الألم
مش عارفة أبدأ ازاى لأن جوايا كلام كتير ومش عارفة أعبر بس ممكن أقول سبب مشاعري كلها وهي وفاة ماما....... عندي إحساس كبير بالذنب والتقصير والألم، أولا هيه كانت مريضة لمدة 13سنة كانت مصابة بجلطة في المخ ده اللي قالوه من حوالي شهر إنما قبل كده أنا ما كنتش أعرف أن الأمر كده هيه كانت بتتكلم بس مش بتتحرك وكان عندها ضمور في المخ أنا مش عارفة اعبر أو أِشرح الأمر بالضبط بس كل حاجة حصلت بسرعة خلال شهر كانت تعبت جدا ودخلت مستشفى وأنا زرتها مرة واحدة بس ومارضدتش أروح ثاني لأنها كانت تعبانة جدا وحولوها للعناية المركزة وكانت محتاجة دم فذهبت أتبرع لأني نفس الفصيلة بس أنا باخاف وبالتالي ماعرفتش أتبرع لها وبعد كده كنت باقول هاروح أزورها وأحاول أتبرع ثاني هما قالوا لي خلاص هانشترى دم بس أنا كنت عاوزة أتبرع ويوم ما قررت أروح وقلت خلاص هاروح بكرة الصبح صحيت وسمعت بابا بيتكلم في التليفون بيقول إنهم هايدفنوها بعد صلاة الظهر أنا قلت يمكن يكون قصده حد ثاني فقمت لقيتهم قاعدين فبصتلهم فاخويا قال لي اسكتى ماتتكلميش وماحدش كان عايز يرد عليا أصلا، انا ماتكلمتش خلاص ولا سألتهم أنا بصيت نظرة تساؤل وقتها ماعرفتش أعمل ايه او اقول ايه تانتنى واقفة حوالى خمس دقايق، وهما بيبصولى وفى الاخر قلت آآآآآآآآآآه.
بس بعدها ماقلتش حاجة ثانية فاخويا دخلني عندها، أنا أصلا مش باعرف اعبر عن أحزاني ومش بابكى قدام حد والمفروض إن الواحد يتماسك علشان كلنا كده ماحدش فينا عيط على فكرة أنا أصغر إخواتى والبنت الوحيدة او كنت أصغر لأن بابا تزوج وزوجته حامل، وعلى فكرة علاقتنا ببعض كويسة وهيه اللى كانت مع ماما لما تعبت.
المهم أنا حاسة إن جويا حاجة غلط أو مش عارفة اعبر بس بجد انا تعبانة جدااااااااااااااا فوق ماحد يتصور والمشكلة دلوقتى مابقتش عايزة ادخل البيت خالص أنا باشتغل ووقت ماباجى أروح مش ببقى عايزة أروح خالص بامشى في أي مكان المهم مااروحش لأني بافتكرها وبافتكر كل حاجة كانت بتحصل وكمان مش بالاقى حد في البيت بابا ليه شقته في نفس البيت فبيكون إما نايم أو في الشغل لما بيعرف انى جيت بيجى يقعد معايا بس ساعات مش بالاقى حد وأخي الكبير متزوج والتانى بيقضى وقته كله إما في الشغل أو مع أصحابه أو بيتمشى وأنا باروح أنام ومش عايزة اشوف حد خالص كانوا بيصحونى وأنا مش عايزة أقوم أنا اوقات كتيرة اصلا مش ببقى نايمة لأني مش باعرف انام ولما بانام باصحى مفزوعة زى ما حصل يوم ما ماما توفت يومها صحيت فجأة صحيت بدري على غير العادة كانت الساعة 6 الصبح وأنا نمت الساعة 3ونص سمعت اخويا صاحي وقتها فنمت واللي حصل انه كان بيصحى اخويا الثاني علشان يجيبوا ماما من المستشفى.
على فكرة أنا حضرت غُسل ماما ومابكتش وقتها يمكن عيني دمعت شوية بس تماسكت وخالتي هيه اللي كانت بتبكي وحصل أني دمعت على بكائها، وفى الآخر قالت لي أنتم السبب وخلاص مش هانجلكم تانى لانها راحت وقعدت تزعق.
أنا آسفة إني باتكلم لأن كلامي مايهمش حد، حاسة أني باسببلكم إزعاج، بس بجد مش عارفة أعمل إيه؟!، اليوم يكون مر أسبوع على وفاتها، اخويا من تانى يوم رجع رنة الموبايل اغانى تانى وعايش حياتة عادى جدا وأنا مسحت الاغانى من موبايلى، على فكرة طول 13 سنة دول كنت لوحدي مش زى البنات اللى بتتكلم مع مامتهم او يحكولها وياخدوا رأيها بسبب ظروف مرضها ماكنتش باتكلم معاها لأني ماكنت هاخد رأي مفيد فكنت باسكت ومع ذلك حاسة أنى كنت مقصرة معاها، مع انها هيه اللي كانت مقصرة معايا بس من غير قصدها.
بجد أنا تعبانة جدا ومافيش حد أكلمة.
أنا باعتذر مرة تانية انى باكلمكم في الموضوع ده لانه مايهمش حد غيري بس حاسة أني محتاجة أتكلم وإن حد يسمعنى وباعتذر أني أرسلت من الطريق ده مش عن طريق إرسال المشكلات.
8/5/2007
رد المستشار
ابنتي الحزينة المكلومة؛
تحية طيبة لك ومرحباً بك معنا على موقعنا، صدقيني أشعر بألمك، وأحس بمعاناتك، فلقد عشت الحداد والأسى يا بنيتي أكثر من مرة في حياتك، عشته أولا يا عزيزتي عندما كنت طفلة صغيرة ترين أمك طريحة الفراش، مقيدة الحركة، وليس لها حولا ولا قوة!!، ثم عشته مرة أخرى عندما اشتد المرض على والدتك ودخلت العناية المركزة، وأصبحت بحاجة لنقل دم باستمرار، وكنت أنت غير قادرة حتى على البقاء قريباً منها نظراً لسوء حالتها الصحية، وعجزت أيضاً عن أن تتبرعي لها بدمك لأنك تخافين، ومن هنا زاد إحساسك نحوها بالندم والألم، ولكن بنيتي عليك أن تلتمسي لنفسك عذرا في إحساسك بالتقصير نحوها، لأنها كما تقولين أنت كانت بالنسبة لك صورة أم موجودة على فراش المرض والألم، ولم تتمتعي معها بما تتمتع به الفتيات الأخريات من خدمة أمهاتهن لهن، ومشاركة أمهاتهن الرأي لهن في مواقفهن الصعبة، وبالذات في مرحلة البلوغ والمراهقة، لقد افتقدت أنت كل ذلك الدعم منها، وهي رحمها الله معذورة بعجزها ومرضها وأنت أيضا يا بنيتي معذورة بمعاناتك الحياتية اليومية في الدراسة وواجبات المنزل والأسرة وغيرهم من الواجبات الحياتية اليومية التي لا تنتهي.
وحتى تصلي يا بنيتي إلى مصالحة مع نفسك لكل تلك المتناقضات التي ذكرتها في حياتك قومي بالدعاء والذكر والصدقة وقراءة القرآن ولو الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي وغيرهم من الأعمال الصالحات واجعلي لها –رحمها الله- منهم نصيب وباستمرار كصدقة على روحها، فهذه الأعمال الطيبة من الأبناء ترفع درجات الميت عند الله تعالى، وأظن أن تلك الأعمال الصالحة أنت قادرة عليها وسيصلك أنت ثوابها قبل أن يصل أمك، كما عليك يا بنيتي أن تتحدثي عنها –رحمها الله– وعن أعمالها الطيبة التي تذكرينها لها، وليكن ذلك مع أبيك، أو أحد إخوانك المتعاطفين معك في وفاة والدتك، أو حتى مع زوجة أبيك، والتي أظنها من السيدات الفضليات -ولا أذكي على الله أحداً- فهي التي ساندت أمك المريضة حتى وفاتها، ولم تفعل ذلك خالتك مثلاً، والتي اكتفت ببث سمومها وجام غضبها عليكم!!؛ ومتى؟! في ليلة العزاء في فقيدتكم الغالية -رحمها الله- وهذا ظرف أدعى أن يواسي فيه العاقل أهل الميت!!، حيث أنتم في أمس الحاجة لمن يواسيكم ويساندكم في مثل هذا الظرف الصعب!!، ويقول لكم على الأقل كلمة طيبة؟!، ولكن يكفيك أن تقولين حسبي الله ونعم الوكيل مع مثل هؤلاء الأشخاص، أما أخوك الذي يستمع للأغاني من ثاني يوم لوفاة والدته فلا تدرين ماذا بداخله، فقد يكون بارد المشاعر نحو الآخرين كطبع فيه، وقد يكون شديد الحزن على وفاة أمه لدرجة أنه أراد أن ينسى الأوقات العصيبة التي مرت به ويخفف عن نفسه بمثل هذا التصرف!!.
وأطلب منك بنيتي أن تقرئي على الموقع:
أجمل وأذكى عزاء
أهلي فقدتهم كلهم
فمن رأى مصائب الناس تهون عليه مصيبته!!.
بنيتي؛
قلبي وقلب كل من على الموقع من المستشارين والقراء معك يعزونك ويساندونك في وفاة والدتك، ولا تنسي حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، في مثل تلك المواقف: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها"، فنعم العوض ونعم الخلف هو من الله عز وجل، وأوصيك الاهتمام بعملك لأنه أهم شيء يشغلك ويساعدك على نسيان الأحزان أو التخفيف منها في هذه المرحلة الحساسة من حياتك، وتابعينا بأخبارك.