مقاتلة وحاسة إني مش هحب بحياتي..!؟
تتلخص مشكلتي بكل بساطة في أني كنت مرتبطة بأخو صديقة لي من حوالي أربع أو خمس سنوات.. وكان الاتفاق إنه أول ما يتخرج هيجي يتقدم.. وبالفعل أتخرج وطلب مني أنه يتقدم بس أنا رفضت أو بمعنى آخر طلبت منه تأجيل الموضوع علشان هو كان لسه متخرج وماكنش عنده أي حاجة يجي يتقدم بيها لا شغل ولا شقة... إلخ.
ووقتها كنت في ثانية جامعة كان عندي حوالي 18 سنة وهو كان 22 وكنت حاسة أن لسه بدري أوي على موضوع الارتباط ده وإن إحنا الإتنين صغيرين أوي ومش هنقدر نتحمل أي مسؤولية. ولما طلبت تأجيل الموضوع كما ذكرت أعتبر ده رفض وأن أنا محبتوش.. وده عكس اللي كنت عايزة أوصله... وانقطعت عني أخباره لمدة شهر وبعد ما كلمته قال لي أنا خطبت وكل شيء قسمة ونصيب... حسيت أن الحب ده شيء سهل أوي وأن الوعود كلها ملهاش أي أساس من الصحة مجرد كلام وبس.. وساءت حالتي الصحية جداً وانعزلت عن المجتمع والناس حتى أهلي ومكنتش عايزة أعرف أي حد خالص... وكنت حاسه أن كل الناس كدابة والخداع هي الوسيلة الوحيدة للوصول لأي شيء مهما كان.. على الرغم من أن ارتباطي به دام حوالي سنتين ونص تقريباً إلا أني كنت حاسة أنهم 100 سنة وكان صعب علي أوي أنساه لأنه كان أول حب في حياتي...
وبعدها بفترة طويلة حوالي سنة ونص كان في زميل لي من أيام الدراسة حاول إقناعي بعدم التفكير في الماضي وضرورة الارتباط من جديد مرة أخرى وطبعاً هذه النصائح لم تكن لوجه الله بل كانت لأنه هو اللي عايز يرتبط بي.. مع أنه كان من نوعية الشباب الطائشة اللي أهم حاجة عنده المظاهر واللبس والخروج والبنات والفسح وبس.. وحاول يقنعني أنه هيتغير وهينسى كل حاجة عشاني وأنه هيفتح صفحة جديدة ومش هيكون فيها حد غيري حاولت أصدقه وقبل ارتباطي به فوجئت بمكالمة هاتفية تؤكد بأنه على علاقة بفتاة أخرى وفي طريقة لخطبتها أيضاً أحسست أن الكون كله غلط في غلط ومفيش حد على حق أبداً للمرة التانية وانكسر شيء جوايا معرفش هو إيه مع العلم بأني مكنتش بحب الشخص ده أبدا ً ولا عمري فكرت فيه بس صعبت علي نفسي وحسيت أني سهل أوي انخدع... وأن طيبتي وحسن ظني بالناس ده كارثة ولازم أتخلص منهم.. ومن وقتها بقيت حذرة جداً في كل تعاملاتي سواء كانت مع أصدقائي أو أهلي أو زملائي في العمل...
وبعدها بحوالي سنتين تقدم لي شخص... في البداية كنت مترددة في الموافقة عليه ولما وافقت وبدأت أفتح له قلبي فوجئت به بيبعد عني بدون أسباب مع أنه كان دائماً يؤكد لي أنه بيحبني جدا ً وأنه يرتاح لوجوده معي...
تركني ولكن هذه المرة بدون أسباب وبدون تفسيرات ولا أعلم حتى هذه اللحظة السبب ومن وقتها وأنا في غاية العصبية ومش طايقه نفسي ولا طايقه أحد وحاسه بالفشل بالرغم من أني ناجحة في عملي وحاسه بإني غير مرغوبة على الرغم من أني محبوبة جداً من عائلتي وأصدقائي في الحياة الشخصية وفي العمل...
أنا دائماً بعتبر نفسي مقاتلة لأني بتحدى الكثير من الصعاب وبحاول أتغلب على معظم المشاكل.. وطول عمري بحب أعتمد على نفسي في أي حاجة...
ولهذا السبب كنت أصاب كثيراً بنوبات من الهلع لأني دايماً عايزة كل حاجة في حياتي على أكمل وجه...
ودلوقتي أنا حاسه أن عمري ما هقدر أحب حد أو أتأقلم مع حد، وأن كل الناس مختلفة عني ومفيش حد زي أبداً... وبقيت حاسه أن كل الناس بتتغير وحياتها بتتجدد إلا أنا وكأني تمثال كل حاجة حواليه بتتحرك وهو واقف بلا حراك..
حاسه أن حياتي فاضية وخصوصاً أن كل أصحابي تقريباً اتخطبوا وتجوزوا -وبقى لهم اهتمامات أخرى- تمنعهم عن التواصل معي زي الأول.
وفي الفترة الأخيرة حاسه أني فقدت شهيتي لأي حاجة في الحياة وبدأت أفكر كثيراً في الموت وأحس أني هموت من غير ما أعمل أي حاجة في الدنيا ومن غير ما أحقق أحلامي...
أنا حاسه أني ضايعة مش فاهمة نفسي ومش عارفة أنا عايزة إيه؟؟؟
وحاسة بوحدة وغربة على الرغم من أن كل اللي حولي بيحبوني ومرتبطين بي جداً.
أرجوكم أفيدوني.
ولكم جزيل الشكر...
16/12/2007
رد المستشار
سأراهن على قوتك وكذلك محبتك للتغلب على الصعاب.... فكم أعرف تلك الشخصية عن ظهر قلب!
فقد آن الأوان أن تنظري لنفسك عن قرب... فهي الوحيدة التي لم تعطها فرصة لتحظى بانتباهك وحنانك حتى الآن كما ينبغي، حتى تركت الاكتئاب يتلصص عليك بين الحين والآخر فصرت أراه بوضوح من خلال سطورك بل ظل يكبر بداخلك حتى صرت تفكرين في الموت وأنك شخصية منبوذة!!
وكذلك ألمح ظلال وسواس الكمال في الخلفية!... فلن أخوض فيه الآن وسأترك لك روابط تحدثك عنه لتقفي على تفاصيل تثبت أو تنفي وجوده -لأنه غير جازم في حديثك-؛ وانظري معي بهدوء... فستجدين نفسك محبوبة من الآخرين، ناجحة في معظم علاقاتك إلا أنه في علاقاتك -مع الرجال- غالباً ما تفشلين!! فتصورت أن كل من أحبوك كانوا أوغاداً أو أن فرط براءتك يؤذيك من الآخرين.
وغاب عنك عدة أمور منها سؤال بديهي ألا وهو "بكم أسهمت أنت في حدوث مشكلاتك خصوصا مع تكرارها؟" وسأحدثك عما أظنه قد غاب عنك.....
* أنك لم تحبي أحداً منهم قط فكانت مشاعرك رد فعل لإحساسهم تجاهك؛ حتى مع محبوبك الأول وإن تصورت اختلافه عنهم... فمن تُحب لا تقول "حتى ننضج" فنحن نبذل جهدا جهيداً لإقناع المحبين بالفراق لوجود عوائق، أو بالانتظار للنضوج!!... ولقد استطاع أن يدخل في مشروع الزواج بعد عام ونصف فقط.
حيث كان يمكنك فيها الارتباط به-خطوبة- حتى يحين وقت الزواج؛ ولكن حقيقة الأمر أن حبك "أنت" له لم يكن حقيقيا بداخلك وكانت آلامك نابعة من جرح الأنثى -الفطري- حين ينفض عنها من كان يرغبها حتى وإن لم تكن تهواه بصدق!
* أن الرجل ينبهر بالمرأة القوية الناجحة ويتمنى القرب منها؛ لكنه يفكر ألف مرة حين يقرر الزواج منها لأنها تهدد وجوده بالشكل الذي يرجوه لنفسه معها!؛ بما يتطلبه هذا الوجود من حسن تصرف وقرارات ومبادرة وتحمل للمسؤوليات وإدارة للعلاقة؛ فلعلّك أظهرت قوتك دون أن تعي أو دون أن "تهذبي" شكل ووقت حجم ظهورها فغاب عنك هذا "الحس" الأنثوي وترجمتيه أنت بالتراجع أو النذالة أو النبذ.
* أن كمال التصرف وكمال الأخلاق وكمال المنطق وكل سلسلة الكمالات هي محض "مثالية"! فنحن نحتاجها كرمز وأمنية تجعلنا نحسّن من أنفسنا لا لنجلدها أو نجلد بها الآخرين أو لتصير عائقاً في علاقاتنا التي نرجو نجاحها.
فانظري بوعي في تجاربك السابقة بمواقفها و"لحظات إنذارها" بالفشل واستخلصي منها أخطائك لتستخلصي منها دروسك الحقيقة وتغييرك المطلوب لترسمي بيديك غداً الذي ترجينه وترفقي بنفسك لتكون أفضل لأنها بالفعل جميلة؛ فأنت تحققين نجاحات وتحديات وانتصارات فلتكملي سلسلة انتصاراتك يا صغيرتي لتكسبي أهم معركة في حياتك ولتبدئي في إنقاذ نفسك من براثن السخيفَيْن: الاكتئاب الذي يبدو بوضوح في سطورك وكذلك من إطلالة وسواس الكمال بثقل ظله.
فلعل تلك المراجعة تجعلك تدركي ما لا تدركين فيبدأ التغيير ويبدأ النجاح في العلاقة العاطفية ثم الزواج، فهل ستفعلين؟
اقرئي على مجانين:
نزوع إلى الكمالية وتفكير وسواسي
مين كمال؟؟ حد يعرفه؟ م
الكمالية والتخزين القهري: هل هو إدمان؟
الكمالية والإتقان بين السواء والمرض م