الفصام والتخلف العقلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، المعلومات عن الفصام متوفرة بكثرة على الإنترنت لكن تكاد تكون منعدمة عن المتخلفين عقليا والمصابين بالفصام. أرجوكم الاهتمام بالمشكلة.
المشكلة هي أن أخو زوجي يبلغ من العمر 27 سنة متخلف عقليا (down syndrome) تم عرض حالته على مجموعة من الأطباء والذين أجمعوا على إصابته بالفصام، حيث حدثت له صدمة عاطفية في المدرسة فظهرت عليه أعراض الفصام من هلاوس، الشك في تدبير المؤامرات، عدم الأكل، وأحيانا الثورة والشتائم وطبعا رفض أن يذهب لأي طبيب أي أن التشخيص تم من خلال وصف الأم والأب للحالة. أصيبت أمه بانهيار تام ولا تدرك أي شيء عن حقيقة المرض، وقد قرأت أنا وزوجي كثيرا عنه ونريد أن نتأكد من بعض التساؤلات خاصة أن الأسرة تعتقد أنه لا يوجد خبرة كافية في مصر لمعالجته لندرة الحالة
1- هل من الضروري إيداعه في مصحة أم إن العلاجات الموصوفة تفي بالغرض.
2- سمعنا أن المتخلف عقليا لا يشفى من المرض وأنه غالبا ما تزيد معه حدة الاضطرابات مما يفضي إلى الموت هل هذا حقيقي.
3- إذا كان من الضروري أن يعرض بشخصه على طبيب وهو ممتنع عن النزول إلى الشارع فما العمل.
4- ما هو مآل المرض في حالته وماذا يجب على الأسرة أن تتوقع.
5- أحضرنا العديد من المواضيع عن الفصام لكن هل تكون مفيدة في حالته.
آسفة على الإطالة وجزاكم الله خيرا على مساعدتكم القيمة لكل القراء
والسلام عليكم
13/04/2007
رد المستشار
الأخت "ندا"؛
تحية طيبة وبعد، أهلا بك على موقعنا، زملة أو متلازمة داون تحدث نتيجة لخلل في الكروموسومات لدى الجنين أولدى الأم أثناء الانقسام الاختزالي؛ وأهم أسباب حدوثه هو حمل الأم بالجنين في سن متأخرة وبالذات فوق 45 عاماً، لذا ينصح الأطباء السيدات المتزوجات بأن أفضل عمر للحمل والإنجاب هو بين 18 – 32 عاماً، ولا يمنع ذلك الإنجاب في سن أكبر أو أصغر، فلكل سيدة متزوجة ظروف مختلفة عن الأخرى. وأهم الكروموسومات التي يحدث فيها الخلل المسبب لمتلازمة داون هو الكروموسوم رقم 21 وبنسبة أقل 22 و14.
وبالتأكيد فإن تعرض الأم للملوثات الكيميائية والإشعاعية وغيرهما يزيد من حدوث تلك الاضطرابات الوراثية. وتعتبر زملة داون من أكثر الأمراض الوراثية حدوثا، فنسبته حوالي 1 لكل 600 – 1000 مولود، وهذا معناه أن بلدا كمصر بها ما لا يقل عن 70000 مصاب بهذا الاضطراب الوراثي.
والمعروف أن الأطفال المصابين بمتلازمة داون غالبا لا تتعدى أعمارهم الأربعين عاما وذلك لانخفاض المناعة لديهم وزيادة تعرضهم لمختلف الأمراض المعدية، بالإضافة لإصابتهم ببعض العيوب الخلقية في القلب و الأعضاء الحيوية الأخرى بأجسادهم؛ مما يعرضهم للوفاة المبكرة غالباً، والأعمار بيد الله كما نعلم جميعا.
وقد وجد العلماء أن التركيب البنائي لخلايا المخ في المصابين بزملة داون شديد الشبه بالتركيب البنائي لخلايا مخ مرضى عته ألزهيمر؛ وهذا قد يفسر لنا لماذا يصاب بعض المصابين بزملة داون بأعراض شديدة الشبه بالأعراض الذهانية التي تحدث في مرضى الفصام، تلك الأعراض الذهانية التي قد نراها أحيانا في مرضى ألزهيمر؛ لذلك نفضل أن نطلق على تلك الأعراض الذهانية: "شبيهة بالفصام" وليست "فصاماً"!.
ومن المؤكد أن علاج المرضى المصابين بمتلازمة داون ولديهم أعراض ذهانية ممكناً باستخدام مضادات الذهان، وأفضلهم الترايفلوبيرازين أو ترايلافون، كما يمكن استخدام مضادات الذهان الحديثة ولكن بحرص وبالذات في مرضى زملة داون الذين لديهم عيوبا خلقية في القلب، لذا يُفضل أن يبدأ علاج المريض بمستشفى أو مصحة للأمراض النفسية لعمل الفحوص اللازمة للمريض ولضبط جرعات مضادات الذهان، ثم يستكمل المريض بعد ذلك العلاج وبانتظام في منزله، وإذا كان المريض لا يخرج من المنزل إلا بالإكراه نتيجة للاضطراب الذهاني المصاب به، ففي هذه الحالة يمكن الاستعانة بطبيب ومساعديه وسيارة من المصحة أو المستشفى النفسي لنقل المريض إليها، وبالطبع سيكون أخو المريض أو أمه معهم لتولي النفقات، وأجركم على الله!!، وأنا أحدثك عن المستشفيات النفسية الخاصة وليس المستشفيات النفسية الحكومية، والتي لا أظن أنها تقدم مثل تلك الخدمة للمرضى الذهانيين في بلادنا!!.
وأهم شيء في هذه الحالات هو المتابعة المنتظمة مع الطبيب المعالج بعد أن يهدأ المريض ويصبح متعاوناً مع أهله ومتفاهما، وسيتبين لكم أثناء علاجه أن هناك من الأطباء النفسيين من سيحبه المريض ويطيعه، فلا مانع أن يقوم هذا الطبيب النفسي بمتابعة مريضكم بعد خروجه من المستشفى، وغالباً ما سيكون علاجه بتناول كميات بسيطة من مضادات الذهان بانتظام تجعله هادئاً ومتفاهما وخاليا من الشكوك والضلالات والهلاوس، وإلا فانتكاسة المريض وعودة الأعراض الذهانية له تحدث في الكثير من المرضى، وهذا هو مفتاح السلامة والاستقرار النفسي لدى هؤلاء المرضى، أما الشفاء التام بعد العلاج بمضادات الذهان لمدة أسابيع ثم إيقاف العلاج بمضادات الذهان تلك فهو وارد!، ولكن في القليل من الحالات الحادة وبنسبة أقل بكثير في الحالات المزمنة!، ولا تزيد نسبة تلك الحالات التي تُشفى تماما -بعد العلاج لمدة عدة أسابيع بمضادات الذهان ثم إيقاف العلاج بتلك الأدوية- عن ثلث المرضى المصابين بالذهان الحاد.
أختي المهندسة رندا أتمنى أن أكون قد أفدتك بإجاباتي عن أسئلتك المتعلقة بأخي زوجك، وأدعو الله له ولكل مريض ذُهَاني بالشفاء العاجل، وتابعينا بأخباره.