وسواس لغوي
أنا شاب كنت أعاني منذ الصغر من شتى أنواع العلل النفسية (خوف خجل، عدم الثقة بالنفس.......................الخ. إضافة إلى الخوف الكبير من المبيت لوحدي بالليل ناهيك عن الوساوس الكثيرة التي لا تعد. فكنت لا أبدي بآرائي أمام الآخرين، ولا أقوم بأي مبادرة خشية من ردة فعلهم. المهم كان شغلي الشاغل الناس وما يقوله الناس حتى أنني أتذكر جيدا أني كنت أخشى من القيام بواجباتي المدرسية وخاصة التعبير الكتابي الذي كثيرا ما شكل لي عقدة نفسية إذ كنت دائما أخشى أن يكون أقل جودة من التعابير الأخرى فأكون عرضة لاستهزاء الزملاء رغم الذكاء الذي كنت أتمتع به.
المهم أني تجاوزت تلك المرحلة ودخلت كلية الآداب وأنهيت الدراسة الجامعية واستعدت نوعا من التوازن النفسي والحمد لله بفضل دواء بروزاك لمدة 6 أشهر. لكن مؤخرا أصبحت أعيش مشكلة نفسية غريبة أرهقتني وسببت لي الكثير من المتاعب والقلق النفسي.
إذ أصبح لدي نوع من الخلط والتشويش اللغوي ونسيان غريب في ما يخص التعبير الأدبي والفصيح فمثلا أقول ما هو مثنى زهرة هل هي زهرتان أم زهروتان وما هو الصحيح (بالدار أم في الدار) وهل هذه الصياغة سليمة أم غير سليمة، وهل نقول الأدب النسوي أم النسائي، بالفعل دكتور لم أعد أطيق هذه المشكلة الغريبة، مع العلم أني لا أعاني من ضيق نفسي أو إجهاد عصبي مثلما كنت أعاني قبل استعمال الدواء. ولكن ما زلت أعاني من بعض بقايا الأعراض النفسية خاصة ذلك الخلط والتشويش اللغوي الذي حدثتكم عنه والذي أصبح شغلي الشاغل خاصة حينما أتذكر أني مقبل على كتابة المذكرة ودخول عالم التدريس، فأنا لا أكتب رسالة أو أي نص إلا بصعوبة بالغة.
فهل مرت عليك دكتور حالة مثل حالتي أم أني الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة؟ وهل هذا نوع من مرض الزهايمر أم هو ناتج من عدم الثقة بالنفس؟ وهل هو قابل للشفاء؟
وهل الشخص الذي يتلقى علاج نفسي هو ضعيف الشخصية على اعتبار أن هناك أشخاص أقوياء من دون علاج، ومن دون عقاقير؟
أرجو منكم دكتور أن تشخصوا حالتي هذه، واعلموا أنكم ما دمتم في عون العبد فإن الله في عونكم . جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم، وأثابكم الجنة
ملاحظة لقد كتبت هذه الاستشارة بصعوبة بالغة.
وفقكم الله إلى كل خير.
28/9/2007
رد المستشار
أخي "هشام" أهلا ومرحبا بك على مجانين؛
سعدت كثيرا بأن رسالتك خالية تقريبا من الأخطاء اللغوية، فلك مني كل ثناء وتقدير على ذلك، فالقاعدة الآن أن تجد الرسالة أو الاستشارة باللغة العامية الرديئة مع فعمها بالأخطاء الإملائية الموجعة؛ لذا وجب التنويه والشكر على اهتمامك بلغتنا الجميلة.
ما ذكرته عن حالتك يا أخي ومعاناتك يمكن أن نصفه بأنه وسواس قهري لغوي، بمعنى التدقيق في اللغة، ورغم أنك لم تذكر لنا بلدك ولا اختصاصك في كلية الآداب ولكن يمكننا أن نخمن أنك درست لغة عربية مثلا، وأنك من بلاد الشام، المهم قد يساعدك استخدام "البروزاك" بنفس الجرعة السابقة على التخلص من تلك الوساوس ولفترة أطول قد تصل لمدة عام متواصل، ولكن هناك بعض كتب اللغة العربية التي قد تساعدك في إتقانها، وفي كتابة أي موضوع أو مذكرة مثل:
المعاجم؛ كمختار الصحاح والمعجم الوسيط والمعجم المحيط،
أدب الكاتب لابن قتيبة،
الكشاف للزمخشري،
نهج البلاغة، وغيرهم الكثير من الكتب التي تهتم بمفردات لغتنا الجميلة، ومصادر المفردات، وكيف تُجمع، والمؤنث والمذكر من تلك المفردات، ومعظم هذه الكتب وأكثر متوفر على الإنترنت بالمجان لمن يريد.
أخي الفاضل؛
أنت لا تعاني من ألزهيمر بل أظن ذاكرتك ممتازة، والشفاء من حالتك قريب بإذن الله المهم تنفيذ ما قلته لك، أما موضوع ضعف وقوة الشخصية فأظنك من أصحاب الشخصيات التي قد تفتقد المرونة في التصرف أحيانا بمعنى أنك ترى الأمور من وجهة نظرك دائما وليس من "وجهات نظر الآخرين" وعلاج ذلك بأن تتسامح في أحكامك على الآخرين وفي التماس الأعذار لهم قدر إمكانك. ويمكنك زيادة ثقتك بنفسك بإجادتك لمهنتك والقراءة عنها باستمرار وعن الأبحاث الجديدة في مجال التدريس، وبأن ترى الجوانب الإيجابية في شخصيتك كاستكمالك لدراستك الجامعية وعملك ومساعدتك لمن يحتاج مساعدتك.
|
أتمنى لك الشفاء العاجل، وتابعنا بأخبارك.