طلبات البنات وتأكيد الذات
الحياة صعبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أتفق مع كل كلمة كتبها د. مصطفى السعدني، في الواقع أن الحياة صعبة والمطالب تزداد ولا تنقص، ومثل هذه الآنسة قد تكون عائقاً في حياة هذا الشاب فيما بعد فهي لن تستطيع الصبر معه إذا ما قصر بعض الشيء في طلبات المنزل لسبب أو لآخر، زيادة الدلال وهو الفرض الأخير الذي افترضه الدكتور من باب حسن النوايا وهو أفضلهم وهو الدلال، لا يستطيع كثير من الشباب المكافح في هذه الآونة من الزمان أن يلبي تلكم الطلبات، ولهذا أعتقد أن للمدللة فئة قليلة من الخطاب قد تتوافق معها، أما كثير من الأسر فهم لا يربين بناتهن على الدلال الزائد المدمر بل العكس على تقدير معنى الكفاح و المثابرة و الصبر مع الزوج.
في النهاية، نعم أحسم أمرك مع خطيبتك وحاول أن تعرف تأكيدا ما سبب تلك الطلبات (ليس بالسؤال طبعا ولكن بحصر المواقف وطريقة الطلب ونوعيته)، ثم بلغها باستيائك، فإن كانت مودتها مرتبطة بالعطاء المادي فأعتقد أن النفاد بجلدك كما كتب د. مصطفى هو عين العقل، وأنا أيضا كنت سأفعل لو كنت مكانك وبلا أدنى تردد،
والله الموفق
وشكرا لأسرة مجانين.
25/10/2007
رد المستشار
أخي الفاضل المهندس "محمد"؛
الشكر الجزيل لما كتبته لنا من مصطلحات عن الكومبيوتر والإنترنت بلغة عربية رصينة، وبالذات موضوع كيفية التشفير وكلمات المرور، والتي تزعجني كثيرا، وخصوصا أن معظم المواقع الآن تطلب منك إدخال كلمة مرور حتى تتمكن من تصفح ما فيها، وهذا في حد ذاته معاناة -بالنسبة لي على الأقل- ونفسي يجدوا طريقة أسهل لتيسير الأمور في قراءة ما يُكتب على تلك المواقع.
المهم سيدي الفاضل؛ بخصوص طلبات البنات، فأنا لي تجربة شخصية مع واحدة من قريباتي، وللأسف كانت الأم هي التي تحض ابنتها على طلبات تضايق العريس أو الخاطب، وقد نصحتها أنا، وكذلك نصحت العروس –ولكن ما أرخص النصيحة!!– ألا تطلب من خطيب ابنتها أي طلبات فهو يتيم ومكافح ويكفيه أنه يطلب الحلال؛ لذا قلت للعروس وأمها: "علينا كأهل للعروس أن نساعده"، ولكن المشكلة في ابن آدم هي الطمع، وهي وأمها لم يستجيبا لنصيحتي، وكان رد الأم: "لو كل واحد من أهله وأقاربه دفع 500 جنيه كمساعدة "ونقطة" أنظر كم سيجمعون له؟!"، وعند هذه النقطة من حوارها معي أدركت أن موضوع زواج قريبتي ينتظره الفشل الذريع، وحزنت في نفسي وقتها، وامتلأ قلبي كمدا وحسرة وغما، ولكن ماذا عسى أن أفعل مع تلك الأم الطامعة في أقارب العريس!!، وما حيلتي في ابنتها قليلة الحكمة، وقد حدث ما توقعته وفشلت الخطبة.
أخي العزيز؛ أنا حقيقة أتمنى من البنات والسيدات وأهاليهن ألا يغالين في الطلبات من الخطاب؛ ولو كنت مكان هؤلاء الأهالي لأعنت وساعدت من يريد أن يعف نفسه وابنتي أو أختي، ناهيك أنني لن أطلب منه إلا كما طلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن عمه علي بن أبي طالب –دريهمات قليلة كانت معه رضي الله عنه- حين زوجه بابنته فاطمة -سيدة نساء أهل الجنة- وكان والدها صلى الله عليه وسلم هو من أعد جهازها شديد التواضع، وهو ببساطة مرتبة محشوة بالليف ووسادتين وغطاء خشن، ومع اختلاف الزمان والدخل المادي ستكون مساعدتي بالطبع على قدر إمكانياتي ودخلي الآن.
وأنا أقول هذا الكلام لأن تكاليف الحياة مرهقة، والطلبات لا تنتهي، والدخل لدى السواد الأعظم من الشباب في عمر الزواج محدود، ونجد في المقابل إعلانات ودعاية للزنى وارتكاب الفاحشة في كل مكان –ولمن يريد- وهو شبه مجاني، ولو أعطى الإنسان منا العنان لطلباته وتطلعاته وحاجاته لمات قبل أن يحقق عشرها، وصدق من قال: "ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب".
جزاك الله كل الخير أخي الغالي على مشاركتك القيمة، ولا تحرمنا من علمك وفضلك.
ويتبع>>>>>>: مش كل البنات زي بعض مشاركة1