السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأخوة الأفاضل شكرا لاستقبال مشاكلي أعانكم الله على حلها.
أنا عمري 22 سنة لا أدري من أين أبدأ.... أنا فتاة من أسرة متوسطة.. كان أبي وأمي على خلاف دائم ووصل بهم الأمر إلى أن افترقا ولم يطلقا عن بعض في آخر حياتهم مع بعض ممكن آخر 7 سنوات... ومن ثم مات أبي.
مشكلتي أنني عندما كنت صغيرة كنت دائما عندما أخلد إلى النوم أود أن أتخيل وأمثل بيني وبين نفسي أنني سأمرض ويصيبني مكروه ومن ثم أذهب إلى المستشفى ولا أتكلم مع أحد أبدا أبدا ويبدأ أبي بالندم ويوعدني أنه يخفف المشاكل ومن ثم أصحو من خيالي هذا التخيل امتد معي حتى بعد وفاته وانقلب إلى تخيلات أخرى مثلا أن أصاب بمرض ما وأن أقع غائبة عن الوعي وأن يجيء الجميع كي يأخذوني إلى المستشفى ويهتموا بي وأنا أكون في كامل سعادتي عندما أتخيل ذلك!!!! عجيب مجنونة.
تزوجت وسافرت مع زوجي وبعد أن كنت في أعز نشاطي في بلدي الأم انتهى كل شيء ولا وجود لا لأهل ولا صاحبة ولا نشاط ولا شيء... فرااااغ قاتل أحس فيه حتى بعد أن أنجبت ولد وأحيانا أحس بأنني أستطيع أن أعتني فيه أكتر وأحسن.... تمر علي أيام أكون تمام فيها ولكن أرجع وأحس بالزهق التام...
تعرفت إلى صديقة لكنها بعيدة من مكان إقامتي.... طيب إن اتجهت إلى التقرب إلى الله أحس أنني فاقدة القوة بسبب عدم وجود من يساندني...
علاقتي بزوجي جيدة جدا لكنه من النوع البارد جدا.... وأنا كذلك ولكن ليس بدرجته... تعودت على الحياة كذلك.
أما الآن فدائما ألوم نفسي لماذا لم أكمل دراستي وأخذت شهادة جامعية بدل من أوقفها وأتزوج!!!.... أنا درست مدة في الجامعة وتوقفت وتزوجت عندما مات أبي تضايقت جدا وبكيت كثيرا واشتقت له جدا ولكن مشكلتي بأنني لا أعبر أمام الناس أبدا... عندما توفي لم أكن قد رأيته لمدة طويلة قبلها... فدائما أحس بحرقة واشتياق واللي زاد الطين بلة أنني في الغربة.
بالنسبة للصداقة فهناك تجارب في الصداقات كثيرة منها فشل فشل ذريع وأكترها فشلا هي عندما يبدأ الكذب والغيبة فلا ثقة وأتعلم وأظل أتعلم.... أحب أن أتصل بالجميع وأن أعمل صلة رحم وأن أبقى على اتصال بصديقاتي... ولكن لدي صديقة تقول لي اتصلي بي وأتصل هي ما ترد.. طيب عندها ظروف بس ليه أنا أقعد أتصل وهي ما تتصل لا تعايد علي ولا تساعدني ولا تحل لي أي مشكلة.... هي من العائلة وهي لو نظمت وقتها بتقدر تتكلم.
بصراحة أنا متأكدة أن الفراغ هو اللي بخليني أفكر بالتفاهة هذه... وبظل الفراغ هذا أنا آكل آكل كثير وأي شيء قدامي لفترات متقطعة لكنها كثيرة وأود أن أضعف لكنني لا أستطيع.
نرجو المساعدة ولكم مني الشكر
أرجو أن لا تضعوا البريد الإلكتروني والبلد الأم في عرض المشكلة والحل...
سلام عليكم.
27/10/2007
رد المستشار
وعليكم السلام والأمن والراحة النفسية في جنةٍ أرضية جنة الأنس بالله الرحــيم:
الأخت الفاضلة:
بالنسبة للمشكلة الأولى (والتي هي من أرشيفك) والظاهرة في قولك ((مشكلتي أنني عندما كنت صغيرة كنت دائما عندما أخلد إلى النوم أود أن أتخيل وأمثل بيني وبين نفسي أنني سأمرض ويصيبني مكروه ومن ثم أذهب إلى المستشفى ولا أتكلم مع أحد أبدا أبدا ويبدأ أبي بالندم ويوعدني أنه يخفف المشاكل)).
يا أختي هذه آلية من آليات النفس البشرية العظيمة الخلق!، لقد لجأت نفسك للتخيل لتحقيق حالة عقابية للأب الذي هو بنظرك سبب المشاكل، نتيجة لكونك تميلين نحو أمك، فألقيت اللوم على أباك وحاولت عقابه ولو بالخيال بأن تمرضي ليندم أباك ويشعر بألمك النفسي من جراء مشاكله مع والدتك.. وليس جنونا أو "جنان" كما وصفت، إنما طريقة من طرائق طفولية غايتها حل هذه المشكلة ولو أنها غريبة إلا أنها كانت هي ما توفر لديك.
وأشعر أنك عشت في الفترات السابقة حالة الصراع Conflict ما بين حبك لأبيك وهجمات كره تولدت في نفسك تجاهه من جراء مشاكله وشجاره مع أحب الناس إليك أمك.. هذا تحليلي لقولك السابق.
أما المشكلة الحالية ووضعك الراهن مع زوجك في غربة وما وجه الربط من المشكلة الأولى؟
أقول لك أولا يجب أن تفصلي أباك عن زوجك، لأنني شعرت أنك تربطين بينهما بشكل لا واعي، وأن تفصلي ما بين تجربة زواجك الحالي وزواج أمك وأبيك.. ولا تلجئي للتعميم: "أن الرجال كلهم مثل بعضهم فــ((التعميم دائما خاطئ)) وحتى هذه العبارة خاطئة لأن فيها تعميم!!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى في حالة الغربة لابد لك من لقاءات أسبوعية مع جماعة من الأصدقاء مشتركين بنفس الظروف، وهي مفيدة للغاية وخاصة إذا كان فيها جو ممتع من مسابقات ورحلات وثقافة وفقرات قرأت لكم و.. و إلخ.. فهي تساعد على إحداث حالة من التنفيس والتفريغ النفسي للتوتر الناجم عن الغربة...
ويجب أن تصبري على الناس فلكل ظروفه، وألا تنتظري إقبالهم عليك لتقبلي، فافتحي لهم أبواب التزاور فخيركم من يبدأ صاحبه بالسلام... أليس كذلك؟!
عزيزتي: يبدو أنك واعية بشكل جيد لمشكلتك الحالية، ولكنها إضاءات تحليلية أظنها نافعة لك على جوانب مظلمة في مشكلتك... أتمنى لك كل الخير.. تابعينا بأخبارك...