السلام عليكم ورحمة الله
R03;يا أستاذ وائل عدت لكم لا زلت أتابعكم وأرصد مشاكل البشر وأرصد حلولكم لها، ولكن ماذا أقول في تلك المشاكل التي لا تنتهي والحمد لله أن صدوركم متسعة لأن تستمع لنا دوما، أتعلم يا أستاذ وائل لا أدري ماذا أقول لكم..ضاقت بنا الدنيا هنا في فلسطين فالبشر ليسوا بالبشر والحب ليس هو الحب والإنسانية ليست هي الإنسانية..الخ من هذه الدنيا وما فيها من بشر، أتعلم بالنهاية قررت أن أسافر وأبتعد وأعيش ولوحدي، فمال الجديد وأنا تلك الفتاة التي دوما لوحدها لدرجة أن أخواتي يقلن لي لماذا تحبسين الفرحة بداخلك/سبحان الله وأي فرحة هذه.
بالفترة الأخيرة أستاذ وائل تعرضت لمواقف كثيرة منها ضغوط العمل ويعلم الله لو كان أحد غيري في مكاني بالعمل لما حمل مديرتي ساعة واحدة أقسم لكم،أتعلم خلال شهرين طفشت 13 موظفة وأنا لازلت صامدة 7 سنوات من الصمود ويعلم الله أنها من بدني وعافيتي، وأنت تعلم الوضع هنا بفلسطين لا عمل ولا شواغر على أية حال كما تقدم لي زميل لي بالجامعة لخطبتي ووافقت مع بعض التردد ولكن وافقت لأني أعلم أنه يحبني وأهلي شجعوني كثيرا، وتحدثنا كثيرا وناقشنا الوضع وقررنا نهاية الارتباط وإرسال أهله للتقدم لي أتعلم صدمت منهم رفضوا موضوع ارتباطنا لأسباب لا أدري إن كانت مقبولة ولكن أنا أقول إنها مقبولة لهم لأنهم من قرى وإن كنت كذلك
السبب الأول تقارب أعمارنا فهو أكبر مني بثلاثة أشهر أي 29 نحن الاثنان ثم الطرق فهو قدس وأنا ضفة فكيف سيتممون الموضوع هذا إضافة الخ وفهم على ولدهم والسبب الأخير تكاليف الزواج فبنت الضفة لا تكلفه كما سأكلفه أنا بنت القدس.
علما أستاذ وائل إنني وهو كنا قد تناقشنا بالموضوع واتفقنا على كل شيء ولكن هكذا كان رد أهله واليوم نحن على عتبة لا أدري إن كانت إيجابية أو سلبية ولكن الموضوع مضى عليه تقريبا أربع أسابيع ولا تقدم ولا زال هو يحاول مع أهله ومتمسك بي ولكن هو بين نارين كما قال لي حبه وتمسكه بي وحبه لأمه (لا تتخيل كم أمه غالية عليه ويعشقها).
أتعلم أكتب لك ودموعي لا تتوقف ليس لضياع عريس كما قد يخطر ببالك ولكن أقسم بالله إني إنسانة كما يقول الجميع رائعة بكل المقاييس ولا أرفض لأحد أي طلب وإن كان على حسابي الخاص أو نفسيتي/الجميع يقولون لي إنني صاحبة المواقف فلماذا كل هذا يحصل لي.
أنا آسفة أطلت عليكم
04/05/2007
رد المستشار
حضرة الأخت "نارمين" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نشكر اتصالك بنا، وفتح ما في القلب من الأسى أمامنا، فهذا دليل ثقة؛ شكراً لثقتك!
الأخت "نارمين"، فلسطين الحبيبة الغالية تتألم، ونحن لا ندري أي الحالين أحقّ بالشكر لله! أحالة الصحة والعافية، والتي يكون الحساب فيها بدون تراخيص، أم حالة المرض والامتحان والتي يكون العبد فيها في فترة من السماح، كما وأن الملائكة تنزل في كل يوم على العبد المؤمن المصاب فتستغفر له وتسبح الله عنه؟
بالطبع لستُ هنا لكي أمدح فترة الحرب والمآسي والمشاكل الجمّة التي تتعرض لها فلسطيننا الحبيبة. فنحن: "لأجلك يا مدينة الصلاة... نصلي". ولأجلك أيضاً يا "نارمين" إننا نصلي، ومثلك نحن يا صديقة مررنا ونمر في كل عام في لبنان بمآسٍ مشابهة تقريباً. وصدقيني عندما أفكر إلى أية حالة وصل الانحطاط الأخلاقي في فترات السلام ما قبل الحرب اللبنانية الشهيرة، أشكر الله دائماً على فتنة الحرب التي أعادتنا إلى الله، والدين، والضمير الاجتماعي إلى حدٍ كبير.
كم أتمنى أن يستغلّ كل الشعب الفلسطيني الجريح، فترة الجرح كي يعود إلى رشده، إلى ضميره، إلى ربه... فيقوّي الحُب في المجتمع ويقطع شجرة الكراهية والتخاصم في ما بيننا. فقد قالها أحد الشعراء في الحرب اللبنانية:
"أَمِنْ أجل لبنانَ جادت بربريتهم؟
أَمِنْ أجل لبنانَ ما عاثوا وما نهبوا؟
أم لياسوع كل الأرضِ جلجلةٌ
يا ويح ياسوع كم يا سوع قد صلبوا"!!!
واليوم نقولها لفلسطين أيضاً، متضرعين إلى الباري أن يُعِمَّ بلد السلام بالكثير من المحبة والسلام...
يا أخت "نارمين"! لقد فتّحتِ جروحنا التي ليست بمنسيّة، بذِكركِ اسمَ هذا البلد الحبيب. أما بالنسبة لمشكلتكِ؛ فإذا كانت بلدكم هي أمّ المصائب في هذا العصر، فلا عَجَبَ أن يتحمّل كل فردٍ من أفراد المجتمع ومنهم أنتِ الكثير منها.
نعم! هنالك مَن يتحمّل ويجاهد ونسميه "البطل"، وكثير ممن هم في متراس المحراب أو العمل، أو على مقاعد الدراسة يجاهدون ولا يطلبون منا أية تسمية، هذا لا يعني أنهم ليسوا أبطالاً بحق وشرف!
أنتِ منهم يا "نارمين"! أما قصتكِ مع الحبيب الغالي؛ بالطبع هي قصة حزينة وتزيد الطين بلّة، ولكن: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" (العنكبوت:2 ).
بهذه السطور الرّبّانية قد ألخّص أيضاً الرّد، وأتمنى لكِ أن يعود صديقك إلى رشده وأهله معه، وينتصر الحُب، وإلا فسوف يكون: "ما عند الله خيرٌ وأبقى، "وَمَنْ يَتَّكِلْ عَلَى الله يَجْعَل لَهُ مَخْرَجَاً وَيَرْزُقه مِن حَيْثُ لا يَحْتَسِب" والسلام لكم، وعليكِ ورحمة الله وبركاته.
ويتبع >>>>>>: هل أستطيع أن أقول صدمة م