رمسيس والاكتئاب
أنا اسمي رمسيس وعندي 21 سنة أنا للأسف عندي مشكلة الثقة بالنفس والكآبة مثلما يقول أصحابي علي. أنا للأسف فاشل في التواصل مع من حولي، أفشل في أحيان كثيرة في التواصل مع أصحابي أنفسهم مع أني أتواصل معهم بصورة قوية أحيانا، لكنني أفشل في كل مرة أكون نفسي، أنا أتكلم ومش عارف ماذا أقول لنفسي، وأطلع ما بداخلي، ومش عارف مع أن عقلي لا يتوقف عن التفكير نهائيا وكأني مسجون في عقلي، ولأني للأسف عندي مشكلة ثانية وهي أحلام اليقظة التي أعيش فيها معظم اليوم، وأنا ذاهب وراجع من الجامعة، وأنا مع أصحابي معظم الأوقات في كلمة قالتها صديقة لي، وأعتقد أن عندها حق حينما قالت: أنا أفضل العيش في عالم أحلامي عن المعيشة في العالم الحقيقي، وهذا بالإضافة إلى مشكلة الخجل في تعاملي مع الآخرين،
ومشكلة الإحساس بالذنب التي عندي لدرجة أن شخصا ما سألني الساعة كام؟!، ولم آخذ بالي وأختي قالت لي بعد ما مشي؛ أحسست بالذنب لأني لم أسمعه، ولليوم أنا فاكر ذلك اليوم مع أن ذلك حصل منذ ثلاث سنوات، لكن مع كل هذا ساعات أحس أنني أنافق نفسي في بعض الأحيان لدرجه أنني أشعر أنني أنافق وأكذب على نفسي وأنا أكتب هذه الرسالة، وللأسف عندي مشكلة أخرى وهي أني لا أعرف أطلع غضبي وكثيرا ما أكتم حزني بداخلي، وأطلعه في تخيلاتي فقط، فأنا قد أتظاهر بالمعاملة الجيدة مع الشخص الذي أغضبني، ولكن من داخلي أكون غضبان منه ولا أدري كيف أوصل له غضبي، وهذا يجعل هؤلاء الأشخاص يتمادون بعض الأحيان في غلطهم في، وهذا يغضبني جدا، وهناك مشكلة أخرى وهي أنني ساعات في تخيلاتي وفي لحظات غضبي أتمنى أني أدمر كل من حولي لدرجة أنني أتمنى أن أبيد كل البشر بما فيهم أنا لاحتمال أن تتكون أجناس أخرى تكون أحسن من البشر العاديين وللأسف فإن هذا الشعور أحبه وأكرهه في نفس الوقت لأن عندي أمل في جزء من البشر،
وهذا الأمل يتضح لي عندما أشاهد فيلما وأتأثر به، وأحس أن هناك أملا في جزء من البشر، في الحقيقة أنا مقسم البشر نوعين: البشر الفيروسات والبشر العاديين، البشر الفيروسات مجموعه من الناس -منهم أنا- حيث نعيش وسط البشر العاديين ولا أحد يلاحظنا إلا لو الفيروسات أصبحت خطيرة، وقامت بتدميرهم في الحال، أنا عارف أن تفكيري في البشر بالطريقة تلك غلط لكن بصراحة أنا أتمنى لو كنت من كوكب ثاني بعيدا عن هنا وعن الجنس البشري كله لأنني بجد مش قادر أفهم الناس وأنا عارف أنني لست الله لأحاكم الناس، وأحدد من الذي يستحق الحياة أو يستحق الموت، لكن هذا هو شعوري في أحيان كثيرة، أتمنى بجد أنك تساعدني لأنني لم أعد متحملا الشعور والأحاسيس التي بداخلي، ونفسي أستريح لأني ساعات أشعر أن حياتي ليس لها معنى بسبب أني غير قادر على فهم الناس، ولا أعرف كيف أقترب منهم،
مع إني ساعات أتمنى أن أدمرهم، وللأسف عارف أن العيب بداخلي أنا،
لكن أنا مقتنع أن كل ما حولي هو جزء من السبب الذي أوصلني لذلك.
24/11/2007
رد المستشار
الابن العزيز "رمسيس"؛ تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين.
سامحني على تغيير اسمك لزوم إخفاء شخصيتك، وذلك رغم أنك لم تطلب مني ذلك. المهم بعد قراءة استشارتك عدة مرات تبين لي عمق الاكتئاب الذي تعاني منه؛ ويتمثل هذا الاكتئاب في قلة، ثقتك بنفسك، وعدم قدرتك في التواصل مع الناس، وزيادة الوقت الذي تقضيه في أحلام اليقظة معظم الوقت، ثم إحساسك بالحزن والكآبة، كما قلت أنت، وكذلك خجلك من الناس حولك. أما الذي جعلني أبصم على معاناتك من الاكتئاب فهو إحساسك دائما بالذنب، وزيادة لومك لنفسك، هذا الشعور المتضخم لديك لدرجة أنك أخذت تلوم نفسك لمدة ثلاث سنوات لأن شخصا ما سألك عن الوقت ولأنك لم تسمعه لم تجبه، وهذا الأمر لا يستحق أن تلوم نفسك بهذا الشكل، ولكنه يعطيني كطبيب نفسي مؤشرا عن مدى الاكتئاب الذي تعاني منه، وإن اتسم هذا الاكتئاب ببعض العنف الذي وصفت به مجموعة من الناس بأنهم كالفيروسات التي تهاجم البشر حينما تضعف مناعتهم وأحيانا تقتلهم، بالإضافة إلى الصعوبة التي تجدها في فهم أنفس البشر من حولك.
وفي حالتك يا ولدي أجد خير اقتراح بالنسبة لك هو أن تلجأ إلى طبيب نفساني يسمع منك عن مشاكلك مع الناس، وعن علاقتك بوالديك وإخوانك وأخواتك، ويساعدك على رفع ثقتك بنفسك، ويكسبك بعض المهارات في كيفية التعامل مع الناس، وأظنك قبل كل ذلك محتاج لعلاج دوائي يقلل من إحساسك بالاكتئاب، ويقلل من غضبك نحو الناس وسخطك عليهم، وأظن "البروزاك" من الأدوية التي تتناسب مع حالتك، وبالنسبة لي فلا مانع لدي من ترسل لي ببعض المواقف التي حدثت وتحدث معك وتضايقك وأنا أساعدك في مناقشتها لتجنبها في المستقبل،
واقرأ على مجانين الاستشارات التالية:
خلطة قلق واكتئاب وتأنيب ضمير
أحلام اليقظة الاكتئابية؟؟؟
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج؟
عسر المزاج، والاكتئاب
الحزن المزمن والهروب بالتخيلات
التعويض في الحلم
وتذكر أن ما حدث لك خلال 21 عاما لن ينصلح في 21 ساعة فالصبر الصبر، والله معك يشفيك ويعافيك، وتابعنا بأخبارك.