حيران وحدية فليل الحب..! ولكن..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛جزاكم الله خيرا على جهودكم، بارك الله فيكم.
مشكلتي تكمن أنه وبسبب ظروف دراستي تعرفت على شاب متزوج ولديه طفلين (6سنوات وسنتان) بالنسبة لي يعتبر الإنسان المثالي جدا وقد أكتب صفحات لأعبر عن مدى راحتي تجاهه... فأنا تفاجأت أن أجد إنسانا أرتاح له بهذه الطريقة.
لقد انتهت ظروف دراستي ولكن ما زال قلبي متعلقا جدا بهذا الإنسان ولم أستطع نسيانه وعندي أمل ولو صغير جدا في أن أرتبط به يوما حيث لقد فاتحني في الموضوع وبدا لي جادا إلا أن ظرفه المادي هو العائق الحالي. فقد أنهى دراسته من 3 أشهر وبحاجة إلى وقت أطول أقلها سنة (حسب تخميني) حتى يؤمن مصدر دخل كافي حتى يعدل بين الأسرتين في ذات الوقت هناك شاب آخر متقدم لي من فترة وهو ذو صفات محمودة من قبل الجميع.
أنا الآن حيرانة، ربما لو لم يكن هناك أحد في قلبي ربما لقبلت به ولكن لن أكن بنفس الارتياح الذي شعرت به مع الشخص المتزوج.
أنا أشعر أنني أريد أن أعطي من يحبه قلبي فرصة كافية وعادلة حتى يتصرف، ولكن في ذات الوقت لا أضمن حيث قطعت التواصل بيننا لأنه ليس هناك مبررا، ولكن في ذات الوقت أشعر بضغط كبير من حيث أنني أريد أن أتزوج وأنجب حيث أقارب ال25 عاما وأهلي مرتاحين جدا من الشخص الآخر وعندما أخبرتهم أنني لن أقبل لم يقتنعوا أبدا ويتمنون لو أغير رأيي ولكنهم لن يجبروني، علما بأن والدي تزوج امرأة أخرى ولا أستطيع أن أقول أن وضعنا مثالي، وأمي لديها عقدة من الزواج الثاني وحكمت عليه بالإعدام (هي لا تعلم بموضوعي الآخر)، وأنا أيضا لست متأكدة بعد إذا يمكنني أن أتزوج إنسان متزوج... ليس من باب الغيرة كعامل أساسي ولكن من باب أنني لا أريد أن أكون سببا في التأثير على عائلة أخرى - رغم إنه أكد علي أن ذلك لن يحدث.
أنا لا أدري إن كنت أتصرف بعاطفية بحتة وأضيع على نفسي فرصا قد تكون أفضل بكثير من العنوسة، أو أن هناك شيء من الحكمة في تصرفي وأن الإنسان يجب أن يكون أكثر ثقة في مشاعره وأن زواجي بهذا الإنسان ليس مستحيلا.
القضية أنني يجب أن أتخذ قرارات في خطوبات تكون جيدة وربما يصفها البعض بالممتازة في نفس الوقت الذي أعطي الشخص الآخر فرصة (لكن لا أضمن أن ظروفه ستتيسر أو أن يرتاح ضميري أن أتزوج إنسان متزوج) في نفس الوقت الذي يتقدم به عمري!!!
وهذا هو بيت القصيد.....
جزيتم خيرا
30/12/2007
رد المستشار
دعينا نبدأ من بيت القصيد.... فعمرك يجري وتريدين اللحاق بركب الزواج والإنجاب والعيش مع شريك يملأ حياتك؛ وبدلاً من التفكير بأنه عليك أن تكوني أكثر ثقةً في مشاعرك فالأجدى أن تكوني أكثر ثقةً في الخبرة الحياتية التي تعيشينها للآن بالفعل مع زواج أبيك الثاني -فهل تتصورين أن والدتك تبثك كل لواعج قلبها؟- ومع كل من جرّب الزواج الثاني متصورا أنه وجد به حلاً لمشكلات أخرى فوضع فوق رأسه مشكلات أخرى بحق؛ وكذلك من مشكلات المجتمع المتناثرة هنا وهناك من جرّاء الزواج الثاني؛ ولا تتصوريني ضده أو لا أعطيه قدسية أنه جزء من شرعنا ولكن تذكري أنه وضعت حوله من المحاذير والأخذ بالأسباب ما يجعلنا نتصوره وكأنه طريق الجنة الذي حُفّ بالمكاره!
فهو لم يقل أو أنت لماذا يريد الزواج مرة أخرى خاصةً وأن أعمار أبنائه تدل أنه لا زال صاحب عهد قريب من الزواج بل وتشير أيضا "للعاصفة الأولى" التي تبدأ في العام السادس أو السابع من الزواج –إن كنت تسمعين بها- وكذلك أنت تعاملت معه في الجزء الخاص بالحياة الاجتماعية الخارجية والجزء الدراسي فقط وهذا ما جعلك تتصورينه ملاكا هبط وسط جموع الأشرار في تلك الحياة التي نحياها وتصفعنا كل فترة بمحنة أو اختبار ومعادن بشر مزيفة؛ والحقيقة أنه ليس كذلك تماما فمن يفكّر في الزواج من أخرى لعاصفة أولى هبّت على حياته أو لأن لديه مشكلة ما مع زوجته ويطمّئنك ببساطة "عجيبة" عن قصة الغيرة لابد وانه مُقصّر لا محالة –إلا ما ندُر وهذا ما لم نكتشفه بعد- فأنت لم تسمعي حديث زوجته عنه ولا تأْمني غيرتها هي!
وبيت القصيد يقول أن الحياة الزوجية تأتي بأفراحها وكذلك بمسئولياتها واختباراتها لذا قال عنها عز وعلا أنها سكن ومودة وتحتاج لرحمة فهل تبدئين حياتك الزوجية بمشكلات إضافية! فالمرأة التي حصلت على زوج لها وحدها تشكو تأخيره وتشكو عدم مشاركته لتربية الأبناء والكثير والكثير، فكيف بك حين تحصلين على نصف زوج؟ بنصف عقل ونصف اهتمام ونصف تركيز؟ فلا زلت بفضل الله ومنته يرغبك الكثيرون التي تُشيدين أنت بنفسك بحُسن أخلاقهم وحاسديك عليهم، فلا تبني حياتك وقرارتك الهامة على حساباته هو فلن تفلحي إذن وستتوالى السنوات وعلى أحسن الفروض ستتزوجينه مناصفةً.
وقاومي قصة المقارنة كلما لاحت لك فطريقها مؤذ ومُعطّل ويعيدك للوراء فالارتياح يأتي حين ترين ما يعجبك فيمن يتقدم لك وحين تعطيه فرصة بحق ليقترب وحين تبدءان معا حياة مشتركة دون منغصّات لا داعي لها فانتبهي.