الالتزام بالصلاة
حاولت مرارا وتكرارا الالتزام بالصلاة ولم أستطع. أنا أؤمن بأهميتها ووجوبها . أحافظ عليها فترة وجيزة ثم أنقطع .
طبعي كسولة ولا التزم بأي واجبات إلا لفترة صغيرة. أشعر أنه سيأتي اليوم الذي أقابل فيه ربي وأنا لم أصل ورغم إن هذا شيء يؤرقني
أشعر أنه عيبي الوحيد ولكني لا أستطيع حله فعلا لا أعلم ماذا أفعل فإنها مشكلة كبيرة بالنسبة لي.
طوال عمري لم أستطع حلها أبدا ولا أحد يشعر بمعاناتي.
09/03/2007
رد المستشار
أختي الحبيبة؛
أبدأ بعبارتك (لا أحد يشعر بمعاناتي) فأقول لك، بل الله يعلم بها، وهو الرحيم الودود الحليم، يعلم ما تكابده نفسك من لوم، ومحاسبة، وهو اللطيف الخبير، إذن كلما حاسبت نفسك قولي يا رب إليك أشكو ضعف قوتي، تكلمي مع ربك وحدثيه بحالك، فهو إلينا أقرب قريب، وهو الغفور التواب، قولي يا رب تب علي لأتوب، وحقق توبتي، وأصلح حالي، لن يكون أحد أرحم بك من ربك، فكلميه استرحاما واستعطافا ورغبة ورهبة، وانظري في عظيم رحمته بك أن وهبك نفسا لوامة، تلومك على التقصير، وقولي يا رب كما وهبتني هذه النفس، فهبني صلاح العمل..
الدعاء وصدق الالتجاء، لا سيما في الخلوات، والثلث الأخير من الليل، أو ولو كنت بين اهلك، توجهي إليه بالمناجاة، فهو يسمعك، وأعلم بقلبك، وما خاب من وفق للدعاء يا أختي.. وبعد ذلك ومعه، استعيني بالصحبة الصالحة لتنبيهك وتذكيرك، وإذا لم يكن لديك فابحثي عنهن، حبيبتي نبهني والدي مرة لمعنى جليل، قال لي: ألا تستمعين إلى المؤذن وهو يقول: حي على الفلاح، فالصلاة هي الفلاح، الناس تبحث عن الفلاح في الدنيا، كيف سينجحون، كيف سيتفوقون، كيف سيجنون الرفعة، وكل ذلك في الصلاة وهم غافلون عنها، قال لي: يا ابنتي، الصلاة هي أعظم سبيل لتعليم الانضباط، فهي في مواقيت محددة، وما أعظم أن يأتي بها المرء في أول وقتها.
قال لي: ثم إن الإنسان لو أدى الصلاة وهو يستحضر معانيها ركوعا وسجودا وتلاوة وذكرا، صفت نفسه، وطابت سريرته، واتصل بربه، فاقبل على دنياه بعزم وهمه وإحساس قوي بأن الله نصيره، ومعه، فحين ذلك سيستحي من أن لا يتقن عمله، وسيستحي من أن يتكاسل عن أن يكون وقته مثمرا، وقد يغفل المرء فتأتيه الصلاة التي تليها لتذكره (حي على الفلاح)..
حبيبتي: قد وضعت يدك على تقصير خطير لديك وهو عدم الانضباط، وكيف أنه يفسد عليك دينك ودنياك، وعلاجه بعد الدعاء، الاستعانة بالصحبة الصالحة كما قلت لك، والثقة بالله أولا وأخيرا أنه لن يخذلك وسيبعث الهمة في نفسك ، متى صدقت معه.
اخرجي من منطقة الراحة، ولا تدعي فكرتك السلبية عن نفسك وإن كانت صحيحة تكبلك، بحيث أن امتلاكك لعادة سيئة لا يعني أنها تمتلكك، لاحظي كلمتي (امتلاكك) في الحقيقة أنت من تملكين عاداتك وليست هي من تملكك، والله هو مالككما، فاعزمي وجاهدي نفسك لتكوني أفضل، ولا تجعلي العثرات تحبطك فقديما قال الصالحون: سيروا إلى الله عرجا ومكاسير، استمري مهما كانت عثراتك، وفرحي دوما نفسك بالله ولا تجعلي اليأس يخالطك، وقولي يا رب وتذكري قوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) والمجاهدة في سبيل الله قد تكون في العبادات المحضة كالصلاة، كما تكون في النهضة في أمور الحياة، وعدم التكاسل، سأدعو لك، وتابعينا بأخبار انتصاراتك.