محتاجة حد يسمعني ويساعدني
الأول حابه أشكركم على المجهود الهايل اللي بتعملوه، أرجوكم بلاش تهملوا رسالتي وتردوا عليا لأني هاأستنى الرد عشان أعرف إن في حد فعلا بيسمعني وممكن يساعدني.........
أنا بنت عندي 18 سنة من زمان بابا كان بيسافر دائما لدولة خليجية وأنا تربيت مع أمي في بيت جدي, ناس يحبوني أوي ويخافوا عليا, عوضوني عن بابا كثير لحد ما بقى بابا بالنسبة لي مجرد مصدر للفساتين والفسح ده لأني طبعا كنت صغيرة وكنت في المرحلة الابتدائية, لما بدأت أكبر هو استقر في مصر بس بعد فوات الأوان لأني كنت بخاف منه أوى... كانت سياسته معايا ومع إخواتي الضرب, كان بيساعدنا في الدراسة لكن بشكل غلط فيه ضرب وقهر لدرجة إني كرهت الدراسة ومستواي إتأخر كثير بالرغم إني كنت متفوقة جدا, الغريب إني بجيب نتيجة كويسة أوي مع غيره, وبمرور الوقت كبرت وبدأ يضيق عليا النطاق لدرجة إني كرهته وبقيت قريبة من ماما وكل اللي بعمله إني بقعد آكل.
مع الوقت تقدر تقول إني إتقربت كثير من أصحابي اللي هما للأسف طلعوا مش كويسين لكن أنا كنت مقتنعة بيهم جدا بس عشان بيسمعوني وبيخرجوني من المود الضيق اللي في البيت، بدأت أنحرف بشكل غريب سرقت أمي بس عشان بابا يتضايق وأحسسه بالحزن يعنى بنتقم منه ومع الوقت والظروف إكتشف كده وبدأ يضربني لدرجة الموت وكرهي ليه بيزيد وبتمنى يفضل بره البيت دائما وأحيانا تمنيت موته.
المشكلة إني مش عارفة أتعامل معاه وتعبانه فعلا لأنه بيحسسني بالفرق في المعاملة بيني وبين إخواتي حاولت أفهمه إنه لازم يقرب مني ويبقى زي أبهات أصحابي بس ده مابيحصلش وبيتهمني إني بربيه من جديد وإني عايزه أمشيه على دماغي بجد محتاجه اللي يساعدني لإني تعبانة بجد ومش قادرة أتحمل ضرب وإهانة تاني خصوصا إني بقيت بنت في الجامعة ودي المتنفس الوحيد لي.......
09/03/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛ نحن نسمعك، وهذا في حد ذاته هامٌ أن يجد الإنسان من يسمعه، ويشير عليه بما قد ينفعهُ، وهذا إنجازٌ كبير حققه هذا الموقع المبارك بفضل الله وحده من قبل ومن بعد.
ليست العلاقة بينك وبين والدك هي الملتبسة الوحيدة في مجتمعنا، فيم خلال عملي في دوائره المختلفة ألفت الأنظار إلى الوضع المضطرب للعلاقات بين الآباء والأبناء، وهو ما يدفع الجميع ثمنه لاحقا فيما يظهر من تشوهات أخلاقية ونفسية، وعاهات وإعاقاتٍ في العلاقات الاجتماعية، وفي الأداء الفردي والعام، ونصبح بصدد بيئة الخلل والمرض النفسي العامة التي نعيش وسطها.
والدك لم يتدرب أساسا على أن يكون أبا، فهو غالبا لم يقرأ ولو كتابا في التربية، ولم يحضر دورة، ولم يسمع توجيها يعينه على النهوض بهذه المهمة المركبة، فأصبح مثل ملايين الآباء فاقدًا للمعرفة والخبرة، والمسألة صارت أصعب مع عصر الفضائيات والإنترنت، حيث صارت عقول الأولاد والبنات أكثر تعرضاً للأفكار والتيارات المعرفية والسلوكية، و"التقاليع"، وكذلك المعارف وأنماط العيش، وبالتالي المقارنة بين أوضاع الشباب هنا.. وهناك، بين مجتمعات تمارس حرية فردية بلا حدود تقريبا، ومجتمعاتنا المخنوقة بألف قيدٍ وتقليد، الغارقة في الشكليات والنفاق وغير ذلك من أحوالنا المعروفة.
إذن أبوك في ورطةٍ لا تقل عن ورطتك، وأنت تحتاجين إلى من يساندك، ولعل الأفضل هنا يكونُ خالاً لك أو عمًّا من أعمامك، فالعائلة لها الأولوية، بحسب الحكمة والقدرة على النصح، والتأثير على الوالد عند اللزوم.
تحتاجين إلى فض اشتباكٍ مع الوالد يمكنك الحصول عليه ممن حولك، وكذلك ببعض المرونة والدبلوماسية في تعاملك مع الوالد، وذلك فيما فيه تحسينٌ لمستواك الدراسي والسلوكي، بقدر الإمكان. أما العناد والصدام، والاستسلام للأفكار السلبية عن الحياة والمستقبل، وتصعيد التصرفات المندفعة فلن يصل بك إلى شيء.
أعتقد أنك لا تستطيعين تربية الوالد أو تغييره، بينما تستطيعين كسبه أو تحسين علاقتك به، وتغيير انطباعاتِهِ السيئة عنك، على الأقل حتى تنتهي من دراستك الجامعية،وتصبح لديك وظيفة تمنحك بعض الاستقلال النسبي، وبالتالي قرارات تفيد مصلحتك أكثر.
ويبقى موضوع اختيارك للأصدقاء الذين تثقين بهم، وتقتنعين بأنهم الأجدر بصحبتك وأسرارك وسمعتك، والعثور على أصدقاء محترمين صار شاقا –هذه الأيام- ولكن كل جهدٍ تبذلينه في هذا الصدد هو لصالحك في النهاية، وإياك وأصدقاء السوء، فهم كارثة على كل المستويات!!
قد تحتاجين لمراجعة طبيب متخصص للحديث معه، وللمزيد من المتابعة والإرشاد، ولا تترددي في طلب المساعدة والعون والتوجيه طالما وجدت المصدر الملائم له، واقتربي من أمك أكثر دون أن تخسري أبيك كما تفعلين حاليا، وأهلا بك دائما.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليس لدي ما يضاف بعد ما تفضل به مجيبك، فقط أنصحك بأن تقرئي ما تأخذك إليه الروابط التالية:
قلبي وربي وأبي: دفاتر تعاستنا، وعشقنا
قلبي وأبي وربي شباب للعرض فقط متابعة
أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة 2
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا.