السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي تداوون به جراح الناس وتساعدونهم ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى. أنا مشكلتي تبدأ منذ الطفولة فقد تعرضت لتحرشات جنسية من قبل أخي الأكبر -الذي يكبرني بأربع سنوات- وقد كان عمري وقتها ثمان سنوات تقريباً.
كان يلمس صدري فقط وبعدها بفترة صددته لأني شعرت أن هذا ليس طبيعياً، ولأني لم أسلم من تحرشات أخي الثالث الذي أخذ يحدثني عن الجني ويقنعني بأن هذا عادي وأنا وقتها لا أعرف شيء عن الزنا ولا العلاقة بين الزوجين.
المهم أنه حدث اتصال لمرتين وبعدها بدأت أقاومه مع أني لم أكن أعلم أن هذا حرام وكان هذا عندما كنت في التاسعة أو العاشرة -لا أتذكر جيداً-. وطبعاً استمرت المحاولات في التحرش لمدة سنتين ولم ولن أسمح له بالاقتراب مني فقد كنت أهدده بأني سأخبر أمي وليتني فعلت وأخبرتها منذ البداية، طبعاً أنتم تسألون أين كانت أمك؟ الذي أتذكره أني عندما كنت صغيرة أنها دائماً متعبة من شغل البيت، وعندما أتحدث إليها لا ترد علي أو تصرخ في وجهي بأنها متعبة وتردد علي مقولتها التي لا تمل منها (قومي ذاكري دروسك)، وأتوقع أنها متعبة نفسياً وليست جسدياً لأن تلك الفترة مرض أبي بمرض نفسي لا أعلم حتى الآن ما هو، كل الذي أعرفه أنه يخاف من الموت ولديه قلق حتى أنه يبكي وترك الشغل وأصبح يلازم المنزل ولا يوجد من يعولنا فأمي لا تعمل، وطبعاً الذي حدث لي كان في نفس الفترة التي مرض وانشغل عنا.
نسيت أن أقول أنه بعد الاتصال الجنسي مع أخي الثالث بدأت تنزل سوائل من المهبل كريهة الرائحة، مع أنه لم يحدث إدخال وكان قبل بلوغي -فقد بلغت بعدها بسنة- ولم أتكلم لأني شديدة الخجل. ومرت السنوات وأنا الآن تخرجت من الجامعة ولا زلت أعاني من المرض فأنا أخجل أن أذهب إلى طبيب نسائي مع أني أعاني من المرض بشدة.
لدي مشكلة الخجل أو الرهاب من الناس فأنا واجهت صعوبة كبيرة في المدرسة، فلا أستطيع التحدث مع معلماتي وعندما أشارك في الفصل أشعر بأن درجة حرارتي ترتفع وتزداد نبضات قلبي حتى أكاد أنسى الإجابة، ونفس الحالة استمرت معي عندما كنت أدرس بالكلية ولأني كنت مجتهدة فإن أساتذتي كانوا يحاولون أن يتحدثوا إلي ولكني كنت أجيب بإجابة مختصرة وأحاول أن أنهي الحديث وأنا أقول بداخلي ماذا أقول أنا لا أعرف أن أتكلم حتى أصبحوا يظنون بأني مغرورة، فأنا لا أسلم عليهم عندما أمر بجانبهم لأني أشعر بخوف منهم، حتى أني لم أقدم طلب بأن أكون معيدة مع أني الأولى على دفعتي.
مع أني مجتهدة لكن أشعر بأني فاشلة في كل شيء، وبسبب الذي حدث لي مع أخي فأنا أشعر دائماً بأنني نجسة وأني لن أكون طاهرة بسبب الذنب العظيم الذي فعلته مع أني لم أكن أعرف أنه ذنب ولكني أكره نفسي وبشدة وأشعر بأني لا أستحق الحياة. مرت علي لحظات كنت أتمنى الموت فيها، لا أعلم ماذا سيكون مصيري فمرضي يزداد يوماً بعد يوم وأنا لا أحرك ساكناً.
حالتنا المادية الآن لا بأس بها وتحسنت علاقتي بأمي في هذه الفترة وأصبحت أتحدث معها بعد أن كنت أكرهها بشدة لإحساسي بأن إهمالها لي ولإخوتي سبب المشكلة كلها، ولا زلت أعيش مع إخوتي ولا كأن شيئاً قد حدث فلا يتحدثون معي عن هذا الأمر، ولكنني أخذ احتياطي فلا أنام إلا بعد أن أقفل باب حجرتي وأضع خلفه كرسي فلا ثقة مع الذئاب البشرية (إخوتي).
آخر مشكلة الزواج، وطبعاً واحدة في مثل حالتي لا يمكنها الزواج وأنا راضية بهذا المصير فكل إنسان يتحمل أخطاءه، ولكن كلما تقدم عريس أرفض وآتي بحجة حتى انتهت الحجج وأصبحوا يضغطون علي ويقولون عندما يأتي في المرة القادمة لابد أن توافقي والحمد لله لم يأتِ الآن أي عريس ولكنني خائفة من الفضيحة. كنت أود الذهاب إلى طبيب نفسي ولكن لا توجد ولا عيادة نفسية واحدة في المدينة التي أعيش فيها، فالناس في مدينتي وحتى في المدن المجاورة لا زالوا يعتقدون بأن الذي يذهب إلى طبيب نفسي مجنون، ويوجد مستشفى حكومي للأمراض النفسية وحاولت أن أقنع أمي بالسماح لي بالذهاب إليه برفقتها (فأنا في بلد محافظ جداً ولا يمكنني الخروج إلا برفقة أحد من أهلي) ولكنها رفضت بشدة ولا أعلم ماذا أفعل؟ وكيف أتعالج نفسياً وجسدياً؟.
عذراً على الإطالة وأتمنى ألا تتأخروا كثيراً في الرد، وشكراً لكم على هذا الموقع... يكفيني أن أشعر بأن شخصاً ما في هذا العالم عرف بمعاناتي مع أني لم أكتب كل الذي بداخلي حتى لا أطيل عليكم أكثر من ذلك وأعتذر مرة أخرى .
جزيتم الجنان
13/01/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "أميرة الكون" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أنتِ حقاً "أميرة"! لا بكمية الدراهم التي تملكينها، ولكن بكمية البراءة التي عندك. ففي مثل سنك تكون الفتاة الأوروبية تعرفت على أكثر من عشرين شخصاً في هذا العصر، ولربما تكون قد مرت بعشرات الأمراض النسائية. وترينها فخورة طروب لعوب!!!
أما أنتِ، وقد حدثت معكِ تلك المحاولات الطفولية البريئة، والتي أعرف جيداً بأنكِ كما تكرهينها وتكرهين ذكراها فإن أخوتكِ أيضاً يفعلون ذلك.
يا أميرتي الصغيرة! ما حدث معكِ، عادة ما قد يحدث، وخاصةً في الطفولة. إنكِ طاهرة مطهرة ولستِ "نجس". يكفي كلمة واحدة من الاستغفار "أستغفر الله العظيم وأتوب إليه" كي تجاب دعوتكِ وتُقبل التوبة من الذي لا يعود إلى الخطأ. وإلا فقد نتهمك بأنكِ لا تعرفين الرب الرحيم الذي تعبدين.
يا أختي مرضكِ الجنسي خفيف، ومن الممكن أن تقصي ذلك لطبيبتكِ في الصحة العامة، أو الطبيبة النسائية، فتصف لكِ دواءً لكي تشفي من الإفرازات السيئة التي تصفين. والتي غالباً ما تحصل عند النساء بدون مجامعة ولا لقاء جنسي، بل قد تحدث كما التهاب اللوزتين، أو القصبات الهوائية بدون سبب. وقد تشفين فقط بتناول مغلي البابونج أو الخبيزة، وكذلك الغسيل بهما.
تزوجي يا صديقتنا العزيزة وبأسرع وقت، فليس عندكِ أي عائق لذلك، كما نرجو منكِ أن تبلغينا بالخبر السعيد الذي سوف يفتح الباب أمامك لكي تأتي بالعديد من البنين والبنات، وسوف تهتمين بهم قطعاً، ولن تهمليهم بسبب التعب النفسي أو الجسدي.
كما نرجو منك أن لا تخبري أحداً بعد اليوم بالذي حصل بينك وبين أخوتك رحمة بالأخوة التي بينكم .
أما ما وصفتِهِ عن عوارض الوالد، فإننا نشك بأن عنده مرض نفسي توتري خفيف، إسمه "نفروزهيبوكوندرياك" “nevrose hypochondriaque” وهذا المرض يتحسن بشكل ملحوظ بأدوية التوتر العصبي الخفيفة، وأدوية الكآبة النفسية. وكذلك من الممكن أخذ نتيجة كبيرة فقط بإجراء الحجامة.
نتمنى لكِ التوفيق، خاصة في حياتكِ الزوجية، يا "أميرة"
والسلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
واقرئي أيضًا:
الغشاء والخوف من الهواء!!
عبث الطفولة وآثاره: والغشاء وأخباره!
وسواس المرض، والاكتئاب أيضًا
وسواس مرض