدث عنه هو بالتأكيد يعرفه وتجاهله مثلا في حديثه أم لا وهو أن سيادته قد عمم الكذب على الجميع وأنا لست أعترض على حديثه بل أنا مقتنع به اقتناعا تاما ولكني أقول أن لكل قاعدة شواذها وشواذ قاعدة الكذب في الشات هي إحدى صديقاتي في الجامعة فأنا كما أوضحت طالب في السنة الأخيرة من الجامعة وأعمل خلال الدراسة حتى أزيح عن والدتي تكاليف دراستي وزواجي فأنا أخطب إحدى زميلاتي.
نعود لموضوعنا وهو أن إحدى زميلاتي قد تعرفت بشاب على الإنترنت وهي كانت محتارة فقد كان الموضوع في بدايته مجرد حديث ولكنه بدأ يعجب بها ويبدي ذلك الإعجاب فما كان منها إلا أن عرضت علي الموضوع وطلبت مني مساعدتها في أن تتعرف إن كان ذلك الشاب جادا أم غير ذلك وبالفعل بعد عدد من المرات كنت أجلس معها وأقول لها ماذا تقول أو تفعل فقد كنت أفعل كما يقول الدكتور أحمد بالضبط وهو التعامل مع كل معلومة يرسلها ذلك الشخص علي أساس أنها معلومة كاذبة حتى نتبين أنها صحيحة بأي طريقة كانت حتى أعترف لها بحبه وطلب مقابلتها وهو من مدينة أخرى بل محافظة أخرى وبالفعل تمت المقابلة وتحول الموضوع عندنا وعندها إلى موضوع جاد ففعلا لم يكذب الشاب في أي كلمة مما قال فقد قمنا بالسفر إلي محافظته والسؤال عنه وبالفعل تبين أنه صادق في كل ما يقول وتحدث إلى أهلها وقام بالاتفاق معهم على أن تتم كل فعاليات الزواج بعد أن ينهي دراسته.
وما أريد من تلك التجربة التي عرضتها لحضراتكم إلا أن أوضح لسيادتكم أنهم بالفعل يوما بعد يوم يزداد تمسكهم ببعضهم البعض رغم الأوقات القليلة التي يرون فيها بعضهم والأوقات الكثيرة التي يتحدثون فيها على الإنترنت وأنا هنا لا أريد سوى أن أوضح لحضراتكم أنه في الغالب الأعم يكون الكذب والقليل النادر هو الصدق وأني أوفقكم الرأي مع التمسك أن لكل قاعدة شواذها وأرجو من سيادتكم أن تتقبلوا فائق احترامي وأرجو من مشاركتي أن تكون قدمت جديدا وألا تكون مما يلغو به اللسان الذي لا يسمن ولا ينقع عليلا.
شكرا لكم
25/2/2007
رد المستشار
الأخ الكريم؛ شكرا على ثقتك واهتمامك، جعلنا الله عند حسن ظنك، ومن يبحث معنا عن أمل في بناء، أو فاعلية في التغيير، أو جهد في توعية، أو جهاد في وسط علم التسلية والترفيه والحياة الديجيتال!!
كلامي القديم عن الكذب على الإنترنت ما زال يردده الكثيرون إعجابا واقتناعا، وأنا تجاوزته منذ زمان طويل، ولم أعد أكرره لأنه صار معروفا وبديهيا، ولأنني صرت أرى الأمور أكثر تركيبا، وفي وسط توازنات وتشابكات أخرى هامة، كما أحاول دائما أن أفعل وأنا ألفت انتباهكم لهذا تباعا، والله الموفق.
مع استمرار وجود الإنترنت وانتشار استخدامه صار من المعلوم بالضرورة، والمتداول بين رواد الشبكة أن الناس تكذب تقنيا، كما تكذب في الحياة، لأن الكذب جزء من الطبيعة الإنسانية، أو بالأحرى وارد أن يحدث إلا أن يستعلي عليه من لا يقبله على نفسه، أو يخشى غضب ربه، أو لا يطمح إلى جلب مكسب أو دفع مضرة عن طريق قول الزور، وقليل ما هم، ولكنهم موجودون في كل عصر وأوان وفي حالتنا تحول الكذب وعالمه إلى بديل لذيذ ومنعش ومدهش للعالم الواقعي بما يحمله من إحباطات وفشل وانسداد، فما الجديد أن البعض يكذب، والبعض لا يفعل؟!
وهل سبق وسمعت مني أو من غيري أن شعار الإنترنت أنه لا يدخلها إلا الكاذبون؟! وهل يعني استشراء الزور أنه لا معنى للحق أو للحقيقة؟! إنما الجديد الذي يمكن أن تشير إليه رسالتك أن الناس مع معرفتها بطبيعة الشبكة، وما يحصل عليها، فهم مازالوا يتمسكون بالعلاقات عبرها، ويمارسون جزءا كبيرا من حياتهم عليها حاليا: في الأخلاق والترفيه، والمعرفة، والغواية، والاتصال والتواصل، وغير ذلك مما يجري على الشبكة وعبرها، وهذا كله يتم في غياب شبه كامل للأبحاث والدراسات والحوارات حول تأثير يتم في غياب شبه كامل للأبحاث والدراسات والحوارات، هذا على الفرد والمجتمع والأمة بأسرها، وهو ما نحاول التصدي لمناقشة عبر لقاءنا الشهري في ساقية الصاوي حول العلاقة بين عالم الاتصالات وحياتنا كلها، ومرحبا بكل متهم.
واقرأ أيضاً:
هل يوجد حب عن طريق النت مشاركة (5)
هل يوجد حب عن طريق النت: عتاب
تجربة النت.. عذاب وألم
عدم الثقة: الأفضل في علاقة النت
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.